السنة الجديدة.. وقرارات التغيير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

  

 

قالت لأمها بعد أن أغلقا بلطف صفحة نقاش شبه هادئ :
أمي ..سأكون إنسانة أخرى ..وسترين مني التغيير ..فقط انتظري العام الجديد.ومع البداية تكون البداية.
أجابت الأم : سنرى!!

******

وفي مكان آخر ..
يقول الابن :
أبي..لم يعد يفصلنا عن العام الجديد سوى أيام معدودات ..أعدك بإذن الله أن أكون شخصاً جديداً مع العام الجديد ..ولن ترى مني إلا ما يسرك وهذه قبلة أطبعها على رأسك..
أطرق الأب رأسه ..طبع الابن قبلته.

******

وزوجة تقول لزوجها : لنبدأ صفحة جديدة مع السنة الجديدة.
وزوج يخاطب زوجته : السنة الجديدة على الأبواب ، فهلم بنا نغير.

******

هذه الأيام ..مواقف عديدة ..وأحاديث متفرقة الله أعلم بمكانها وزمانها تدور بين أشخاص وأشخاص داخل نطاق الأسرة، محورها الرئيس ..\"مع السنة الجديدة سيكون التغيير\".
إن الانطلاق من نقطة ثابتة محددة يعني الانطلاق الواضح الأدعى للنجاح والأقرب - في كثير من الأحيان- لتحقيق الأهداف.
وبداية العام نقطة محددة واضحة –ولا يختلف اثنان - للبداية الصادقة والتغيير الجاد .
ولسنا دعاة تسويف ولا تأجيل ..ولكن نقطة التغيير وافقت زمناً محدداً فلماذا لا نستغل الموقف ؟
وجدير بنا أن نشير إلى أننا عندما نتكلم عن التغيير فإننا بذلك لا نعني فقط الانتقال من واقع سيء إلى واقع ممتاز ، وإنما يمكن للتغيير أن يكون انتقالاً من واقع حسن إلى واقع أحسن منه ، وفي هذه الحالة يحق لنا أن نستخدم مصطلحاً آخر ألا وهو التطوير.
وعند حديثنا عن الأسرة وما يتعلق بها فإننا نجد أن هناك ثمة أشياء تحتاج إلى تغيير أو تطوير أو إعادة نظر ، وليس عيباً .

فالسنة الجديدة فرصة لمراجعة العلاقات مع الخالق -جل وعز- ، فأداء الصلوات في أوقاتها ومع الجماعة بالنسبة للرجل وغيرها من الواجبات ، والصوم والصدقة والذكر والنوافل والعبادات بشكل عام مجال خصب لمحاسبة النفس والخوض في أحوالها. فإن كانت الأحوال لا تسر ،فها هي نقطة الانطلاقة قد حانت.
وإن كانت الأحوال على خير ،فالتطوير مطلب، والانتقال إلى حال أفضل له أثره في الدنيا قبل الآخرة .

والسنة الجديدة فرصة مواتية لتطور الأسرة نفسها من خلال تنظيم برنامج عملي يبدأ ببداية السنة وينتهي بنهايتها.ومن البرامج العملية السنوية التي يمكن للأسرة أن تبدأها مع بداية العام الجديد برنامج حفظ لكتاب الله عز وجل ، فتكون بداية الحفظ مع بداية العام ، وتوضع الخطة على أن يُختم كتاب الله حفظاً مع نهاية العام ، وكم من أسرة جادة خططت فنجحت ..وقررت فحفظت خلال عام واحد .
وقس على برنامج حفظ القرآن برامج أخرى سنوية يمكن للأسرة أن تنظمها وأن تقوم بها.
وأيضاً ، السنة الجديدة فرصة لمراجعة العلاقات بين أفراد الأسرة ، بين الزوج وزوجته ، والأب وأبنائه ، والأم وبناتها ، وبين الأبناء فيما بينهم.
فما من فرد معصوم عن الخطأ ، وأخطاء التعامل واردة ولاشك داخل محيط الأسرة ، ولكن الحاذق الكيّس من راجع أخطاءه مع أفراد أسرته فاستفاد منها ، وغيّر ما يحتاج إلى تغيير ، واعتذر عما سلف ومضى ، وانطلق محلقاً بجناحين جديدين في سماء السنة الجديدة .

وكذلك ، فإن السنة الجديدة فرصة لتغيير بعض العادات السيئة التي تعاني منها الأسرة ، خذ على سبيل المثال عدم تنظيم أوقات النوم ، تغيّر مواعيد وجبات الأكل وعدم الثبات على مواعيد معينة ، وغير ذلك.
 أخي القارئ ..أختي القارئة..
أنت وحدك تعلم ما هي الأشياء التي يمكن أن تغير أو تطور داخل أسرتك ،ولذلك فأنت الوحيد القادر على تحديدها ومن ثم التعامل معها، ولو جلسنا لنعدد ما يمكننا تغييره أو تطويره داخل الأسرة لطال بنا المقام ..وطلع علينا الصباح!!
ولذلك فإني أفسح الطريق لك ، وألقي ببقية من حمل على كاهلك لاستكشاف مواضع الخلل لتسدها ، ومواطن العيب لتصلحها ، ومظان النقص لتكملها.
فانطلق محفوظاً برعاية الله ..
وأخيراً ..
فن اتخاذ القرارت فن لا يجيده كل من ادعاه ،وقرارات التغيير والتطوير -خاصة داخل محيط الأسرة - قرارات ينبغي لها أن تكون جادة صادقة محكمة الصياغة معروفة الهدف.
والمضي قدماً في الثبات على القرار كفيل - بإذن الله- بتحقيق المطلوب.
نسأل الله التوفيق في السنة الجديدة وفي كل سنة ،،
نسيت أن أقول لكم: إن السنة الجديدة أيضاً فرصة لمعرفة ما إذا كنا أصحاب قرارت جادة في التغيير والتطوير أم لا !! 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply