كيف نرغب أطفالنا في الصلاة ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين - أو مَن يقوم برعاية الطفل - على سياسة واضحة ومحددة وثابتة، حتى لا يحدث تشتت للطفل، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمةº أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه.

 

وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.

 

أولاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين الثالثة و الخامسة):

إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل وإحساسه بكيانه وذاتيته، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليدº فمن الخطأ أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: \" لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن \"º فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه، وبدون تدخلنا (اللهم إلا حين يدخل في مرحلة الخطر)... \" فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق مثلاً ويلعب، فلندعه ولا نعلق على ذلك، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم، أو قد يبكون، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى..

 

وفي هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور: الفاتحة، والإخلاص، والمعوذتين.

 

ثانياً: مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة):

في هذه المرحلة يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله - تعالى - وفضله وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة)، وعن حب الله - تعالى - لعباده، ورحمتهº يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله، ففي هذه المرحلة يكون التركيز على كثرة الكلام عن الله - تعالى - وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله، وفي المقابل، ضرورة طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان... وفي نفس الوقت لابد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه، فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما بالصلاة خمس مرات يومياً، دون ضجر، أو ملل يؤثِّّّّّّر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه الطاعة، فيحبها لحب المحيطين به لها، ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي. ولكن حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار العبادة، لابد من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة، ومن المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج، وفرض الصلاة، أو سرد قصص الصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة...

 

ومن المحاذير التي نركِّز عليها دوما الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديدº وغني عن القول أن الضرب في هذه السن غير مباح، فلابد من التعزيز الإيجابي، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسياً من حياته.

 

ويراعى وجود الماء الدافئ في الشتاء، فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الماء البارد، هذا بشكل عامº وبالنسبة للبنات، فنحببهم بأمور قد تبدو صغيرة تافهة ولكن لها أبعد الأثر، مثل حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملونة تشبه طرحة الأم في بيتها، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بالطفلة..

 

ويمكن إذا لاحظنا كسل الطفل أن نتركه يصلي ركعتين مثلا حتى يشعر فيما بعد بحلاوة الصلاة ثم نعلمه عدد ركعات الظهر والعصر فيتمها من تلقاء نفسه، كما يمكن تشجيع الطفل الذي يتكاسل عن الوضوء بعمل طابور خاص بالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم الطابور كل الأفراد الموجودين بالمنزل في هذا الوقت.

 

ويلاحظ أن تنفيذ سياسة التدريب على الصلاة يكون بالتدريج، فيبدأ الطفل بصلاة الصبح يومياً، ثم الصبح والظهر، وهكذا حتى يتعود بالتدريج إتمام الصلوات الخمس، وذلك في أي وقت، وعندما يتعود على ذلك يتم تدريبه على صلاتها في أول الوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن، كلٌ حسب استطاعته وتجاوبه.

 

ويمكن استخدام التحفيز لذلك، فنكافئه بشتى أنواع المكافآت، وليس بالضرورة أن تكون المكافأة مالاً، بأن نعطيه مكافأة إذا صلى الخمس فروض ولو قضاء، ثم مكافأة على الفروض الخمس إذا صلاها في وقتها، ثم مكافأة إذا صلى الفروض الخمس في أول الوقت. (11)

ويجب أن نعلمه أن السعي إلى الصلاة سعي إلى الجنة، ويمكن استجلاب الخير الموجود بداخله، بأن نقول له: \" أكاد أراك يا حبيبي تطير بجناحين في الجنة، أو \"أنا متيقنة من أن الله - تعالى - راض عنك و يحبك كثيراً لما تبذله من جهد لأداء الصلاة \"، أو: \"حلمت أنك تلعب مع الصبيان في الجنة والرسول - صلى الله عليه وسلم - يلعب معكم بعد أن صليتم جماعة معه\"... وهكذا. (10)

أما البنين، فتشجيعهم على مصاحبة والديهم (أو من يقوم مقامهم من الثقات) إلى المسجد، يكون سبب سعادة لهمº أولاً لاصطحاب والديهم، وثانياً للخروج من المنزل كثيراً، ويراعى البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلى وقت ومجهود وصبر من

الصغير لربطها أو خلعها...

ويراعى في هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره، وكيفية الاستنجاء، وآداب قضاء الحاجة، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والملابس، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة.

و يجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء، وتدريبه على ذلك عملياً، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع أبنائهم

 

ثالثاً: مرحلة الطفولة المتأخرة (ما بين السابعة والعاشرة):

في هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة، وعدم التزامهم بها، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة: مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد، والانصياع وهنا لابد من التعامل بحنكة وحكمة معهم، فنبتعد عن السؤال المباشر: هل صليت العصر؟ لأنهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه، أو إغفال الأمر، بالرغم من إدراك كذبه، والأولََى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال، مثل العصر يا شباب: مرة، مرتين ثلاثة، وإن قال مثلاً أنه صلى في حجرته، فقل لقد استأثرت حجرتك بالبركة، فتعال نصلي في حجرتي لنباركهاºفالملائكة تهبط بالرحمة والبركة في أماكن الصلاة!! وتحسب تلك الصلاة نافلة، ولنقل ذلك بتبسم وهدوء حتى لا يكذب مرة أخرى.

 

إن لم يصلِّ الطفل يقف الأب أو الأم بجواره-للإحراج -ويقول: \" أنا في الانتظار لشيء ضروري لابد أن يحدث قبل فوات الأوان \" (بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد)

 

كما يجب تشجيعهم، ويكفي للبنات أن نقول: \"هيا سوف أصلي - تعالى - معي\"، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة، لأنها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع، أما الذكور فيمكن تشجيعهم على الصلاة بالمسجد و هي بالنسبة للطفل فرصة للترويح بعد طول المذاكرة، ولضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية، مثل شراء الخبز، أو السؤال عن الجار... إلخ.

وفي كلا الحالتين: الطفل أو الطفلة، يجب أن لا ننسى التشجيع والتعزيز والإشارة إلى أن التزامه بالصلاة من أفضل ما يعجبنا في شخصياتهم، وأنها ميزة تطغى على باقي المشكلات والعيوب، وفي هذه السن يمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة، وصفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة، ويمكن اعتبار يوم بلوغ الطفل السابعة حدث مهم في حياة الطفل، بل وإقامة احتفال خاص بهذه المناسبة، يدعى إليه المقربون ويزين المنزل بزينة خاصة، إنها مرحلة بدء المواظبة على الصلاة!!

 

ولاشك أن هذا يؤثر في نفس الطفل بالإيجاب، بل يمكن أيضاً الإعلان عن هذه المناسبة داخل البيت قبلها بفترة كشهرين مثلا، أو شهر حتى يظل الطفل مترقباً لمجيء هذا الحدث الأكبر!!

 

وفي هذه المرحلة نبدأ بتعويده أداء الخمس صلوات كل يوم، وإن فاتته إحداهن يقوم بقضائها، وحين يلتزم بتأديتهن جميعا على ميقاتها، نبدأ بتعليمه الصلاة فور سماع الأذان وعدم تأخيرهاº وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة، يجب تعليمه سنن الصلاة ونذكر له فضلها، وأنه مخيَّر بين أن يصليها الآن، أو حين يكبر.

 

وفيما يلي بعض الأسباب المعينة للطفل في هذه المرحلة على الالتزام بالصلاة:

1. يجب أن يرى الابن دائماً في الأب والأم يقظة الحس نحو الصلاة، فمثلا إذا أراد الابن أن يستأذن للنوم قبل العشاء، فليسمع من الوالد، وبدون تفكير أو تردد: \"لم يبق على صلاة العشاء إلا قليلاً نصلي معا ثم تنام بإذن اللهº وإذا طلب الأولاد الخروج للنادي مثلاً، أو زيارة أحد الأقارب، وقد اقترب وقت المغرب، فليسمعوا من الوالدين: \"نصلي المغرب أولاً ثم نخرج\"º ومن وسائل إيقاظ الحس بالصلاة لدى الأولاد أن يسمعوا ارتباط المواعيد بالصلاة، فمثلاً: \"سنقابل فلاناً في صلاة العصر\"، و \"سيحضر فلان لزيارتنا بعد صلاة المغرب\".

 

2. إن الإسلام يحث على الرياضة التي تحمي البدن وتقويه، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله - تعالى - من المؤمن الضعيف، ولكن يجب ألا يأتي حب أو ممارسة الرياضة على حساب تأدية الصلاة في وقتها، فهذا أمر مرفوض.

 

3. إذا حدث ومرض الصغير، فيجب أن نعوِّده على أداء الصلاة قدر استطاعته، حتى ينشأ ويعلم ويتعود أنه لا عذر له في ترك الصلاة، حتى لو كان مريضاً، وإذا كنت في سفر فيجب تعليمه رخصة القصر والجمع، ولفت نظره إلى نعمة الله - تعالى - في الرخصة، وأن الإسلام تشريع مملوء بالرحمة.

 

4. اغرس في طفلك الشجاعة في دعوة زملائه للصلاة، وعدم الشعور بالحرج من إنهاء مكالمة تليفونية أو حديث مع شخص، أو غير ذلك من أجل أن يلحق بالصلاة جماعة بالمسجد، وأيضاً اغرس فيه ألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة، بل يدعوهم إلى هذا الخير، ويحمد الله الذي هداه لهذا.

 

5. يجب أن نتدرج في تعليم الأولاد النوافل بعد ثباته على الفروض.

 

و لنستخدم كل الوسائل المباحة شرعاً لنغرس الصلاة في نفوسهم، ومن ذلك:

* المسطرة المرسوم عليها كيفية الوضوء والصلاة.

** تعليمهم الحساب وجدول الضرب بربطهما بالصلاة، مثل: رجل صلى ركعتين، ثم صلى الظهر أربع ركعات، فكم ركعة صلاها؟... وهكذا، وإذا كان كبيراً، فمن الأمثلة: \" رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سنتيمتر، فكم خطوة يخطوها حتى يصل إلى المسجد في الذهاب والعودة؟ وإذا علمت أن الله - تعالى - يعطي عشر حسنات على كل خطوة، فكم حسنة يحصل عليها؟

*** أشرطة الفيديو والكاسيت التي تعلِّم الوضوء والصلاة، وغير ذلك مما أباحه الله - سبحانه -.

 

أما مسألة الضرب عند بلوغه العاشرة وهو لا يصلي، ففي رأي كاتبة هذه السطور أننا إذا قمنا بأداء دورنا كما ينبغي منذ مرحلة الطفولة المبكرة وبتعاون متكامل بين الوالدين، أو القائمين برعاية الطفل، فإنهم لن يحتاجوا إلى ضربه في العاشرة، وإذ اضطروا إلى ذلك، فليكن ضرباً غير مبرِّح، وألا يكون في الأماكن غير المباحة كالوجهº وألا نضربه أمام أحد، وألا نضربه وقت الغضب... وبشكل عام، فإن الضرب(كما أمر به الرسول الكريم في هذه المرحلة) غرضه الإصلاح والعلاجº وليس العقاب والإهانة وخلق المشاكلº وإذا رأى المربِّي أن الضرب سوف يخلق مشكلة، أو سوف يؤدي إلى كره الصغير للصلاة، فليتوقف عنه تماماً، وليحاول معه بالبرنامج المتدرج الذي سيلي ذكره...

 

ولنتذكر أن المواظبة على الصلاة - مثل أي سلوك نود أن نكسبه لأطفالنا - ولكننا نتعامل مع الصلاة بحساسية نتيجة لبعدها الديني، مع أن الرسول صلى الله - تعالى - عليه وسلم حين وجهنا لتعليم أولادنا الصلاة راعى هذا الموضوع وقال \"علموا أولادكم الصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر\"، فكلمة علموهم تتحدث عن خطوات مخططة لفترة زمنية قدرها ثلاث سنوات، حتى يكتسب الطفل هذه العادة، ثم يبدأ الحساب عليها ويدخل العقاب كوسيلة من وسائل التربية في نظام اكتساب السلوك، فعامل الوقت مهم في اكتساب السلوك، ولا يجب أن نغفله حين نحاول أن نكسبهم أي سلوك، فمجرد التوجيه لا يكفي، والأمر يحتاج إلى تخطيط وخطوات وزمن كاف للوصول إلى الهدف، كما أن الدافع إلى إكساب السلوك من الأمور الهامة، وحتى يتكون، فإنه يحتاج إلى بداية مبكرة وإلى تراكم القيم والمعاني التي تصل إلى الطفل حتى يكون لديه الدافع النابع من داخله، نحو اكتساب السلوك الذي نود أن نكسبه إياه، أما إذا تأخَّر الوالدان في تعويده الصلاة إلى سن العاشرة، فإنهما يحتاجان إلى وقت أطول مما لو بدءا مبكرين، حيث أن طبيعة التكوين النفسي والعقلي لطفل العاشرة يحتاج إلى مجهود أكبر مما يحتاجه طفل السابعة، من أجل اكتساب السلوك نفسه، فالأمر في هذه الحالة يحتاج إلى صبر وهدوء وحكمة وليس عصبية وتوتر..

 

ففي هذه المرحلة يحتاج الطفل منا أن نتفهم مشاعره ونشعر بمشاكله وهمومه، ونعينه على حلها، فلا يرى منا أن كل اهتمامنا هو صلاته وليس الطفل نفسه، فهو يفكر كثيرا بالعالم حوله، وبالتغيرات التي بدأ يسمع أنها ستحدث له بعد عام أو عامين، ويكون للعب أهميته الكبيرة لديه، لذلك فهو يسهو عن الصلاة ويعاند لأنها أمر مفروض عليه و يسبب له ضغطاً نفسياً... فلا يجب أن نصل بإلحاحنا عليه إلى أن يتوقع منا أن نسأله عن الصلاة كلما وقعت عليه أعيننا!!

ولنتذكر أنه لا يزال تحت سن التكليف، وأن الأمر بالصلاة في هذه السن للتدريب فقط، وللاعتياد لا غير!! لذلك فإن سؤالنا عن مشكلة تحزنه، أو همٍّ,، أو خوف يصيبه سوف يقربنا إليه ويوثِّق علاقتنا به، فتزداد ثقته في أننا سنده الأمين، وصدره الواسع الدافىء... فإذا ما ركن إلينا ضمنَّا فيما بعد استجابته التدريجية للصلاة، والعبادات الأخرى، والحجاب

 

رابعا: مرحلة المراهقة:

يتسم الأطفال في هذه المرحلة بالعند والرفض، وصعوبة الانقياد، والرغبة في إثبات الذات - حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء، التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا حدث أن توقٌّفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعاً من ذاته، وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد. ولنعلم أن أسلوب الدفع والضغط لن يجدي، بل سيؤدي للرفض والبعد، وكما يقولون \"لكل فعل رد فعل مساوٍ, له في القوة ومضاد له في الاتجاه\" لذا يجب أن نتفهم الابن ونستمع إليه إلى أن يتم حديثه ونعامله برفق قدر الإمكان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply