بسم الله الرحمن الرحيم
1- ثم أخبر عنهم - أي عن الأبرار في سورة الإنسان - بإطعام الطعام على محبتهم له، وذلك يدل على نفاسته عندهم، وحاجتهم إليه. وما كان كذلك فالنفوس به أشح، والقلوب به أعلق، واليد له أمسكº فإذا بذلوه في هذه الحال فهم لما سواه من حقوق العباد أبذل. 1/72
2- ولما كان لا سبيل إلى الصبر إلا بتعويض القلب بشيء هو أحب إليه من فوات ما يصبر على فوته - أمره بأن يذكر ربه - سبحانه - بكرة وأصيلاº فإن ذكره أعظم العون على تحمل مشاق الصبر، وأن يصبر لربه بالليلº فيكون قيامه بالليل عوناً على ما هو بصدده بالنهار، ومادة لقوته ظاهراً وباطناً، ولنعيمه عاجلاً وآجلاً. 1/75
3- والعبد هو فقير دائماً إلى الله من كل وجهº من جهة أنه معبوده، وأنه مستعانه، فلا يأتي بالنعم إلا هو، ولا يَصلُح حال العبد إلا بعبادته. وهو مذنب - أيضاً - لا بد له من الذنوبº فهو دائماً فقير مذنبº فيحتاج دائماً إلى الغفور الرحيمº الغفور الذي يغفر ذنوبه، والرحيم الذي يرحمه، فينعم عليه، ويحسن إليهº فهو دائماً بين إنعام الرب، وذنوب نفسه. 1/116
4- والمحبة المحمودة هي النافعة، وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه وهو السعادة. والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره، وهو الشقاء. 2/202
5- ففي قلوب بني آدم محبة وإرادة لما يتألهونه، ويعبدونه، وذلك هو قوام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبة لما يطعمونه، وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاءº فإن الغذاء إذا فقد يفسد الجسم، وبفقد التأله تفسد النفس. 2/242
6- قيل: إن العشق هو الإفراط في الحب حتى يزيد على القدر الواجبº فإذا أفرط كان مذموماً فاسداً مفسداً للقلب والجسم كما قال - تعالى -: (فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب32] فمن صار مُفرِطاً صار مريضاً كالإفراط في الغضب، والإفراط في الفرح وفي الحزن. 2/240
7- وقيل: إن العشق هو فساد الإدراك، والتخيل، والمعرفةº فإن العاشق يخيل له المعشوق على خلاف ما هو به حتى يصيبه ما يصيبه من داء العشق، ولو أدركه على الوجه الصحيح لم يبلغ إلى حد العشق وإن حصل له محبة وعلاقة. 2/243
8- ولهذا لا يبتلى بالعشق إلا من فيه نوع شرك في الدين، وضعف إخلاص لله. 2/266
9- ولهذا تجد القوم الظالمين من أعظم الناس فجوراً، وفساداً، وطلباً لما يُرَوِّحون به أنفسهم من مسموع، ومنظور، ومشموم، ومأكول، ومشروب. ومع هذا فلا تطمئن قلوبهم بشيء من ذلك. هذا فيما ينالونه من اللذة، وأما ما يخافونه من الأعداء فهم أعظم الناس خوفاً، ولا عيشة لخائف. وأما العاجز منهم فهو في عذاب عظيم، لا يزال في أسف على ما فاته، وعلى ما أصابه. وأما المؤمن فهو - مع مقدرته - له من الإرادة الصالحة، والعلوم النافعة ما يوجب طمأنينة قلبه، وانشراح صدره بما يفعله من الأعمال الصالحة، وله من الطمأنينة وقرة العين ما لا يمكن وصفه. وهو مع عجزه - أيضاً - له من أنواع الإرادات الصالحة، والعلوم النافعة التي يتنعم بها - ما لا يمكن وصفه. 2/362 – 363
10- وكل هذا محسوس مجرب، وإنما يقع غَلَطُ أكثرِ الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور، وذاقها، ولم يذق لذات أهل البر، ولم يخبرها. 2/263
11- فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من نعيم المسرفين فيهاº فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقى لهذا عندهم كبير لذة مع أنهم قد لا يصبرون عنها، وتكثر أمراضهم بسببها. 2/240.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد