القدوة غرس الأخلاق من المهد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال:

أما بعد: فأنا لدي ابنة وحيدة عمرها 8 أشهر، ولقد سمعت أن أول 7 سنوات من عمر الطفل هي أهم فترة يتم فيها إكساب الطفل المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة.

والسؤال: كيف أعلم ابنتي القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية وعمرها 8 أشهر؟ وهل يمكن أن ترشدوني إلى أسماء كتب أو مواقع على الإنترنت لقراءتها تخص هذا الموضوع؟

والسؤال الآخر بارك الله فيكم: زوجتي حامل بالشهر الثالث وابنتي ترضع منها، فهل هذا يؤثر على ابنتي أو على زوجتي أو على الجنين؟ وبارك الله فيكم.

 

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيها الأب الفاضل، ومرحباً بأسرتك - بارك الله لك فيهم، وأعانك وزوجتك على تحمل مسئولياتكما الجسام -، ولا بد أن أذكرك وزوجتك بالدعاء المتواصل لجنينكما في تلك الأيام المباركاتº فمما ثبت من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الجنين يكتب له رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد بعد الشهر الرابع من الحمل (120 يوماً)º فعسى الله بدعائكما المجاب - إن شاء الله - أن يكتب هذا الجنين من السعداء، ومن أهل الجنة.

وأبدأ ردي على سؤالك بقول ماري كوريلليº إذ تقول: \"ما من مجتمع راق خير استطاع أن يصل إلى تحقيق المثل العليا إلا اشتركت في تحقيقه ورفع صرحه أم عظيمة\"، ويقول جورج هربرت: \"أم صالحة خير من مئة أستاذ\"، ولعل تلك الكلمات تمهد الطريق أمامي لأوجز إجابتي على سؤالك في جملتين - يأتي تفصيلهما لاحقاً - لتعلم أن تعليم طفلتك قواعد السلوك الطيب والقيم والأخلاق الإسلامية يتم من خلال:

- العلاقة الدافئة بين الطفلة وأسرتها.

- الحب غير المشروط الذي يمنح للطفلة وبالأخص من أمها.

لقد أصبت يا أخي حين أكدت على أن أهم 7 سنوات في حياة الطفل هي سنواته السبع الأولى التي يبنى فيها أساس هذا الصرح الإنساني الذي يكتمل بناؤه بعد ذلك بحسب قوة أساسه الذي تأسس في تلك السنوات السبع، ولعل هذا ما أكد الحديث النبوي على سبل استثماره من خلال الملاعبة، ولو تأملت الحديث معي لوجدت الأمر من النبي بأن يلاعب المربي ابنه - أي يلعب معه - ليس أن يتركه يلعب وحسب، ففي الملاعبة تقوية لأواصر الحب والمودة، والحنان والصداقة، وسبيل لتشرب الطفل الصفات الأساسية، وأخلاق من يلاعبهº من خلال العشرة الطيبة في لحظات اللعب المرحة المثمرة.

ومما لا شك فيه أن الطفل من سن 8 شهور وربما أقل يكون لديه ما يشبه الرادار الذي يلتقط ما حوله من مشاعر وانفعالات، ويحسها ويتجاوب معها حتى قبل أن ينضج عقله، وهو ما يظهر في نظرات عينيه لمن حوله، والتي تنطق عنه قبل لسانهº إذن فدوركما أنت وأم الطفلة هو توطين المحبة في بيتكما، وغمر طفلتكما بها وبالحنان والرفق، وبذلك تمهدان الطريق لتلقي كل توجيهاتكماº فالمحب لمن يحب مطيع، وكذلك فان إشعار الطفلة بكونها مرغوبة ومحبوبة وأن من حولها يسعون لإسعادها يجعلها تبادلهم نفس الشعور، فتكون أذن خير لهم.

ولعل هناك نقطة مهمة لا بد من اقتحامها بشكل أو بآخر وهي وجود مسئوليات ستداهمكما أنت وأم الطفلة في غضون شهور، وقد تثقل على كاهل الأم بالأخصº وهو ما يعيق ما تحدثنا عنه من دفء العلاقة التي يجب أن تحاول الأم الحفاظ عليها بفصل مشكلاتها وإحباطاتها، وكل ما يعوق استمتاعها بأمومتهاº عن تلك العلاقة القوية، وقد تحتاج الأم بالتنسيق معك لوضع خطة دقيقة لمواجهة ما قد يواجهها من عقبات بسبب غيرة الطفلة من المولود الجديد، وستجد تفاصيل تعينكما على رسم تلك الخطة وتوزيع الأدوار فيها على كليكما فيما يلي:

- علاج الغيرة بإعادة ترتيب الأولويات.

- احموا أبناءكم من الغيرة.

ويبقى أمر مهم في مسألة تربية الطفلة على الخلق القويم ألا وهو: القدوة، فعندما يكون الوالدان نموذجاً للأخلاق من الحلم والعفو، والتعاملات الطيبة مع الناس فلا شك أن هذه الأخلاقيات والسلوكيات ستنطبع على الطفلة بشكل أو بآخر، كما أن حبها لكما - كما أسلفنا - سيدفعها دفعاً لاستمثالها، وتقليد من تحبهم.

أما بالنسبة لإرضاع الطفلة أثناء الحمل فالأمر يحتاج لمراجعة طبيبة أمراض النساء التي تتابع حمل زوجتك وحالتها الصحية، كذلك لا بد من مراجعة طبيب الأطفال لينصح بالأمثل لفطام الطفلة.

ولا شك أن الإنترنت حافلة بمقالات ومواقع وكتب عن التربية يمكن أن تفيدك في مزيد من الأفكار والتفاصيل ولتطبيقات للوصول إلى ما تبغي، وتجد بعضاً منها فيما يلي:

- مجلة ولدي.

- واحات تربوية.

وأخيراً أخي الفاضل أرجو أن نكون قد أفدناك بما يلزم، وفي انتظار متابعتك لنا بمزيد من الاستفسارات والأخبار، وشكراً جزيلاً لك، ويمكن للأم الاطلاع على ما يلي لمزيد من الخبرات عن العناية بالطفل وحسن تربيته:

- حسن التربية.. سؤال كل أم جديدة.

- دليلك إلى عالم الوالدية.

- تساؤلات سنة أولى تربية.

- دعي فطرتك تجاه طفلك تنطلق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply