شبابنا والتقليد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الشباب هم مستقبل الأمة، فالحكم على أمة يتوجب النظر في شبابها، فهم القوة، وهم الطاقة، هم رجال المستقبل فمنهم الأطباء، والعلماء والموجهون، والمهندسون، ورجال الأعمال، وحماة الوطن بعد الله، لكن ما يعكر صفو المجتمع، ويتألم منه قلب كل غيور، هو ما نراه من بعض الشباب حتى يتبادر إلى ذهنك عندما ترى أحدهم من الوهلة الأولى أنك أمام أحد الأجانب القادمين من أوروبا من فرنسا أو أمريكا أو بريطانيا ليس عند هذا الحدº بل من مراهقي تلك البلدان الغربية، تراه فتشمئز نفسك من قصة شعره وقد حلق نصفه وترك النصف أو الثلث الآخر، أو ترك جزءاً يسيراً وحلق الباقي صفراً سبحان الله! أهذا جمال أم تقليد أعمى؟! وتلك البناطيل التي يلبسونها أسفلها واسع يكفي لشخصين وأعلاه ضيق تستحي أن تتبع النظرة النظرة؟! أم تلك العبارات الإلحادية التي كتبت بلغات أجنبية قد لا يعلم لابسها معانيها، ولربما لو علم معناها لاستحى من وضعها على صدره إن كان فيه حياءٌ.

كنت في إحدى صالات عرض السيارات بمدينة الرياض الحبيبة، وإذا بشاب نحيل الجسم قد حلق نصف شعره تماماً صفراً، يلبس بنطالاً واسعاً من الأسفل ضيقاً من الأعلى، قد ملأ قميصه بصور ورسومات غريبة وكلما مر على أحد من المارة هزّ من رآه رأسه رافعاً رأسه إلى السماء يحمد الله على نعمة العقل والدين، فبادرته بالسلام، وسألته بصوت خافت: لماذا تفعل بنفسك هكذا؟

أنسيت من أنت؟ أنت من بلاد الحرمين حفظها الله. أنت من أبناء التوحيد، أنت تحمل مفتاح الجنة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أنت من أحفاد الصحابة، أنت من أحفاد أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وخالد، وسعد بن معاذ، واسترسلت معه في الحديث قليلاً فوجدت تجاوباً من ذلك الشاب، واتضح لي أنه ضحية للتقليد، ضحية فاسدة، ضحية لأسرة مهملة لم تراع حق الأبناء، ومراقبة تحركاتهم، ضحية للإعلام الأجنبي المعادي لقيمنا وأخلاقنا، ضحية لعدم النصح من المجتمع، وهذا حال أكثرنا الصالح صالح، والطالح طالح، فلو نظر كل واحد منا أن هذا الشاب هو ابني وأبنك، وأخي وأخوك لتغير الحال، ونأمل في وقفة من قبل الجهات المختصة مع محلات الحلاقة بمنع عمل مثل هذه التقليعات من القصات الرخيصة الهابطة التي تدعو إلى الرذيلة صراحة، ووقفة مع محلات بيع هذه الملابس الدخيلة على مجتمعنا المحافظ، ثم التوجيه في وسائل الإعلام ببيان خطورة هذا التقليد، وإذا أردنا شباباً لديه هوية إسلامية ووطنية مستقلة فلا بد من الاهتمام، وعدم التساهل مع هذه التقاليد والمناظر الدخيلة على مجتمعنا الذي يستمد أمور حياته من الكتاب والسنة.

ولابد أن نكون قريبين من الشبابº لكي لا يكونوا ضحية بين الغلو في الدين، أو الانفلات والتمرد على قيمنا وأخلاقنا الإسلامية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply