قال الشاعر :
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وقال صلى الله عليه وسلم : \" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً \" ، وعن سعد بن معاذ قال : كناعندعطاء بن أبي رباح فحدث رجل بحديث فأعرض له رجل بحديثه فقال بلال : ما هذه الأخلاق ، إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم منه به ، فأريه أني لا أحسن منه شيئاً
خرج إبراهيم بن أدهم إلى بعض البراري فاستقبله جندي فقال : أين المراد ؟ فأشار إلى المقبرة فضرب رأسه فشجه ، فلما أخبرأنه إبراهيم جعل بقبل يده ورجله ، فقال إبراهيم : لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة لأني أعلم أني أؤجر بضربه إياي ، فلم أحب أن يكوننصيبي منه خير ، ونصيبه مني شر .. فسبحان من يرزق من يشاء مثل هذه الأخلاق .
دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في ظلمة فمر برجل نائم ، فتعثر به ، فقال الرجل : أمجنون أنت ؟ فقا لعمر : لا ، فهم به الحرس ، فقا لعمر : مه ، إنما سألني أمجنون أنت ، فقلت : لا .
ودخل ابن عون على أحد الخلفاء فآذاه وظلمه ، فأخذ تلاميذه يدعون عليه ، وهو جالس في ناحية يسبح الله ، فقال له أحد تلاميذه : مالي أراك ساكتاً ، فقال : لإن أجد كتابي مليئاً بالتسبيح خير لي من أن أجده مليئاً بالسباب واللعان .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ، فهو أعظم البرية خلقاً ، سألت عائشة عن خلقه ، فقالت : كان خلقه القرآن ، والله جل وعلا يقول : (وإنك لعلى خلق عظيم ) ، فسبحان من أعطى ثم أثنى . وقد كان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويخدم أهله . كان يعود المرضى ، ويمشي وحده ، ويردف خلفه ، ويقبض الهدية ، ويلبس ما وجد ، ولا يتكلف ما لم يجد ، ولا يواجه أحداً بما يكره ، وكان إذا تكلم سرد كلامه ، وكان يطيل السكوت . وكانوا يتذاكرون أمور الجاهلية فيضحكون ويبتسم ، وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً ، كان يضحك في غير قهقهة ولا يمضي وقتاً في غير عمل لله تعالى .. أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد