أَزمَــــــة ..!!


  

بسم الله الرحمن الرحيم

هل يعيشُ العالُم مُنعطَفاً خطيراً في قضايا السلوكيات والأخلاق ؟ أين مكانُنا كمجتمعٍ, مسلمٍ, يُفترَضُ فيه التمسكُ بمكارم الأخلاق؟ هل ما أصاب العالم سينتقل إلينا؟ أم هل ما أصاب العالم قد انتقل إلينا ؟ ما دورُ الأسرةِ في تدعيم، وتعزيز المواقف، والسلوكيات الصحيحة، وتجنيب النَّشء مُنكَراتِ الأخلاقِ والأهواءِ؟ أليس هناك أُسرٌ كيِّسةٌ فَطِنَةٌ تدرك عِظَمَ دورِها؟!
إننا - على أية حال - مُهدَّدون بأزمة أخلاقية موجِعة ºلأنها تمسٌّ ثوابتَنا الدينيةَ... وهُوِيَّتَنا الثقافيةَ... وهذه الأزمةُ منبثقةٌ من التمييع الأخلاقي عند غير المسلمين إذ كلما انحدر مؤشرُ الأخلاق عندهم انتقل الأمر إلى المسلمين طالما أنَّ هناك أزمةَ فكرٍ, وفراغًا يُتَلَقَّى دون غربلةٍ, لكل واردات الفكر. كما قد تنشأ تلك الأزمة بإهمالنا الحالات الفردية والظواهر البسيطة التي سرعان ما تجتمع فتعدّ جماعيةً أو شبهَ جماعيةٍ, من الصّعب قلعُها من المجتمع .
وتتضح مسؤوليةُ الأُسرةِ في تكوين تلك الأَزَمَاتِ الأخلاقيةِ إذا كانت جذورُ الأسرة غيرَ ثابتة . بمعنى: أنه لم تعتمد بذرةُ الأسرةِ في بدءِ انبثاقها على ثوابتَ إيجابيةٍ,، وأهدافٍ, ساميةٍ, مما يؤدي بالضرورة إلى انعدام المسؤوليةِ الشخصيةِ الأُسرِيَةِ نحو توجيه النشء إلى الصحيح من التصرفات والمواقف والأخلاق، أو إلقاء كل طرف المسؤوليةَ على الطّرف الآخر ، ويزيد الأمرُ قتامةً إذا عُدِمَت القُدُراتُ، وفَقَدَ الواقعُ سيطرتَه على الخَرق بتعدٌّدِ نوافذِ وصول الانحلال الخُلُقِيِّ والتخريبِ الفِكريّ من صُحُفٍ, ومجلاتٍ, وقصصٍ, تَبُثٌّ الأدبَ المكشوفَ، وإذاعاتٍ, وقنواتٍ, فضائيةٍ, مُوجَّهةٍ,، وفي ظل ضعف أو انعدام المراقبة الأُسرِيّةِ على النشء ºفإن ما ستتركه هذه النوافذ من تأثيرات سيتمثل في :
1.
تدمير القيم والسلوكيات .
2.
قلب الحياة إلى لَعِبٍ, ولَهوٍ, وزينةٍ, وتفاخُرٍ, ،
3.
والاعتقادُ بالضرورة الحتمية للترفيه،
4.
وهو أمرٌ أوصل إلى الميوعة وحَيَّدَ الجِدّيةَ جانباً.
5.
تلميعُ وسائلِ الإعلامِ المختلفةِ لعناصرِ الانحلالِ وتقديمُهم على أنهّم مُثُلٌ عُليا للمراهِقين والمراهِقاتِ .
إنَّ مما يزيدُ من إثبات الدور الأُسرِيّ تجاه تدعيم الأَزَمَاتِ الأخلاقيةِ النظرةَ الدٌّونيةَ للحياة الدنيا على أنها نهايةُ المطاف وهو أمر جعل بعضَ الأُسَرِ لا تهتمٌّ بإعداد النشء للحياة إلا بقَدرِ استمتاعهم بها ، مما أضعف من أهمية التربية الصحيحة للفرد، وضرورةِ إعداده ليأخذ من الدنيا بقَدرٍ, يُبَلِّغُهُ الآخرةَ .
ولعل أهمَّ أمر أدّى إلى ضعف الدَّورِ الأُسرِيّ تجاه التدعيمِ الأخلاقيِّ هو شغورُ وظيفةِ الرعاية الأُسرِيَّة ... إذ إنَّ كثيراً ممن يشغل هذه الوظيفةَ يفتقد إلى الدّرايةِ الصحيحةِ بالتربية الإسلامية الأُسرِيَّة، ويحصر تلك الرعاية بالجوانب المادية .
وبعد، وفي ضوء ذلك كلِّه فإننا بحاجةٍ, كذلك إلى التأكيد على أننا لا نستطيع أن نغرسَ شجرةَ الأخلاقِ بيد واحدة بينما تقوم الأخرى بقلعها . فهل بإمكانِ كلِّ الأطرافِ المعنيةِ بتربية النشءِ عبرَ كلِّ قَنَوَاتِ الاتصال التربويّ بثٌّ دروسِ التربيةِ الأخلاقيةِ: قولاً وعملاًº لبذر بذور الأخلاق الفاضلة وتعهٌّدِها ورَيِّها ؟! 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply