بسم الله الرحمن الرحيم
فرق كبير جدًّا بين أن تكون جادًّا، وأن تقطب حاجبيك، أو أن تبدو عابسًا على الدوام، أو أن يراك الآخرون - من البشر طبعًا- فينفرون منك ويهربون من جلستك، ويفرون من حديثك فرارهم من الأسد!!
باختصار فرق كبير جدًّا بين الجدية، التي يدعيها البعض ليواروا خلفها نقصًا في قدراتهم على التواصل والتعارف والاحتواء، وبين تلك التي وعاها الصحابة وربَّاهم عليها سيد الخلق وأكثرهم جدِّيةً وأطيبهم حديثًا، وأبسمهم ثغرًا.. محمد - صلى الله عليه وسلم -.
تعريف الجدية:
الجدية ضد الهزل والتهاون، والضعف والرخاوة، وهي \"إنفاذ التكاليف الشرعية والدعوية توًّا، مع المثابرة والدأب، وتسخير كل الإمكانات المُتاحة لإنجازها، ومغالبة الأعذار والعراقيل التي تعترض سبيلها\"، وهذا التعريف يتضمَّن شروطًا خمسة للجدية، هي:
1- الفورية في التنفيذ:
ومن أراد أن يعرف حقيقة الجدية، ويراها واقعًا عمليًّا، فعَلَيه بسيرة السلف الصالح- رضي الله عنهم -.. فالفورية في التنفيذ نراها على أكمل وجه عند تحريم الخمر، لمَّا نزل قوله - تعالى -: (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطَانِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيطَانُ أَن يُوقِعَ بَينَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغضَاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهُونَ) (المائدة: 90-91)، فما إن نزلت، وحملها الصحابة إلى إخوانهم وهم يشربون، حتى كفٌّوا فورًا، واستجابوا لأمر الله، وقالوا: انتهينا... انتهينا!!
وفي تحويل القبلة مثلٌ رائعٌ كذلك في الاستجابة الفوريةº حيث تحوَّل المسلمون فورَ سماع الخبر، وما زالوا في صلاتهم، وتبدَّلت مواقع الإمام والرجال والغلمان والنساء من الشمال إلى الجنوب، وقد سُجِّلت هذه الاستجابة الفورية الرائعة في المسجد ذي القبلتين، الموجود في المدينة المنورة، شاهدًا على عظمة ذلك الجيل، (وَمَا جَعَلنَا القِبلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيهَا إِلاَّ لِنَعلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيهِ وَإِن كَانَت لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) (البقرة: 143)
ورأينا هذه الاستجابة الفورية كذلك في موقف نساء الأنصار من آيات الخمار، فما إن انقلب الرجال إلى البيوت يتلون كلام الله - تعالى -.. (وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور: 31) حتى قُمن لتوِّهِن إلى مروطهِنَّ لشقِّها والتلفٌّح بها، حتى جِئن في صلاة الفجر، وكأن على رؤوسهن الغربان، لم تتلكَّأ واحدةٌ في امتثال الأمر، وفي سيرة هؤلاء العظماء من الرجال والنساء الكثير والكثير!!
2- القوة والعزم:
رأيناها بجلاء في سيرة الصحابة الكرام- رضي الله عنهم- وهم ينهضون بتكاليف هذا الدين، فهذا عمر- رضي الله عنه- عند هجرته يقف متحديًا قريشًا، قائلاً: \"إني مهاجرٌ، فمن أراد أن تثكله أمه، أو تتأيَّم امرأته، أو يُيَتَّم ولده فليتبعني، فلم يجرؤ أن يراجعه أحد\"، وهؤلاء الأبطال المغاوير من الصحابة- رضي الله عنهم- الذين خرجوا لغزو حمراء الأسد، وقد أثخنتهم الجراح، وفقدوا الظهر في \"أُحد\" منذ سويعات، فما وهنو لما أصابهم في سبيل الله، بل قاموا بقوة الأبطال وعزم الرجال لملاحقة المشركين، حتى كان الأخفٌّ جرحًا يحمل أخاه الأثقل إصابةً..
وهذا \"سلمة بن الأكوع\"- رضي الله عنه- يتصدَّى بمفرده للقوم في عزوة (ذي قرد)، حتى اضطَّرهم إلى الفرار، تاركين ما استلبوا من عِير رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وظلَّ يناوشُهم، وقد نزلوا على ماءٍ, ليطفِئوا ظمأ حلوقهم، فما استطاع أحدهم أن يهنَأ بقطرة منه.
وهذا العملاق الفذٌّ \"جعفر بن أبي طالب\"- رضي الله عنه- في عزوة مؤتة تُقطع يُمناه التي تَحمل الراية فيرفعها بيُسراه، فتلحق هي الأخرى بأختها، فيحتضنها بعضدية حتى تظل خفاقة مرفرفة ما بقيت فيه عين تطرف- رضي الله عنهم - أجمعين.
3- المثابرة والدأب:
العمل المتصل بجدٍّ, وتعب نراه على أكمل وجه في تبليغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لهذه الدعوة في السر والعلن، والعُسر واليُسر بلا كَلَلٍ, ولا مَلَل، ولما أراد قومه أن يُثنوه بالترغيب والترهيب.. قال كلمة أولي العزائم الماضية، والهِمم العالية: \"والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أهلك دونه\".
وظل صحابته- رضوان الله عليهم- ماضين على درب الحق في دأَبٍ, ومثابرةٍ, وجدٍّ,، فتركوا الأوطان والديار والأهل والولد والمال، وجاهَدوا بالنفس والمال، وواجَهوا مكائدَ المشركين والمنافقين واليهود والفرس والروم، وركِبوا الصعاب، وخاضوا المعامع، حتى مكَّن الله بهم لهذا الدين، فخفقت راياته في كل الأرجاء وعزَّ سلطانُه، وعمَّ نفوذُه ممالِكَ ذلك الزمان.
4- تسخير كل الإمكانات:
وتسخير الإمكانات \"من نفس ومال، وولد وأهل.. وكل ما يملك المرء\" نجده بارزًا في سيرة خير القرون، فإن حياتهم كلها كانت جهادًا وتضحيةً في سبيل نصرة هذا الدين..
فهذا الصديق- رضي الله عنه- يأتي بماله كلِّه، ويقول: تركت لهم الله ورسوله، وهذا عثمان - رضي الله عنه - يجهِّز جيشًا كاملاً في غزوة العسرة (تبوك)، وهذا مصعب - رضي الله عنه - يترك حياة الترف كلها، ويرضى بالقليل، وإن شئت فقل: بأقل القليل، ويهاجر، ويكون سفير الدعوة، ويجاهد، وأخيرًا يلقى الله شهيدًا في حالٍ, تأثَّر بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه- رضي الله عنهم- تأثٌّرًا شديدًا حتى البكاء.
وهذه المرأة الصالحة التي لم تجد ما تقدمه لنصرة دينها، فتدفع بصبيِّها الصغير إلى ساحة القتال وتعطيه سيفًا، وتقول له: ادفع به الأذى عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فلا يقوَى على حمله فتربطه في ساعده، ثم تقف تراقبه، وقد امتلأت فخرًا فإذا به يتلقَّى إصابةً تتفجَّر على أثرِها دماؤه، فينظر إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قائلاً: \"لعلَّكِ جزعتِ\"، فتردٌّ: لا والله يا رسول الله.. كلٌّ مصيبةٍ, دونَك جَلَل (أي تهون).
5- مغالبة الأعذار:
نراها في الأخذ بالعزائم، والحرص على أداء الواجب، والمشاركة فيه مهما كانت الظروف..
فهذا عمرو بن الجموح- رضي الله عنه- يريد أن يخرج للجهاد، فيمنعه أبناؤهº لأنه أعرج قيصر.. فيخبره رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بالرخصة، فيقول الصحابي: لعلي أطأُ بعرجتي هذه الجنة، وقد كان.
وهؤلاء أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يستجيبون لندائه- صلى الله عليه وسلم - غداةَ يوم أُحد بالخروج إلى حمراء الأسد، فيلبٌّون النداء على ما بهم من جراحات شديدة.. حتى كان يحمل الأقل جرحًا أخاه الأشدَّ جرحًا، بعد فقد الظهر الذي كان يحمله.
وهذا الكهل- أبو أيوب الأنصاري- الذي التحق بكتائب الجهاد، وقد تدلَّى حاجباه، وانحنَى صلبه، فقال له شاب: يا عمَّاه، قد وضع الله عنك وعن أضرابك الجهاد، فردَّ الصحابي الجليل باكيًا: يا بنيَّ، لم أجد اللهَ أعفَى أحدًا حين قال: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً) (التوبة: 41).
أهمية الجدية:
الجدية صفة أساسية وخلق لازم لأصحاب الدعوات الذين عاهدوا الله على أن يحيَوا بدعوتهم كِرامًا، أو يموتُوا في سبيلها كِرامًاº حيث تطبع بصماتها وتتحلى مظاهرها في جُل المواقف والأحوال، ونلمس هذا المعنى من ذلك النداء الرباني في قوله - تعالى -: (يَا يَحيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ,) (مريم: 12).
- يقول الإمام ابن كثير (يَا يَحيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ,) أي: تعلَّم الكتاب بقوة، أي بجدٍّ, وحرص واجتهاد.
- (وَآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِيًّا) (مريم: 12) أي الفهم والعلم، والجد والعزم، والإقبال على الخير والإكباب عليه، والاجتهاد فيه، وهو صغير حدث.
- يقول الشهيد سيد قطب:
\"يبدأ الله - تعالى - بهذا النداء العلوي لـ\"يحيى\" قبل أن يتحدث عنه بكلمةº لأن مشهد النداء مشهد رائع عظيم، يدل على مكانة يحيى، وعلى استجابة الله لزكريا في أن يجعل له من ذريته وليًّا، يحسن الخلافة بعده في العقيدة وفي العشيرة.. فها هو ذا أول موقف لـ\"يحيى\" هو موقف انتدابه ليحمل الأمانة الكبرى.. (يَا يَحيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ,)، والكتاب هو التوراة، وقد ورث يحيى أبوه زكريا، ونُودي ليحمل العبءَ، وينهض بالأمانة في قوة وعزم، ولا يضعف ولا يتهاون، ولا يتراجع عن تكاليف الوراثة\".
- الجدية ضرورية لأنه بها تؤدَّى التكاليف والواجبات، وتبلَّغ الرسالات، وتنتشر الدعوات، ويكون التغلٌّب على العقبات والمشقَّات، وتتحقق أسمى الأهداف والغايات، وبدون الجدية تبدد الجهود المبذولة.. وتذبُل شجرة الدعوة، وتخبو رايتها، ويتأخر الركب، ويتقدم الأعداء، وتضيع الأمانة.
مظاهر الجدية:
للجدية مظاهر وعلامات نذكر أهمهاº ليفتش كل أخ عنها في نفسه، فإن وجدها فليحمد الله، وليستقِم عليها، وإن غابت عنه فليجاهد نفسه، ليتحلى بهاº حتى يكون لبنةً قويةً سويةً في البنيان، وأهم هذه المظاهر ما يلي:
1- الحرص على الوقت، واغتنامه في طاعة الله، وخدمة دعوته، وتفقٌّد إخوانه، وصلة رحمه، وقضاء حوائج الناس..
2- اجتناب المزاح، ولا بأس بالقليل اليسير لإدخال السرور على النفوس، كما هو معلوم من هديه- صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب، ومن وصايا الإمام الشهيد \"لا تمزحº فإن الأمة المجاهدة لا تعرف إلا الجد\".
3- الأخذ بالعزائم لا بالرخصº فالدعوات لا تقوم على الرخص، والرخص يأخذ بها صغار الرجال، أما أصحاب الدعوات فهم يتشبَّثون بالعزائم.
4- التنفيذ الفوري للتكاليف، وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، فلا تراخِيَ، ولا تسويفَº حتى لا تتراكم الأعمال، ويقع ما لا تحمد عقباه.
5- محاسبة النفس، وتجديد العهد، والمسارعة إلى المغفرة.
6- ومن أكبر المظاهر وأصدقها مغالبةُ الصعوبات والأعذار، فالأخ الجادٌّ لا يستسلم أمام المشقَّات، ولا يضعُف أمام العقبات، بل يغالبها، ويبحث دائمًا عن مخارج، ويضاعف الجهد، ويحرص على المشاركة حتى آخر لحظة بأقصى ما يملك.
7- والأخ الجادٌّ لا تُقعِده الدنيا بزخارفها الفانية، ولا يلجأُ إلى الأعذار التافهةº لأن ما عند الله خير وأبقى، وقد تحدث الله - تعالى - عن صنف من الهالكين فقال: (لَو كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشٌّقَّةُ) (التوبة: 42)، وقال - تعالى - في صنف المفلحين المخلصين: (لَيسَ عَلَى الضٌّعَفَاءِ وَلا عَلَى المَرضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ, وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ مَا أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهُم تَفِيضُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنًا أَلاّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) (التوبة: 91-92).
مواقف عملية للجدية من القرآن الكريم:
نسوق فيما يلي بعضَ المواقف العملية عسى أن تنفث روح الجدية في قلوب السائرين، فينظلقوا إلى تحقيق الأهداف:
1- لما نزل قول الله - تعالى - في بداية الدعوة: (يَا أَيٌّهَا المُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً* نِصفَهُ أَوِ انقُص مِنهُ قَلِيلاً) (المزمل: 1-4) إذا بالنبي- صلى الله عليه وسلم - يقوم قيامًا طويلاً، حتى أشفقت عليه خديجة- رضي الله عنها- فدعته إلى أن يطمئن وينام، فقال لها: \"مضى عهد النوم يا خديجة\".
وظل هذا شأنه- صلى الله عليه وسلم - إلى أن لقي ربه، وتبعه في هذا الأمر أصحابه- رضوان الله عليهم- فشقوا على أنفسهم مشقةً بالغةً، وما خَفَّف عنهم إلا قوله - تعالى - في آخر السورة: (إِنَّ رَبَّكَ يَعلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيلِ وَنِصفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَن تُحصُوهُ فَتَابَ عَلَيكُم فَاقرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ) (المزمل: 20).
2- وموقف مؤمن آل فرعون، لما سمع بتآمر فرعون وجنده على قتل موسى - عليه السلام -، فتحرك على الفور، وحاورهم قائلاً: (أَتَقتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَد جَاءَكُم بِالبَيِّنَاتِ مِن رَبِّكُم وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبكُم بَعضُ الَّذِي يَعِدُكُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذَّابٌ) (غافر: 28)، واستمر في الحوار حتى انفرد بالقيادة بعد تفوقه على عدوه، ثم أعلن صراحةً موفقه بعد ذلك، قائلاً: (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَومِ اتَّبِعُونِ أَهدِكُم سَبِيلَ الرَّشَادِ) (غافر: 38)، فانتقل من موقع النقَّاد إلى موقع العاملين، ولم يفُته أن يبلِّغ موسى - عليه السلام - بالمؤامرةº ليأخذ حذره.. وقد كان، ونجَّاه الله من فرعون وجنده الطغاة.
3- ولما دعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى الإسلام فأسلم، إذا بالصديق- رضي الله عنه- يستشعر المسئولية، ويجدٌّ في الدعوة الفردية، فيُسلِم على يديه صفوةٌ من خيار الصحابة.. عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، فكانوا نعم الأعمدة الشامخة لدعوة الله، ونصرة الإسلام.
4- وهذا صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله - القائد العظيم، يسيطر عليه همٌّ الأقصى الأسير، لا يمزح ولا يضحك، ويقول: \"إني لأستحي من الله أن يراني أضحك وبيت المقدس في أيدي الصليبين\"، فأكرمه الله بتحرير بيت المقدس على يديه..!!
هذا، وليعلم الأخ المسلم أنه \"لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أمر أولها\"، فيجتهد كل امرئٍ, أن يُريَ اللهَ من نفسه خيرًا، وليكن وثيقَ الصلة باللهº حتى يكون ربانيًّا، وليكن نشيطًا في الدعوة إلى الله فرديًّا، وجماعيًّا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد