بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
* كان أحد الآباء يعود من صلاة الجمعة كل أسبوع، فيوجه حديثه للأم قائلاً: "هذا ما قاله لنا اليوم خطيب المسجد..."، فيقص عليها الكثير من القصص، ثم يخرج منها بالمواعظ والنصائح، متجاهلاً أولاده الذين يحملقون فيه وقد أصغوا باهتمام شديد لحديث (الكبار)، يقول أحد أبناءهم: "فلما كبِرتُ وتذكرت ما كان يقصه أبي، علمت أن بعض حديثه لا يمكن أن يكون قد قاله خطيب المسجد، وإنما كان موجهاً إلينا أنا وإخوتي، والعجيب أننا تأثرنا كثيراً بهذا الحديث غير المباشر، وكنا نحترم ربنا كثيراً، ونحبه، ونخاف من كل ما يمكن أن يقال عنه أنه "حرام" لأنه يغضب الله -عز وجل-، وأنا الآن أتبع نفس الأسلوب مع أولادي.
* وتقول أم: "كان أولادي يرفضون النوم في غرفتهم بمفردهم، فصرت أجلس معهم بعد ذهاب كل منهم إلى فراشه، وأحكي لهم قصة هادفة، ثم أطفئ نور الغرفة وأترك نورا خافتا يأتي من الغرفة المجاورة، ثم أقوم بتشغيل شريط لجزء "عمَّ" يتلوه شيخ ذو صوت ندي، وأترك الغرفة، فكان الأطفال يستمتعون بصوته، وينامون قبل انتهاء الوجه الأول منه، ومع الوقت لم يعودوا يخافون من النوم بمفردهم، فبمجرد تشغيل الشريط كانوا يقولون لي: "اذهبي إلى غرفتك، فنحن لسنا بخائفين"، والأهم من ذلك أنهم أصبحوا يسألون عن الله -تعالى-، ويشتاقون لرؤيته، ويستفسرون عن معاني كلمات الآيات التي يستمعون إليها، بل ويحبون الحديث في الدين ويتقبلون النصح بنفوس راضية".
فمتى يخوض المربين بإختلاف أجناسهم تجارب تربوية تكون سببا في إنشاء جيل يحب الله، ويحب ما يأمر به الله؟
والتربية بالفعل أبلغ وأنفع من التربية بالقول.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد