هكذا تكون الأخلاق


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشاعر :

    لا خيل عندك تهديها ولا مال             فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

      وقال صلى الله عليه وسلم : \" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً \" ، وعن سعد بن معاذ قال : كناعندعطاء بن أبي رباح فحدث رجل بحديث فأعرض له رجل بحديثه فقال بلال : ما هذه الأخلاق ، إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم منه به ، فأريه أني لا أحسن منه شيئاً

    خرج إبراهيم بن أدهم إلى بعض البراري فاستقبله جندي فقال : أين المراد ؟ فأشار إلى المقبرة  فضرب رأسه فشجه ، فلما أخبرأنه إبراهيم جعل بقبل يده ورجله ، فقال إبراهيم : لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة لأني أعلم أني أؤجر بضربه إياي ، فلم أحب أن يكوننصيبي منه خير ، ونصيبه مني شر .. فسبحان من يرزق من يشاء مثل هذه الأخلاق .

    دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في ظلمة فمر برجل نائم ، فتعثر به ، فقال الرجل : أمجنون أنت ؟ فقا لعمر : لا ، فهم به الحرس ، فقا لعمر : مه ، إنما سألني أمجنون أنت ، فقلت : لا .

    ودخل ابن عون على أحد الخلفاء فآذاه وظلمه ، فأخذ تلاميذه يدعون عليه ، وهو جالس في ناحية يسبح الله ، فقال له أحد تلاميذه : مالي أراك ساكتاً ، فقال : لإن أجد كتابي مليئاً بالتسبيح خير لي من أن أجده مليئاً بالسباب واللعان .

    ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ، فهو أعظم البرية خلقاً ، سألت عائشة عن خلقه ، فقالت : كان خلقه القرآن ، والله جل وعلا يقول : (وإنك لعلى خلق عظيم ) ،  فسبحان من أعطى ثم أثنى . وقد كان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويخدم أهله . كان يعود المرضى ، ويمشي وحده ، ويردف خلفه ، ويقبض الهدية ، ويلبس ما وجد ، ولا يتكلف ما لم يجد ، ولا يواجه أحداً بما يكره ، وكان إذا تكلم سرد كلامه ، وكان يطيل السكوت . وكانوا يتذاكرون أمور الجاهلية فيضحكون ويبتسم ، وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً ، كان يضحك في غير قهقهة  ولا يمضي وقتاً في غير عمل لله تعالى .. أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply