الحرية.. كلمة شاعرية يعشقها الجميع.. تطرب لها القلوب، ويسعى إليها الناس على اختلاف مشاربهم وأعمارهم وأفكارهم.. ولكل واحد منهم صورة في مخيلته على أساسها يسعى لنيل الحرية، ولكن يا ترى ما هو مفهوم الحرية عند المسلمين عامة؟! والشباب منهم خاصة؟!
أهي في تحصيل اللذات دون رقيب؟! أم في اتباع الموضات والصيحات دون قيد؟! أم في التفلٌّت من الدين دون اكتراث بالنتيجة الحتمية دنيا وأخرى؟!
الحرية في نظر المسلم الواعي كلمة كبيرة أكبر من تشدق المتشدقين، ولها من الظلال والإيحاءات ما لا يدركه المدعون المخادعون.. فهي بمدلولها الصحيح في عالم البشر تعني أن ينال الإنسان كل ما يستحق في حياته بضوابط..
ولنا أن نقف كثيراً عند هذا التعريف، فهي حرية من حيث أن للإنسان أن ينال كل ما يستحق في حياته، وهي منضبطة ومحدودة من حيث أنه ينال ذلك بضوابط حتى لا تنقلب حريته قيداً على الآخرين.
فالحرية إذا لم يحكمها شرع وتضبطها حدود ستكون إلى الانحلال أقرب، فيصبح الإنسان - بسبب تخبطه في طلب الحرية – لا يعرف للدين حقاً ولا للعرف والعادة معناً.. همه أن ينال مبتغاه، وما تشتهيه نفسه ويمليه هواه، تراه يعبّ من الشهوات عباً.. فينزلق إلى هوّة التحلل الخلقي ومشابهة البهائم بل أضل سبيلاً.
هل توجد في الدنيا حرية مطلقة بدون قيود؟ يجيبنا الدكتور عبدالله وكيل الشيخ بقوله: لو لم تكن أمام الإنسان من القيود إلا قدراته وإمكاناته لكان ذلك كافياً في شطب مصطلح الحرية المطلقة.. والبشر جميعاً لا يعيشون في مجتمعات إلاّ بأنظمة وقوانين، فهل البشر كلهم مستعبدون؟! فإذا كان الأمر كذلك \"فليكن البحث في: أي هذه القيود أحفظ لكرامة الإنسان، وأصدق لعرضه، وأجلب للخير له في الدنيا والآخرة؟\".
على المسلم أن يعي ما تعنيه \"الحرية\" من مفهوم إسلامي صحيح.. فيعبد الله، وينضبط بأوامر شرعه، ويسعى في المباح دون أن يجرّه ذلك إلى تعدِّي حدود الله.. وبذلك يخرج من عبودية الشهوة إلى حرية الإسلام..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد