السياسة الإرشادية في بناء شخصية الطفل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتحم علم النفس، كأهم العلوم التي درست السلوك الإنساني، مجالات التربية والتعليم، بل كان التعليم من أهم الجوانب التي تم تطبيق نظريات مهمة من نظريات علم النفس(بافلوف، سكنر، ثورندايك، هل، جاثري، ميلر واخرين)، والإرشاد النفسي يعتبر من العمليات التي يؤديها المؤهلين وأصحاب الخبرات بمجالات الحياة المختلفة من أجل توجيه شخصاً آخر في تفهم نفسه ودوره في الحياة بعيداً عن المطبات وإسناده في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمشكلات التي تواجهه في حياته العملية.

وتعتمد سياسة الإرشاد على مجالات الحياة الكلية ودراسة الجوانب التي يكون الطفل في تماس معها ومعرفة المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق النمو المعرفي للطفل ورصد الأنماط السلوكية التي تترك آثارها بصورة سريعة وتحديد تلك التي تعمل على بناء أنماط سلوكية غير مرغوب بها، مع أهمية التركيز على التخطيط والمتابعة المنطقية التي تجعل الإرشاد أهم وسيلة من وسائل مواجهة الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل في مشوار حياته الذي تنقصه الخبرة والدراية في المواجهة والبناء النفسي، ولأن موقفنا يجب أن يكون تعليمي مساند للطفل في حل مشكلاته وتنمية المهارات الفردية وإنماء تيار الوعي لديه مع التركيز على المشكلات الحاضرة التي يمكن الإحساس بمؤثراتها على محيطه.

كان لمرحلة الطفولة التأثير الكبير على شخصية الإنسان وتترك بصمات تفاعلها مع الأحداث على حياته اللاحقة، بل أنها تعمل على توجيه وقيادة الاتجاهات النفسية نحو أسس البناء الأولى واتباع أنماطها، لذا أصبح لهذه المرحلة أهمية ما يتلقاه الطفل في مقتبل العمر و أثره على بناءه النفسي وتحديد السمات الشخصية الخاصة به، واثر ذلك على سلوكه عندما ينمو عمرا وعقليا، لذا يتوجب على الآباء الوقوف مع أبناءهم والعمل على تزويدهم بالخبرات الذاتية التي تمنحهم الدعم والقوة في مواجهة المشكلات التي قد تظهر في طريقهم.

ومن أهم أساليب التوجيه والإرشاد التي يمكن الاعتماد عليها:

1- العمل على فتح باب التحاور مع الطفل واستطلاع أراءه بالأمور التي تواجهه.

2- الملاحظة اليومية لمتغيرات السلوك التي يمارسها الطفل.

3- تهيأة الأنماط السلوكية المرغوبة ودراسة مدى تقبل الطفل لها، مع مراعاة أهمية تحليل ومعرفة أي عزوف للطفل عنها أحيانا.

4- معرفة العوامل الدخيلة المؤثرة سلباً على سلوك الطفل والعمل على تحييدها.

5- العمل بواقعية الملاحظة والابتعاد كلياً عن الظن الذي يخلق لنا صوراً وهمية لا تتفق مع الإرشاد.

والبداية الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة حتما، ولأن الأهداف التربوية التي ينشدها الأبوين ترتبط بحتمية البناء النفسي للطفل وجعل الأنماط السلوكية تتفق مع تلك الأهداف، فأننا نرى أهمية التوجيه والملاحقة وتسليط الضوء على الأنماط السلوكية المرفوضة لتحل محلها أخرى مقبولة، ومن الأنماط السلوكية المرفوضة هي الكذب.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply