بناء الشباب تربية وقدوة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تمخضت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جيل من الصحابة واع، عالم عارف بالله - سبحانه وتعالى-، يواجه الظروف الصعبة، ويستقبل الموت بكل شوق ومحبة.

وقد مضى ذاك الزمان بما فيه من أجلّ العبر والذكريات، والمواقف التأملات... وكيف لا يكون زمان القوة والنصر، والخير والبركة، وهو القرن الذي بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم -  أنه خير القرون كما قال: \"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم... \" (متفق عليه)، وكل يوم تشرق فيه شمس، تبعدنا عن ذلك الزمان المجيد، وتقرَّبنا من فساد زمان مرير.

ولا شك أن المسؤولية على الدعاة أصبحت أخطر وأعظم، لكثرة الملهيات والشهوات، ولتفنن أصحاب السوء في عرض دنياهم في قنوات ومبتكرات.

وعندما يجلس الداعية مع من حوله من المدعوين ليتعرف أخبارهم، ويسعى في حل مشكلاتهم، يلحظ بكل وضوح النسب المتقاربة في مشكلات محددة.

الضعف الإيماني، كالنوم عن صلاة الفجر أو العصر.

الميل النفسي، نحو الأغاني، المشاهد، المبارايات، والمجلات.

الدافعية الشهوانية: الغضب، الجنس.

وبعض الأمراض القلبية، كحب التسلط والغرور.

وهؤلاء الشباب كغيرهم من الشباب، ليسوا آتين من كوكب آخر، أو منطقة مثقفة تربوية مهذبة، بل تتفاوت نسب البناء والهدم بين كل واحد منهم عن طريق الأسرة، والمدرسة، والمسجد، والرفقة، والقرابة.

والداعية يستفيد من الخبرات، وتجارب الرجال، في سد ثغرات تجتاح هذه النفوس، حتى تسير على الدرب والطريق القويم.

ففي دراسة أجريت على مجموعة من طلاب إحدى الجامعات العربية والإسلامية، وكان عددهم (560) طالباً وكانت تهدف إلى معرفة اتجاهات الطلاب نحو الدين، وحسن العلاقة بدينهم، ووجهت عبارات تدور حول العبادة \"الصلاة والصيام... \"، وفهم القرآن، ومصير الآخرة، كانت نتائج الدراسة كالتالي:

1 لا أتردد على المسجد بالقدر الكافي.

2 أريد أن أحس أنني قريب من الله.

3 أريد أن أفهم القرآن.

4 يحيرني مصيري بعد الموت.

5 أخاف أن يعاقبني الله في الآخرة.

وفي تحليل هذه النتائج وجدت الدراسة:

أن الشاب في مرحلة المراهقة، لديه شعور بالخوف.

كما أنه يشعر بالندم، ويتمثل هذا في قوله: \"لا أتردد على المسجد بالقدر الكافي\".

إضافة إلى رغبته الشديدة بالتعلم، وزيادة الإيمان: \"أريد أن أفهم القرآن\".

إن هذه الدراسة المهمة أثبتت أن الشباب بحاجة إلى \"نفوس مطمئنة متصلة بالله\". وما يهم في هذا المقام أن نصل إلى المقترحات التي عرضتها الدراسة وهي:

1 تعميق الإيمان والتربية على الخلق: \"عن طريق عرض دراسات قرآنية مثل تناول نصوص وشرحها، والحديث عن بطولات إسلامية، فكر إسلامي... \".

2 ربط الشباب بمفهوم الحياة الصحيح، وإدراك سر السعادة فيها، والعلاقات الاجتماعية المطلوبة، وفضل التعامل الحسن، وخدمة الناس، وبذل الخير، ويكون ذلك بالمتابعة والقدوة الحسنة، وأن يلتقي الشباب بأهل الخير والدعوة والدين ليستفيدوا منهم.

3 شغل وقت الفراغ \"ضرورة تكليفهم بأعمال، وتوجيههم لاستغلال الوقت في الرحلات، وغيرها من الأنشطة الهادفة\".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply