متى تشاركني يا أبي؟؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يعاني كثير من الأبناء من ضعف معايشة والديهم لهم في مواقف الحياة المختلفة.. ولهذا أثره الشديد على الذرية..

من ذلك غياب القدوة مما يدفع الجيل إلى اتخاذ أي نموذج رجولي أمامهم قدوة، وغالباً ما يكون السائق, أو الخادم, أو الصاحب, أو الأخ الكبير، فإن لم يكن البديل صالحاً أدى ذلك إلى انحراف الجيل..

 

ومن آثاره السلبية: الشعور بالحرمان العاطفي, مما يدفع الأبناء إلى الإشباع بوسائل هي في الغالب مدمرة..

 

ومن آثاره: غياب المتابع, والرقيب, والمحاسب مما يدفع الأولاد إلى الانفلات, والانطلاق غير المنضبط..

والناظر إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرى معايشته للصغار في طعامه، فعن عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت يدي تطيش في الصَّحفة، فقال لي: { يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك }...

 

وعلى دابته..

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: { يا غلام، إني محدثك حديثاً، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك...}..

 

وفي نواديهم..

فعن أنس - رضي الله عنه -: أنه كان يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرَّ بصبيان فسلم عليهم...

 

وفي سككهم..

فعن أبي يعلى - رضي الله عنه -: أنهم خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طعام دُعُوا له، فإذا حسينٌ يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -, أمام القوم, وبسط يديه فجعل الغلام يفر هنا وها هنا ويضاحكه النبي - صلى الله عليه وسلم -..

 

وفي ملعبهم...

فعن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصُفٌّ عبد الله وعبيد الله وكثيراً من بني العباس ثم يقول: { من سبق إليَّ فله كذا وكذا } فيستبقون إليه فيقعون على ظهره فيقبلهم ويلزمهم..

 

وفي مجلسه..

فعن أبي سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : أُتيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم ـ وهو ابن عباس ـ، والأشياخ عن يساره، فقال: { يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ } قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله، فأعطاه إياه...

مما سلف يتبين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القدوة والأسوة عايش النشء في كل مواقفه، ولم يكن سلبياً حال المعايشة، وإنما كان موجها, ومرشدا, ومتفاعلاً مع الموقف بما يستوجبه - صلى الله عليه وسلم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply