حاجتنا إلى تفعيل الطاقات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

   تحتاج الدعوة الإسلامية والمشروع الإصلاحي إلى طاقات وإمكانات تتناسب مع حجم المهمة المناطة بها.

   إننا حين نعقد مقارنة بين الطاقات الفاعلة المنتجة، وبين من يملكون القدرة على العمل والعطاء نلمس فجوة هائلة بين القدرات والإنتاج، وأنه لاتزال هناك إمكانات واسعة لم تستثمر، والإنتاج أقل بكثير من الإمكانات المتاحة.

   وهذه الفجوة تبدو في الجانب الكمي، فالأعداد العاملة في الميادين الدعوية لاتزال دون القدر المطلوب، وثمة أعداد ليست بالقليلة ممن يمكن استثمارهم في الميادين الدعوية لايزالون لايحركون ساكنا، ومن هؤلاء:

· فئة من طلبة العلم الشرعيº فهم يملكون قدرا من العلم يفتقر إليه الناس خاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الجهل، كما أنهم يحظون باحترام الناس وتقديرهم ويستمعون لهم ويتقبلون منهم.

   فئة ممن كان لهم نشاط وهمة وتقدم بهم السن قليلا فلم تعد المؤسسات الدعوية قادرة على استيعابهم، إضافة إلى أن بعضا منهم لم يَستوعِب التغيرات الجديدة التي أملاها الواقع المعاصر والنضج لدى المؤسسات الدعوية ( لايزال هناك عدد لم يستوعبوا القدر المتحقق من الوعي والنضج في المؤسسات الدعوية، مع أنه لايزال دون المستوى المطلوب)،  .

· كل ذلك أدى إلى أن يبقوا بعيدين عن الميدان بأبدانهم، وإن كانوا معه بقلوبهم ومشاعرهم.

· فئة ممن تلقوا التربية في المؤسسات الدعوية، ولايزالون على طريق الاستقامة ويحملون مشاعر إصلاحية صادقة وجادة لكنهم لايحركون ساكناً.

· فئة من المسلمين الخيرين غير المحسوبين على المتدينين، ويملكون إمكانات يمكن أن توظف للدعوة، كالمال والتخصص النادر والوجاهة الاجتماعية وغير ذلك.

· فئات عدة من عامة المسلمين ممن لديهم تقصير و مخالفات ظاهرة، لكنهم يملكون قدرا من التعاطف مع الدعوة وأهلها ومشروعاتها، ويمكن أن يستثمر هذا التعاطف ويحول إلى طاقة منتجة..

   كما تبدو هذه الفجوة من جهة أخرى في الجانب الكيفيº فكثير من العاملين في الميادين الدعوية يعملون بأقل من طاقاتهم الفعلية، أو أن جزءا كبيرا من جهدهم ينصرف لمجالات لاتتناسب مع مايُتطلع إليه من أمثالهم، ولاتزال هناك إمكانية لأن تتضاعف طاقات  وأداء هؤلاء.

  وثمة مجالات من الأعمال والتخصصات تعاني من جفاف وفقر من العاملين.

وهذا يدعو الدعاة والمصلحين إلى التفكير الجاد في استثمار الطاقات المهدرة، والبحث  عن وسائل وبرامج تسهم في تضييق هذه الفجوة الهائلة.

   ومع الشعور اليوم بهذه المشكلة إلا أن التعامل معها لا يزال دون القدر الذي يتناسب مع أهميتها وحجمها.

   ويكاد يتركز الجهد المبذول في التعامل مع هذه المشكلة على توجيه اللوم والتأنيب على القاعدين والمتخاذلين والساكتين، وعلى الحديث عن أهمية المشاركة الدعوية وضرورتها، إضافة إلى أنه لايتعامل إلا مع شرائح محدودة من الطاقات المهدرة.

إن الدعاة اليوم بحاجة إلى التعامل الجاد مع هذه المشكلة، وإعطائها حجمها الذي يتناسب مع أهميتها، وبحاجة إلى التفكير الجاد في الحلول والمقترحات العملية لتفعيل أكبر قدر ممكن، وتضييق الفجوة قدر الاستطاعة. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply