معا .. على طريق الإبداع


  

بسم الله الرحمن الرحيم

مما قلته في لقائي مع إخواني وأخواتي في اجتماع نناقش فيه أوضاع التعليم الأهلي إن أمتنا تمر بها ظروف عصيبة، وصروف قاسية، لا تخفى على أحد. تحتم علينا جميعًا: صدق العودة إلى الله، والأخذ بأسباب النصر المادية والمعنوية بقوة وعزيمة: {يّا يّحًيّى\" خٍ,ذٌ ًكٌتّابّ بٌقٍ,وَّةُ}، والمحافظة على الوحدة الوطنية المبنية على التحابب والتسامح والتعاون، وهجر التنازع مهما كانت الأسباب: {وّلا تّنّازّعٍ,وا فّتّفًشّلٍ,وا وّتّذًهّبّ رٌيحٍ,كٍ,مً}... كل هذه المعاني وأمثالها يجب أن نتمثلها قولاً، ونتحقق بها عملاً، ونشيعها، نحن منسوبي التربية والتعليم بين الطلاب والطالبات، والشباب والفتيات لتكون سمة مميزة لمجتمعنا دائمًا على وجه العموم، وفي هذه الأحوال الراهنة على وجه الخصوص.

إن جيشان المشاعر، وغليان العواطف بالحزن والغضب والحميّة أمر محمود، ولكن الحكمة تقتضي دائمًا النظر في العواقب، وعدم الانقياد والاندفاع وراء الطيش. إن إلجام العواطف بلجام العقل أمر مطلوب، وإن أهم ما نأخذه في الحسبان هو درء الفتن مع العمل الجاد على استتباب الأمن والاستقرار في ربوع بلادنا. وإن ثقتنا ـ بعد الله ـ بقيادتنا كبيرة، ومن واجبنا تعزيز الالتفاف حولها، وطاعة أمرها، فقد خبرناها على مدى السنين الطوال، فلم نعرف عنها إلا الإخلاص والاقتدار، والحلم والأناة، فهي ترى ما لا نرى، وتقود سفينتنا إلى شاطئ الأمان، بعون الله وتوفيقه.

الشعار الذي نرفعه «معًا.. على طريق الإبداع».

«معًا» نسير لتحقيق الأمل.

و«معًا» نحلق في آفاق الإبداعº فجناح واحد لا يطير.

«معًا» رمز للتعاون الذي وجّهنا إليه كتاب ربنا - سبحانه -: {وّتّعّاوّنٍ,وا عّلّى ًبٌرٌَ وّالتَّقًوّى...}، وسنة نبينا - عليه الصلاة والسلام -: «... عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة... ».

* وكيف لا نسير «معًا» والتعليم الأهلي في أمثل صوره أحد أركانه حكومي؟!

* والتعليم الحكومي في أمثل صوره أحد أركانه دعم الأهالي له؟!

قلت مرة:

«إن خير ما يميز التعليم الأهلي عندي أن يكون حكوميًا، وخير ما يميز التعليم الحكومي أن يكون أهليًا»!!

«فالتعليم الأهلي الذي لا تشرف عليه الحكومة، وتضع ضوابطه وتسهم في دعمه، لن يؤتي أفضل ثماره، بل ربما تحول إلى تجارة بحتة تكون وبالاً على العلم وأهله، وعلى البلاد والعباد»!

«والتعليم الحكومي الذي لا يتعاون معه الأهالي، ويرفدونه بأموالهم، وأوقاتهم، ومشورتهم، وخبراتهم، كالطائر الذي يطير بجناح واحد لا يستطيع التحليق. وهذا ما يشهد به الواقع في بعض بلاد العالم اليوم».

وهذه «المعية» ليست على طريق العمل، أو العلم، أو النجاح فحسب، بل تتخطى ذلك كله لتكون على طريق «الإبداع» الذي لا يقوم إلا على العلم، والعمل، والنجاح، والتفوق.

ومما يساعد على هذا الإبداع ـ ودور التعليم الأهلي فيه أكبر ـ بذل الجهد المستطاع في:

* حسن انتقاء أفضل المعلمين.

* الحرص على تميز المباني والتجهيزات والمرافق المختلفة.

* وضع برامج إضافية إغنائية.

* استخدام أساليب تعليمية متطورة ومبتكرة.

فإذا قطفنا ثمار هذه الجهود جميعًا نقلناها إلى التعليم الحكومي، وأخذنا بأفضل ما عنده، وبهذا يتحقق معنى «الجسدية الواحدة» في التعليم.

وفي المقام الأخير ندعو الله بالتوفيق لنا إلى كل ما فيه خير التربية والتعليم، وبالتالي إلى كل ما فيه عز الدين والوطن.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply