يقول الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - في كتابه القيم (حصاد الغرور):
((إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للآخرة فحسب إنه أضحى سياج دنيانا وكهف بقائنا.
ومن ثم فإني أنظر إلى المستهينيـــــــــــــــــــن بالدين في هذه الأيام على أنهم يرتكبـــــون جريمـــة الخيانــــــــــــــــة العظمــــــــى، إنهم - دروا أو لم يدروا - يساعـــــــدون الصهيونية والاستعمار على ضياع (بلداننا) وشرفنا ويومنا و غدنا.. !!
فارق خطير بين عرب الأمس وعرب اليوم.
الأولون لما أخطاؤوا عرفوا طريق التوبة، فأصلحـــــــــــوا شأنهم، واستأنفوا كفاحهم، وطردوا عدوهم... )). *
** هذا الكتاب كتبه - رحمه الله - قبل ما يقارب الثلاثين عاماً، كيـــف لو كان بيننا الآن ورأى قمـــــــــــــــة المأساة والذل الذي تعيشه أمتنا ورأى المأساة الأكبــــــــــــــــــــر عن ما قصده بكلامه من المسلمين الذين لا يتقـــــــــون الله في أمتهم ودينهم وآخرتهم ممن يسهلــــون على المسلمين الوقوع والتمادي في المنكرات ويوفروها لهم على أطباق فاخرة بين أيديهم.
** ماذا نقول لأصحاب القنوات المليئة بالمحرمات والتي أفسدت البلاد والعباد، وكل من يساعــــــــــــــــــدهم بالإعلان عن قنواتهم أو العمل فيها أو القيام بتوزيعها ونشرها. ولا مقارنة أبــــــــداً بفوائدها مع الفساد العظيم الذي أحدثته وتحدثه.
يكفـــــــــي شراً لها وعاراً عليها في حق أمتنا الذبيحة أنها عودت المسلمين على النظر على الحرام وكأنه حلال....
حتى العديد من الأفاضـــــــل من المسلمين... أوقعتهم في هذا الشَّرَك. فأصبحوا ينظرون إلى الكثير من الحرام بحجة الإطلاع في أحيانٍ, كثيرة بل ربما دائماً وباستمرار وبـــــــــــــــــــــدون آن يبينوا للأمة أن إطلاعهم كان عارضاً لضرورة شرعية اتقوا الله فعلاً في التأكد من ضرورتها. وكانوا بذلك وهم من الأفاضــــــــــل - وليسمحوا لنا - قدوة سيئة لمجتمعنا في هذا الباب فأصبح الكثير من المسلمين ينظرون إلى الكثير من الطامات والمنكرات في هذه القنوات بدون خوفٍ, من الله، وقد يعتقدون أن فقط إستنكارهم لها بعد رؤيتهم لها يكفي عذراً لهم لكي يسلموا من إثم وخطيئة ما يشاهدونه باستمرار.
نعم يكفيهـــــــــــــا عاراً أنها تضيع أمتنا المذبحة في شتى أنحاء العالم عـــــــــن الالتزام بأوامر الدين وتعودهـــــــم على التجـــــــــــــــــــرؤ على معصية الله في وقت ملأ فيه الذل أرجاءنا واشتدت فيها حاجتنا إلى العودة إلى حقيقة ديننا والالتزام بكل أوامره حتى ينصرنا العزيز القوي - سبحانه - حين ننصره (إن تنصروا الله ينصركم) الآية.
** ماذا نقول لمن ينادي بـــــــأي دعوة تتنافي مع ما يرضاه ربنا ويقره ديننا.
** ماذا نقول لمن يكتب في الصحف عن فلم مليء ٍ, بالمحرمات كلاماً ليس فقط خالياً من الاستنكار لهذا الفلم المليء بما يغضب الجبار... بل ويا للأسى يتكلم عنه مادحاً ومشجعــــــــاً لرؤيته،.....
أو ذامــــاً له!!! لا لأنه حرامٌ مشاهدته في الأصل بل يذم بعض ما فيه فقط وكأن رؤيته هو نفسه لهذا الفلم حلال.....
والأدهى أنه بهذا الذم الذي يشبه من يقول لقاتل مجرم لائماً له فقط عن عدم استخدامه شفرة حادة لذبح ضحيته البريئة...
فيكون هو بذمه الذي يشبه المدح مشجعاً لغيره من المسلمين لرؤية هذا المنكر واستمرائه.
** أليس من الاستهانة بالدين شغل شبابنا بأغاني الحب والمحبوب بينما إخوانهم وأطفالهم يذبحون وأخواتهم يذبحن ويضطهدن ويغتصبن!!!!!!.
** أليس من الاستهانة بالدين من يبيع ويوزع مجلات فاجرة فاسدة مفسدة أقل ما فيها ظهور النساء وهن متبرجات وفي غاية تزينهن وتبرجهن.
و لا شك أنها تشجع نساءنا على التبرج والسفور والتمرد على الحجاب.
** أليس من الاستهانة بالدين وأوامره أن تنشر الصحف صور الفنانات!!!! واللاعبات!!!!! مع علمنا بأن هذا حرام ولا يرضاه ديننا، ويساعد على فساد أبنائنا وبناتنا.
**أليس من الاستهانة بالدين ما تسبـــــــــــب به كل هؤلاء من خروج أفواج ضائعـــــة مضيعة مــــــــن شباب وشابات المسلمين، ومن إنشاء أجيـــــــــــــال منهم صفاتها كما يقول أحد الكتاب(يعيشون على هامش الحياة دون هدف، وأصبح جيلاً مستهلكاً مفرغاً بعد أن تم تجريده من القيم والمثل ووضع في دوامة اللهاث خلف الصرعات الغربية).
** أليست هذه الأمور كلها تعتبر من الاستهانة بالدين وبأوامره.
** بــــــل إن الاستهانة بالدين يمتد مداها لتشمل أيضاً من يتهاونون في الالتزام بأحكام الشرع وواجباته في أنفسهم وأهليهم مع علمهم بحكمها وعلمهم بواقع أمتهم المؤلم.
قال - تعالى - (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) سورة الأنفال الآية (27).
ورد في تفسير هذه الآية ما ذكره ابن كثير (والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية)
وتشمل كما ذكر سيد قطب في الظلال التخلي عن حمل أمانة الدين والدعوة إليه والجهاد في سبيله.
** ووالله ووالله يا إخواننا ويا أحبتنا بمحبة الإسلام إن الله رحيم بنا أن لم ينزل علينا عذاباً من عنده. فإخواننا يذبحون ونحن على الكثير من المنكرات التي هي أساس ذل أمتنا مصرون ومجاهرون.
** نعم إن العديد ممن يقومون بما ذكر فيهم الخير بإذن الله، ولكنهم لم يقصدوا ولم يدركوا ولم يشعروا أنهم بأعمالهم تلك يقعون في الخيانة العظمى لأمتهم كما ذكر الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله -.
بل إن العديد منهم إن لم يكن أكثرهم متأثر جداً لواقع أمته الذليل وهوانها وذبح أبنائها في كل مكان لكنهم......
لم يدركوا هذه الحقيقة...... لم يدركوا هذه الحقيقة.
** ونقول لهم اعذرونا إن قسونا في العبارة فوالله ما أردنا إلا الخير لكم ولنا ولأمتنا الذبيحة المكلومة.
يا أُمة الحق إن الجُرحَ متسع ٌ ---- فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبرُ
ماذا سوى عودةٌ لله صادقةٌ ---- عسى ُتغير هذي الحال والصورُ
** ونقول ختاماً نذكركم بالله وبيوم العرض عليه،
ونذكركم أيضاً بنياح الثكالى واليتامى وآلام الجرحى وصراخ المصابين وبكاء وألم المشردين المضطهدين............ الذي لا يحتمل أي تأخير في المسارعة إلى طريق عزنا ونصرنا.
استجيبوا لربكم إخواننا..... استجيبوا لربكم
(يا أيها الذين آمنوا استجيبــــــــوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكـــــــم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون. واتقــــــــــــــوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) سورة الأنفال آية (24-25)
(استجيبـــــــــــــــوا لربكم من قبل أن يأتيَ يومٌ لا مردَّ له من الله ما لكم من ملجــــــــــــــــأٍ, يومئذ وما لكم من نكيــــــــــــــــــــر) سورة الشورى(47)
(أن تقول نفس يا حسرتــــــــــــــى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين. أو تقول لو أن الله هداني لكنــــــــــــــــت من المتقين. أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كـــــــــــــــــرةً فأكون من المحسنين) سورة الزمر(56-58).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد