هل حمدنا الله على هذه النعمة ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نعمة رقة القلب

إن المعصية ولو كانت صغيرة تمهد الطريق لأختها حتى تتابع المعاصي ويهون أمرها، ولا يدرك صاحبها خطرها، وتتسرب واحدة وراء الأخرى إلى قلبه، حتى لا يبالي بها، ولا يقدر على مفارقتها ويطلب ما هو أكثر منها، فيضعف في قلبه تعظيم الله وتعظيم حرماته، كما أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخر وتعوقه أو توقفه فلا تدعه يخطوا إلى اللـه خطوة، فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب، ولهذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء، فإذا تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلوا قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله - عز وجل - \" كَلاَّ بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا َكسِبُونَ \".

الراوي: خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن تيمية - المصدر: تفسير آيات أشكلت - الصفحة أو الرقم. 1/383

 

إن نعمة رقة القلب من أجل النعم وأعظمها، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال - سبحانه - \" فَوَيلٌ لِّلقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكرِ اللَّهِ\" (الزمر: 22)،

 

وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات، شمراً إلى الطاعات، أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته، وأبعد ما يكون من معاصيه.

 

فمن عرف ربه حق المعرفة رق قلبه , ومن جهل ربه قسا قلبه , وما وجدت قلباً قاسياً إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله - عز وجل - وأبعدهم عن المعرفة به , وكلما عظم الجهل بالله كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه

وكلما وجدت الشخص يديم التفكير في ملكوت الله ويتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى، وجدت في قلبه رقة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply