من نازعته نفسه إلى لذة محرمة, فشغله نظره إليه عن تأمل عواقبها و عقابها و سمع هتاف العقل يناديه: ويحك لا تفعل, فإنك تقف عن الصعود, و تأخذ في الهبوط, ويقال لك: أبق بما اخترت, فإن شغله هواه فلم يتلفت إلى ما قيل له,لم يزل في نزول, و كان مثله في سوء اختياره كالمثل التالي المضروب في الكلب:
يحكى أن الكلب قال للأسد: يا سيد السباع, غير أسمى فإنه قبيح, فقال له أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم, قال فجربني, فأعطاه شقة لحم و قال: أحفظ لى هذه إلى الغد، و أنا أغير اسمك , فجاع و جعل ينظر إلى اللحم, و يصبر, فلما غلبته نفسه قال: و أي شيء باسمي؟ و ما كلب إلا اسم حسن. فأكل.
و هكذا خسيس الهمة, القنوع بأقل المنازل, المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل.
فالله الله في حريق الهوى إذا ثار, و أنظر كيف تطفئه, فربَّ زلة أوقعت في بئر بوار, و ربَّ أثر لم ينقلع, و الفائت لا يستدرك على الحقيقة, فابتعد عن أسباب الفتنة, فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد