فالثبات على العقيدة والدين، والاستمرارية على طاعة الله - تبارك وتعالى - دون زيغ أو انحراف، والترقي في سلم الإيمان ومرضاة الله - عز وجل - هي التي تقضي على كل هم، وتقتل كل فساد، وتبعث على الراحة والطمأنينة، وتدفع إلى السعادة بكل معانيها.
والصبر على الطاعة وما نلاقيه ونقاسيه من ذواتنا، وأهلينا، وإخواننا، وأعدائنا، والقريبين منا، والبعيدين عنا هو الدواء النافع، والشفاء الناجح بإذنه تعالى لمثل هذه العلل وتلك الأمراض.
فبالصبر ننتصر، وبالثبات نفوز، وبكليهما نحيا الحياة الطيبة البعيدة عن كل ما يزعج أو يؤلم.
أما الذكر الكثير لربنا - تبارك وتعالى - فهو من الأمور العظيمة التي تقربنا منه - جل جلاله -، وتجعل قلوبنا مطمئنة (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))، ونفوسنا راضية بكل ما يقدره الله لنا.
فلا نجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، بل نسخرها تسخيراً صحيحاً، ونسيرها فيما يرضي الخالق - جل جلاله -، فإذا ما أنعم علينا ربنا شكرنا، وإذا ما ضيق علينا صبرنا، وإذا ما ضاقت السبل كان التجاؤنا لربنا وخالقنا من الأمور المواسية لنا والمفرّجة عنا، فنعيش حياتنا لآخرتنا، ونمضي أوقاتنا في ذكر الله وطاعته، فنبقى على درب الطاعة سائرون، وبحبل الله مستمسكون، وعلى ذكره مداومون، فلا نترك مجالاً لوساوس الشياطين بأن تؤثر علينا أو تحرفنا عن الطريق القويم أو الصراط المستقيم، ولا ندع فرصة للتنازع والاختلاف، والفرقة والتباعد، بل نضع أيدينا في أيدي بعضنا بعضاً، ونوحد أفكارنا وأهدافنا، ونسير على بركة المولى - تبارك وتعالى - يداً واحدة، وقلباً واحداً، فيحقق الله لنا آمالنا، ويوفقنا في سيرنا وحياتنا، وينصرنا على أعدائنا من شياطين الإنس والجن، ونعود إلى أحسن حال وأفضله بإذن ربنا - عز وجل -.
وإن الدرب الطويل لا يجتازه إلا الصابرون، ولا يغنم في نهايته إلا الثابتون المخلصون، والطريق الطويلة والشاقة لا يصل إلى نهايتها بشرف ورضى من الله - تعالى - إلا من يعمل بقوله تعالى: (( فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون )).
فهل نتعظ بهذه الآية ونعمل بها لنكون من المفلحين، آمل ذلك.
والله من وراء القصد،
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد