بسم الله الرحمن الرحيم
لقد انتصر الإيمان بالهجرة.. وارتفعت راية الحق بالهجرة وأضاء الأمن ظلام الخوف بالهجرة، وازدهرت الحرية وجاء الفرج بالهجرة، وارتفعت رايات القوة.
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) [ الأنفال:60].
لقد أصبح بالهجرة للمسلمين دولة لا صوت فيها إلا الله ورسوله.. ولا دستور إلا القرآن ولا عزة إلا للمؤمنين...
الخير فيها مزدهر واضح والشر منزو مكبوت، لا تشيع الفاحشة في مجتمعها ولا يكشر الباطل عن أنيابه في دروبها، وعندما نعي معنى الهجرة وندرك نتائجها التي يجب أن تحققها ستكون الهجرة بالنسبة لنا نصر كما كانت للمستضعفين في مكة أكبر نصر.
(واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون) [ الأنفال: 26].
فإلى كل المستضعفين في الأرض اجعلوا شعاركم (ففروا إلى الله) واجعلوا خطواتها نية وتوبة وجهاد، عندها يعود الأمل ويعود الفتح وندرك ساعتها كيف يكون النصر.
حتى ينصرنا الله:
ويمكن تلخيص واجبات محددة لكل مسلم ومسلمة في تلك الأيام حيث تتجدد أشواق الهجرة ونعلنها هجرة بعد الفتح.
1 - التوبة.. وكل منا يدرك معصيته فهيا نضع دائرة حمراء حولها حتى نحاصرها لنزيلها ونزيل آثارها الحمقاء.
2 - تجديد النية.. وذلك في هجرة إلى الله - سبحانه - وتعالى - لا رجعة فيها تتلخص في المرابطة أمام قرآنه والتسلح بسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - والالتزام بشريعته.
3 - المجاهدة.. وهي أول درجات الجهاد.. وحدد لنفسك بعض العادات الغير مؤثرة في مسيرة الحياة وجاهد نفسك على أن تتخلص منها وأظن على رأسها التدخين (وهو حرام شرعاً)، وكثرة وشرب الشاي والقهوة، وتضييع الوقت وكثرة الكلام وخاصة في الجدال، والإسراف وخاصة في الاستهلاك، وعدم الالتزام بتغطية العورات (وهي حرام شرعاً) وخاصة للنساء.
4 - الإحسان.. نريد منتجاً تصنعه يدّ مسلمة عربية تنوي به ثواب الله - تعالى - نريد عامل يستشعر اللذة حين يتقن صنعته بقدر شعور بلذة السجود بين يدي الله - تعالى -.
5 - أن تستشعر المرأة روح ودور أسماء بنت أبي بكر..
هذه الفدائية المهاجرة المجاهدة، وتعلم المرأة أنها شريكة في حمل هذا الدين.. فتبذل.. وتربي.. وتضحي.. وتعلم.
6 - أن نستشعر جميعاً روح الهجرة في البذل والتضحية والعطاء..
فنستشعر روح المهاجرين الذين تركوا أموالهم وديارهم وبلادهم.. ونستشعر روح الأنصار حين أوى إليهم المهاجرين وقاسموهم أموالهم وديارهم وحتى زوجاتهم.. فلا نبخل بالمال ولا بالجهد فندعم إخواننا المجاهدين في فلسطين بالمال والدعاء والنصرة وتعريف الناس قضيتهم.
7 - العزة.. نريد أن نعتز بأخلاقنا وعادتنا وسلوكياتنا الإسلامية الأصيلة.. نريد أن نعتز بلغتنا العربية لغة القرآن العظيم.
8 - الانتماء.. أن نستشعر موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ينظر إلى مكة نظرة أخيرة قبل أن يهاجر منها ويقول: ما أطيبك من بلد وأحبك إلىّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك (رواه الترمذي).
إنها أوطاننا التي نحبها ونفديها بالغالي من الدم والروح فهل نهجرها أو نهاجرها وهل نؤذيها أو نتمنى لها شراً، إنها أوطاننا التي ننتمي إليها بكل كياننا، كل منا يتحول فيها إلى لبنة بناء ليعلو به البنيان.. نداؤنا الدائم فيها:
(يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم) [ الأحقاف: 31].
ننادي شبابها:
تعالوا نشيد مصنعاً رب مصنع............. يدر على صناعنا المغنم الوفرا
تعالوا لنمحو الجهل والعلل التي............ أحاطت بنا كالسيل تغمرنا غمراً
نحطم أغلالاً ونمحو حوائلاً................ ونخلق فيها الفكر والعمل الحرا
شباب إذا نامت عيون فإننا................. بكرنا بكور الطير نستقبل الفجرا
شباب نزلنا حومة المجد كلنا................ ومن يغتدى للنصر ينتزع النصرا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد