كيف تجعل ابنك مطيعا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 فضل تأديب الولد:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع) الترمذي وقال (ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن) الترمذي.

كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟

نقصد بالولد/الذكر والأنثى، ومن كان دون الرشد وليس رضيعاً، وإن كان لكل مرحلة سمات وأساليب في التعامل، لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة، ومنعاً للإطالة.

ما هي صفات الابن الذي نريد؟

أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها وجاء الشرع حاظاً عليها وأهمها ما يلي:

أ_ الدين:

نعني الابن صاحب القلب والضمير الحي، والابن موصول القلب بالله والمؤمن حقاً.

قال - تعالى -: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) الطور

و قال - عليه الصلاة والسلام -: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب)، فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها.

قال - تعالى - (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) الفرقان

ب_ كبر العقل:

قال الشاعر:

يزين الفتى في الناس صحة عقله *** وإن كان محظورا عليه مكاسبه

يشين الفتى في الناس قلة عقله *** وإن كرمت أعراقه ومناسبه

يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه ** على العقل يجري علمه وتجاربه

و أفضل قسم الله للمرء عقله *** فليس من الأشياء شيء يقاربه

إذا أكمل الرحمن للمرء عقله *** فقد كملت أخلاقه ومآربه

وأشد ما يخشاه المرء الحمق، قال الشاعر:

لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها

ج - الطاعة:

أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه ويترك  ما يريده  رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه

د - حسن الخلق:

وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله ولوالديه.

من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟

لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب، ففي الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) الحديث.

و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً، فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال - تعالى -: (وكان أبوهما صالحاً)الكهف.

1  التنشئة المتدرجة:

 - تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال - تعالى - (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) آل عمران.

تربيته وتعاهده حتى يشب ويقوى ساعده ويبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام، ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه.

فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب)، التقويم للخطأ والرد إلى الصواب، وذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً، ولا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا.

2 _ بذل الحقوق للطفل (اختيار الأم، التسمية الجيدة، التعويد على الفضائل).

3_حفظ القرآن.

فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك وتحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه، فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات والسور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم (أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية).

4 - التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ:

(حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك،تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً!! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له، ومن التحذيرات، ومن التوجيهات، ومن الممنوعات، ومن التوبيخ التلقائي.

نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد!!. فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين؟

و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده، لكن احذر ((كثرة الأوامر له وقلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك ولأمه في تربية إنسان!!!)).

وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك:

أن الجزء الأفضل من ابنك لمََا يكتمل بعد، وأن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد!!

هل فات الوقت المناسب للتربية؟

الوقت باقي مادام الابن دون سن الرشد.

ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟

هناك عدة أمور أهمها:

 - ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء:

 - القدوة السيئة:

إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً!.

 - إبليس: قال - تعالى - على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).

 - النفس الأمارة بالسوء:

((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف.

-أصدقاء السو ء:

ورد في الحديث (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك.

إذا سارت الأمور على طريق مختلف

أو تُرك الابن وأهمل وحدث الخلل!!

فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك!!

ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة - يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية!

هنا لابد أن تلاحظ ما يلي:

1 - الأحداث مؤقتة.

2 - ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل.

3 - حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات.

4 - لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك.

5_ لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد.

6_ أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء.

7_ تذكر الذكريات الإيجابية.

8_ لا تركز على صرا عات خاسرة.

9 - علمه ولا تعنفه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف) الحديث.

10 - تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط.

11_ الرضا التام قليل ونادر.

أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح. ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر؟

هناك عدة وسائل أهمها:

أولاً:_ التربية على الاستقامة:

مهم تربيته على الفرائض ومحبة الخير وأهله وبغض المنكر وأهله، ورد في الحديث (مروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فذلك وقاية لكم ولهم من النار).

ثانياً: _ أدنو منه:

عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى (أدن مني ثم مسح على صدره) الحديث.

إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك.

ثالثاً:_ قويٍ, العلاقة به:

لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها وصيانتها مما يعكر صفوها، فالعلاقة القائمة على الرحمة والشفقة والتقدير والصفح لها أثر كبير.

عندها ستقول: علاقاتي قربت مني الناس قاطبة!! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة؟

وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها:

سرعة إنجاز العمل، تسهيل الخدمة دون ضرر، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت.

و أن العلاقة العادية لها آثار منها:

تبادل الخبرات، حرارة اللقاء، اكتساب عدد من الأصدقاء.

و العلاقة المؤقتة لها آثار منها:

إنجاز بطيء، عدم الاكتراث بالمتكلم، تبادل الخبرات

أما العلاقة السيئة فأضرارها:

عدم أداء الخدمة برغبة، عدد قليل من الأصدقاء،الترصد الأخطاء، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي.

رابعاً: _ قابله بالابتسامة وبطلاقة وجه:

تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب، فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه واستجابته لما تريد منه.

خامساً:_مارس طلاقة الوجه:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تحقرن من المعروف شيء ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) الحديث. تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم، وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً. قال - تعالى - (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران.

الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه:

1_تبعث هذه المهارة روح التجديد والنشاط.

2_ تقضي على التوتر والضغوط النفسية.

3_ينجذب إليك الناس.

4_تجعلك مقبولا لدى الناس.

5_ تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل: (الكبر، الحسد، الحقد والعناد).

6_ تضفي روح التواضع.

7_ تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن وليونته

8_تعيد روح الود وتبث روح المداعبة.

9_تكسبك الجولة في النقاشات الحادة.

 

سادساً:_ امنحه المحبة:

المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب ورسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل ولا من بعد، فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه وسجاياه التي حببته للناس والدواب حتى الجماد، ويدل على ذلك قصة ثوبان - رضي الله عنه - ففي الحديث (أن ثوبان - رضي الله عنه - كان شديد الحب للنبي - صلى الله عليه وسلم - قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم وقد تغير لونه فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) النساء.

غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه، وكل من يحصل عليه يشع بدفئه وصفائه على من حوله.

 - ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي قال: أنه يحب فلاناً

\" هلاَ أخبرته أنك تحبه \" الحديث - الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية وأفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه وأبو يحبانه ويثقان به فعلا!!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما.

 - إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة.

كل طفل يحب أن يكون محبوباً ومُحباً وإلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب

سابعاً: _ عليك بالهدوء :

تحلى بالهدوء والحلم والرفق ورد في الحديث (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شي إلا شانه)

لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل

ثامناً:_ عامله بالثقة والتقدير والتقبل.

أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك، وبثقتك به، فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً، وإن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً وهكذا فكن واثقاً من نفسك واجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً وايجابياً.

فقد ثبت أن الإيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % ويجعلنا أكثر سعادة! وأقدر على النجاح، وكن متفائلاً..! وواقعياً في توقعاتك......... إن السعداء من الناس...

لا يحصلون على كل ما يريدون!!! ولكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه

فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحاء النفسي، سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه وفي قدراته ولا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود.

و لكن لا تكن مفرطا في الثقة!! واعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة.

تاسعا: _ اجعل لابنك هدفا في الحياة

تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته؟؟؟، بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم. عاشراً:_ احرص على تماسك أسرتك فعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ ويرتاح.

حادي عشر: _ تعرف على صفات ابنك:

لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها:

1_ يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته.

2_الثناء والثقة والتقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ والزجر.

3_عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ ولكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به وأنه مصدر إزعاج لهما، وهذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما.

4_ والولد يُحبُ أن يقوم هو بالجزء الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد.

5_ ويحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه.

6_ الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة، وأن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار.

7_ الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد والتحدي.

8_الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم.

9_ الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه.

10_الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه.

مثال ذلك: -

عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه. أمَا إذا ضبطت نفسك وحاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه ومعها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. وقد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه!!!.

11_ يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام.

12_الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار، ومن ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا، فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد.

13_ الولد تتوسل إليه فيعاندك وتتحدث معه كصديق فيطيعك!!! بسبب المنافسة على قلب الأم والبنت على قلب الأب.

14_ يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له.

15_ النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر!.

16 –استجابة الولد تتأثر بالوقت والعبارات، فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة.

اعلم!

أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد والجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد ولعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير ولقدرتهم على النزول لمستواه ولوجود الخبرة الكافية لديهما، وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة، والآباء والأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد وفيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه وعدم الصبر وضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد، وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب!! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً.

لاحظ!

أنك لست دائماً على حق وأنت تتعامل مع مشكلات أبنائك، فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم!... وليس عاطفتك؟.

ثاني عشر:_ عوده على الحوار:

تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج والاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء وبمنطقية وعقلانية، لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي وقع فيه ولا ايجابيات تركه، لأنه لم يخبر من قبل بذلك، أو أنه قد نسي ما تعلم، أو كسل عنه.

حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط

ابحث عن مراكز القوة لديه وأبرزها له وامتدحه فيها ولا تشعره بالضعف أبداً.

البدء بالثناء عليه ومدحه والتركيز على الأمور التي يتقنها

افتح المجال للحوار وافتعال المواقف لذلك.

ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج وقد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منصفاً. مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات، وذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ.

إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر، بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل.

مثال:(سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته وإيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه وإقباله، وابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر، وطالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر (الممدوح فيه) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت وأنه فهم منك ما تعنيه فعلاً وأن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك.

من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد وقد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك، أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات.

إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم.

كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك وتوليهم اهتماما خاصا، أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة.

مستشارو القروض المالية يقولون:

إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل.

اسمع ما لديه أو اجمع معلومات....... ماذا يدور في خلده؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه؟ وما هي المعلومات التي تصل إليه؟

ثالث عشر: _استغل الصداقة. لماذا الصداقة....؟، الصداقة لا بد له منها، وأنت تستفيد منها، كإيصال رسالة لا تستطيعها، وقد تجد عند الصديق الكثير من الدعم والمشاركة للأفراح والأحزان. الصداقة على التقى تهزم المال، وإذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه؟.

رابع عشر: _أغلق التلفاز:

و لكن بحكمة وأوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!

التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام، يقطع فرص التواصل الطبيعية، يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً، افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة، إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد!! مثل من يدخل السوق ويشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله.

لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك.

خامس عشر:_ آخر العلاج الكي:

عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه...! ولم تتيقن الخطأ..!، لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له...!، أو أنه كان يريد النيل منك...!،

افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور....!، أو مخطئ يحتاج التوجيه....!

و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك، العقاب المثمر هو ما تضمن التالي:

1_تعليم السلوك المرغوب فيه والتحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ.

2_ الاتفاق على العقوبة حال الخطأ، بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ.

3_ أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه.

4_ أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك وليس لشخصه هو.

وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد.

كن حكيماً في عقدك للمقارنات

في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة...! إلاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة، فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا! في تربية أولادهم.

فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر.

عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة وتسعى جاهداً على تحسين الأمور!... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم!!.

إذا لم تكن متأكداً.... ليكن تخمينك على الأقل..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق.

افعل ما تقول أنك ستفعله. لا تكن عدوانياً. لا تفكر في مبدأ (ماذا لو). طور اهتماماً مشتركاً مع الابن ولاعبه. اضحك معه ومازحه. لتكن حمامة سلام. لا تساوم على أخلاقياتك. لا تشتري السعادة بالمال فقط.

أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل والبداية الصحيحة تختصره ووتضفي عليه طعماً مختلفاً،

و اطلب العون من الله واستعن ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن جدد وو اصل العمل وقل قدر الله وما شاء فعل ثم ابذل السبب.

و الحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply