يقول الله - تعالى - في كتابه الكريم: \"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم\" وأعظم ما يأمرنا به الله ورسوله تدبر القرآن والعمل به وتعليمه لأولادنا، لذلك كان من صفات المسلمين أنهم أهل القرآن، أي الذين حافظوا على تعاليمه، وأوامره وانتهوا عن نواهيه وعملوا بما فيه، وهذا الأمر هو الذي أدى إلى رفعة المسلمين قديماً، ولكن حين تركوه وهجروه هُزموا وانكسرت شوكتهم ورضوا بالمسكنة والعار·
ورسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام - قد بين لنا فضل القرآن في كثير من الأحاديث الشريفة.
فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"من قرأ القرآن يقوم به أناء الليل والنهار، يحل حلاله ويحرم حرامه، حرم الله لحمه ودمه على النار وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، حتى إذا كان يوم القيامة كان القرآن حجة له\"·
وقال - صلى الله عليه وسلم - : \"من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا\"· وأحاديث كثيرة أخرى·
أما عن أثر القرآن في نفوس وحياة المسلمين فقد روي أن المسلمين عند فتح العراق أرسلوا إلى سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - يقولون لقد بدأت المعركة صباحاً وفتحت العراق ظهراً، فبكى سيدنا أبو بكر، فقيل له أتبكي يا خليفة رسول الله والبشرى بالنصر، فقال: \"أبكي تأخر النصر من الصباح إلى الظهر، فوا الله ما الكفر بواقف أمام الإسلام لحظة، فلا بد أن عيباً قد وجد إما عندي وإما عندكم\"·
كما روي أن هشام بن عبد الملك أحد الخلفاء العباسيين كان في بيت الله الحرام، فرأى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له: سلني حاجتك أعطيها لك···؟ فقال سالم: أستحي وأنا في بيت الله الحرام أن أسأل غيره··؟! فلما خرج قال له الآن فاسأل··!؟، فقال سالم: إني ما سألت الدنيا ممن يملكها فكيف أسألها من لا يملكها··؟!
إن الله - تعالى - قد أمرنا أن نعمل بالقرآن الكريم، وأن نجعله دستور حياتنا في كل الأمور، وأمرنا أن نعلمه لأولادنا فرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - يقول \"خيركم من تعلم القرآن وعلمه\" ويقول: \"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته\" فلنتق الله، ولنحسن تربية أبنائنا نفز، ونكن من الفالحين. وصدق الشاعر إذ قال:
يا قومنا هل تعلمون كتابكم
أم ليس فيكم مؤمن يتذكر؟
إن تجهلوه فهو السر الذي
يحيي النفوس إذا تموت وتقبر
هو قوة الإسلام ما من قوة
ترمى بها إلا ترد وتقهر
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد