بسم الله الرحمن الرحيم
لعل أبرز صفات المؤثرين في حياة الآخرين هي الجرأة، وهي صفة تميزت بها أمة الإسلام، هي الجرأة في قول الحق وفعله وحمله للناس وتبليغه، ولما علم الشيطان أن هذه الأمة موسومة بهذه الصفة راح يحمها في نفوس أبنائها، فأول شيء يواجهك حينما ترغب في نصح الآخرين ودعوتهم هو الخوف.
والسبب أن الشيطان لا يريد له الجرأة ولا يريد لهم الهداية، قال الله - تعالى – \"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين\" أي الشيطان يخوفكم بأوليائه، وبالعواقب حتى لا تعمل، والخوف حاجز رقيق متى ما حطمته انتقلت إلى الجرأة والسعادة.
إن قلب الداعية إذا امتلأ عطفا وشفقة ورحمة على الآخرين وامتلآ إيمانا بدعوة الإسلام، وأن ما قدر الله واقع لا محالة، وأن قدرة الله أكبر من كل قدرة سواها، وأن النفع والضرر والموت والحياة والرزق من الله، وبأن عليه واجب التبليغ لشرع الله وإنقاذ الناس من الظلمات إلى النور، إذا امتلأ قلبه بذلك كله، لم يعد يبالي شيء، كيف وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: \"سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله \".
ثم إذا امتحن الجريء صمد، وإن تاريخنا العظيم ينبئك عن نماذج صامدة وجرئية فلما ولي ابن هبيرة العراق وخراسان نيابة عن يزيد بن عبد الملك، استدعى الحسن البصري وذكر له أن الخليفة ولاه ما ولاه، فما تقول؟
فقال الحسن: يا ابن هبيرة خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، فإن الله يمنعك من يزيد، ولا يمنعك يزيد من الله، ويوشك أن يبعث الله إليك ملكا فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، ثم لا ينجيك إلا عملك.
إننا بحاجة ماسة أن نخرج من كيس الخوف الذي نحتقن به لننشر خيرنا على البلاد والعباد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد