رحلة اختيار مدرسة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

في مثل هذه الوقت تقريباً من كل عام تبدأ التساؤلات في كثير من البيوت:

هل سأبقي ابني في المدرسة نفسها؟

على أي أساس اختار مدرسة لابني؟

كيف اختار مدرسة ابني؟

وأسئلة غيرها كثيرة....

ومما لا شك فيه أن قرار اختيار الأهل لمدرسة الطفل، يعتبر من القرارات المصيرية التي تسهم في تشكيل مستقبله، وتحتاج الكثير من البحث والسؤال والدراسة. فالمدرسة هي المكان الذي ينهل منه الطفل أساسيات التعلم والمهارات والمفاهيم التي يبني عليها علومه في المستقبل. 

و لعل من المفاجئ أن الوسائل المساعدة على اختيار مدرسة الطفل قليلة جداً، ما دفعنا إلى المزيد من البحث في هذا الموضوع، لنتمكن من تقديم مجموعة من النصائح والخطوات العملية والملحوظات، التي نرجو أن تساعد على اختيار المدرسة التي تلاؤم طفلك.

 

قبل الانطلاق:

 هذا القرار يحتاج أن نعطيه ما يستحق من الوقت والتفكير لذلك:

تخيل شخصية ابنك في المستقبل.. سيساعدك هذا التخيل في تحديد ما تريده من المدرسة التي ستسهم كثيراً في صوغ شخصيته.

إن شخصية الطفل لا معلوماته هي التي تقرر نجاحه في المستقبل، فالمعلومات مبذولة والحصول عليها أصبح ممكناً كلَّ حين، لكن تحديد ما يريده الفرد من المعرفة، وتمييز الصالح و الفاسد منها، وإحسان توظيفها هو الذي يصنع الفرق.

 

حدد أهدافك:

الأقارب والأصدقاء والمعارف، المعلمين والطلاب وذوي الخبرات التربوية: لم فضل أحدهم هذه المدرسة، ولم استمر الآخر في تلك المدرسة.

 

 اسأل:

قم بزيارات مسحية مفاجئة لعدد من المدارس التي رُشِّحت لك، وحتى لو لم تقابل فيها أياً من المسئولين، إلا أنه يمكنك الخروج بانطباع مّا عنها اختر مدرستين أو ثلاثاً لتكون محلَّ دراستك.

 

 انطلق: ابدأ العمل...

 1- لاحظ البيئة:

 من المهم أن تكون ساحة المدرسة نظيفة واسعة، فيها أماكن منظمة للعب والجلوس، ولا تخلو من مساحات خضراء ولمسات جمالية؟

 كيف تبدو ساحة اللعب (أرضية آمنة، ألعاب آمنة، نوعية الرمل، سياج يمنع دخول الحيوانات)؟

كيف هي دورات المياه: (نظيفة وجافة مع عامل أو عاملة لمساعدة الأطفال)؟

هل مداخل ومخارج المدرسة مراقبة ومحددة؟

هل الأثاث المستخدم متناسب مع أعمار الأطفال؟ وما مدى جودته؟

 

2- لاحظ الصفوف

يستحسن جداً أن تحصل على إذن بدخول الصفوف:

هل تتناسب مساحتها مع عدد الأطفال؟

هل هي مبهجة، نظيفة، آمنة؟

هل هي منظمة والحركة فيها مرنة؟

هل الزينة والأعمال الفنية المعروضة من أعمال الأطفال أم جاهزة؟

 

3- لاحظ المعلمين:

هل يتعاملون بودّ مع الأطفال؟

هل يستطيعون الوصول إلى مستوى الطفل ويتفاعلون معه، أم هم مشغولون بدور المدرس فقط؟

قوّم ما يفعله المعلم وليس ما يقوله أو يعلمه?

 

4- لاحظ التلاميذ:

هل يبدون سعداء؟

هل يبدون استعداداً لحل مشكلاتهم الخاصة؟

هل يبدون ثقة في التعبير عن ذاتهم؟

هل يبدون صبراً على التعلم؟

 

5- عند مقابلة المسئول:

يمكن أن تكون قد حصلت مسبقاً على كُتيب يشرح أنظمة المدرسة.

لكنك بحاجة إلى معلومات كثيرة قبل أن تقرر

ما إجراءات التسجيل المتبعة؟ ما الأقساط (إن وجدت) وكيف تدفع؟ هل هناك اختبار قبول؟

كيف هو دوام المدرسين، ما مؤهلاتهم وخبراتهم؟ هل تقام لهم دورات وبرامج لرفع كفاءتهم وتجديد خبراتهم وإنعاش القديم منها؟

ما برنامج المدرسة اليومي: فترات اللعب والأكل والدرس؟

 

6- ما أساليب التعليم المتبعة:

تجنب المدارس التي تتبع الطريقة التقليدية في التعليم، وابحث عن برنامج يساعد طفلك على النمو اجتماعياً وانفعالياً وجسمياً وعقليا..

 هل هناك برامج إضافية في المدرسة؟ وما الأنشطة اللامنهجية التي تقدمها؟

 كيف تتعامل المدرسة مع المشكلات السلوكية، وهل لديها مرشد تربوي؟

 

7- كيف تنظيم علاقة الأهل بالمدرسة

 ما نظام التواصل بين الأهل والمعلم والإدارة؟

ما نظام مجالس الآباء والأمهات؟

ما المسؤوليات التي يمارسها الأهل في التعاون مع المدرسة؟

 

8- اصطحب طفلك

لا تقلل من شأن الاستعانة برأي طفلك فهو الذي سيكون في المدرسة.. اصطحبه إليها... ليقضي فيها وقتاً كافياً:

اسأله هل شعر بالراحة حين لعب وشارك في بعض الأنشطة؟

انتبه فمعظم الأطفال لا يشعرون براحة تامة في المكان الغريب ومع الناس غير المألوفين لهم، لذا عليك أن تفهم ردة فعل طفلك نحو المدرسة؟

ناقشه فيما شاهده، ما الذي أعجبه وما الذي لم يعجبه ولماذا؟

إذا كنت مقنعاً تماماً باختيارك فحاول توضيح الأسباب له وشجعه على خوض التجربة. وأكد له أنك تحبه وحريص على سعادته ومصلحته؟

والآن هل اتخذت قرارك

هذا القرار الهام في حياتك وحياة طفلك يستحق ما يبذل من أجله وهو ليس سهلاً بقدر ما يبدو بسيطاً.

خذ الوقت اللازم، لا تخجل ولا تتردد، فالسؤال من حقك وحق طفلك عليك.. وثق أنه كلما ازداد حرص الآباء على نوعية مدارس أبنائهم، سعت هذه المدارس للارتقاء نحو الأفضل.

نتمنى أن تكون قد وجدت لدينا ما يساعدك، والله ولي التوفيق..

تذكر أن ما يناسب فلاناً من الناس، ليس بالضرورة مناسباً لطفلك.

تذكر أنه من الممكن تعليم الببغاوات العدّ، وتعليم القردة معرفة الحروف.

الأطفال بين (2-3) سنوات يحتاج كل خمسة عشر منهم إلى معلمتين بينما تكفي معلمتان لعشرين طفلاً بين (4- 5) سنوات.

عندما أكون منهمكاً في عملي، مهتماً بكل طفل، مطلعاً على العالم من حولي، محباً للمادة التي أدرسها، أجسد لأطفالي الشرف والكرامة في كل تصرفاتي، سيرى الأطفال هذا ويقدرونه ويبذلون المستحيل لمحاكاتهليس مهماً كثيراً ما أعلمه لهم، بل ما أنا عليه.

 

معلم

يصعب جداً تغيير الشخصية، بعد تكوّنها، وهذا يزيد من خطورة قاعدتين معروفتين: الشخصية الضعيفة أو ذات الصراع الداخلي تصبح أسوأ عدو لنفسها، والطفل ذو الشخصية الضعيفة يلجأ عادة إلى لوم العالم من حوله بدلاً من أن يبحث عن حل لمشكلاته في داخله.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply