يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى عقاب أطفالهم حين يسيئون التصرف بالتوبيخ وبأمطارهم بسيل من الكلمات الجارحة اعتقادا منهم أن هذا الأسلوب أفضل من الضرب.. ولكن أحدث الأبحاث العلمية الواردة من الدانمرك تؤكد عكس ذلك، فالتوبيخ الكلامي لا يقل ضررا عن الضرب لأنه يحدث نفس الآثار الضارة التي يحدثها الضرب في نفسية الطفل.
وكان العلماء منذ زمن طويل يحذرون من ضرب الأطفال لاعتقادهم أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب في طفولتهم يفقدون ثقتهم بأنفسهم وينعدم لديهم الاحساس بالأمان في مراحلهم العمرية المقبلة.. لكنهم لم يهتموا كثيرا باجراء أبحاث عن الآثار المترتبة على تصنيف الأطفال حتى جاء أحد الباحثين في المركز الدنماركي للبحوث اسمه أريك سيجسجارد واهتم بهذا الموضوع وأجرى أخيرا هذه الدراسة التي أكدت أن احترام الذات يتضرر كثيرا عند التعرض للعقاب بوسيلة أو بأخرى لأننا عندما نعاتب الأطفال فإننا نعطيهم الإحساس بأنهم عديمي القيمة.
وينصح صاحب الدراسة الآباء والأمهات الذين يرغبون في إقامة علاقة قوية مع أبنائهم ألا يكثروا من تعنيفهم
وتعليقا على الدراسة السابقة يقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس: إن التعنيف هو درب من دروب الألم النفسي، فإذا أراد الأب أن يستبدل العنف بالتوبيخ فإن هذا الأمر فيه حصافة في الأب الذي جعل التعنيف بديلا للضرب.
إلا أن زيادة التعنيف والاستمرار في إثارة الألم النفسي عن طريق اللفظ المغلظ، والموقف الضاغط والحرمان من مصروف أو نزهة مثلا يصيب الطفل بنوع من الاحساس بالتدني.
ونحن نريد من الآباء والأمهات أن يعالجوا المواقف التي يسيء فيها الأطفال التصرف بالتروي ورؤية الموقف من جميع جوانبه لعل هناك أسبابا قد لا ترجع إلى الطفل وحده، فقد يشترك أحد الأبوين معه، أو قد تكون هناك ظروف قهرية لا يقدر الطفل على التصرف حيالها بمفرده.
والأمر الثاني المطلوب من الآباء والأمهات أن يكون العقاب على قدر الخطأ فلا يبالغون كثيرا في أمر التعنيف، كما أن المهادنة أيضا ليست مطلوبة ويتضح من هذا التعنيف بالكلمات أنه لا يقل ضررا عن الضرب.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد