هذه هي حقيقة الشكر !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن ما أنعم الله علينا في كافة مجالات الحياة لا تحصى، مصداقاً لقوله - تعالى -في سورة النحل الآية: 18 {وَإِن تَعُدٌّوا نِعمَةَ اللّهِ لاَ تُحصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} حتى بالوسائل، التكنولوجية الحديثة واستخدام أرقى أنواع الحاسوب، لأن القضية متجددة في كل جزئية من حياتنا ولا يحصر الأمر من إحصاء أنواع النعم أو أشكاله وميادينه.

لذا ينبغي على الإنسان الواعي أن يستثمر هذا التكريم الإلهي لتربية وتنمية ذاته، وأن يتقرب إلى الله بكل ما أنعم الله عليه.

 وأجد من الضروري أن نتعامل مع الموضوع من زاوية نفسية روحية واعية للحصول على أكبر قدر ممكن من الثمرات الإيمانية والعبادية والسلوكية، وعلى هذا فإن للشكر أساسيات لا بد للمؤمن يتحلى بها لتنمية ما أنعم الله عليه:

1- يجب أن يبدأ بالشكر من الداخل أي من قناعات مطلقة ومتينة وفق تصور عقائدي وأن يمزج بالنية الصادقة والخالصة وأن يختلط بالروح و العقل و النفس، أي أن يكون إطارا للذات الإنساني، حتى يتحول إلى المرحلة الثانية وأن يبني الأساس الثاني.

2- ثم يترجم هذه القوة الروحية والقناعة الصادقة إلى كلمات وعبارات للشكر بكل ثقة و حضور القلب ويقول بكل اندفاع (يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك) و يكتبه الملائكة بكل إعجاب، ولكي يستكمل مسيرة النعم تراه باستمرار يقول (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) و إن افتقر إلى نعمة ما فتراه يتردد (الحمد لله على كل حال) ولكن صاحب هذا الرسوخ الإيماني وهذه الأذكار الدائمة لا يتوقف عند هذا الحد لذا يتهيأ لبناء الأساس الثالث وذلك شوقا لرضا الله - سبحانه وتعالى- طمعا للأجر ولاستمرارية النعم لأنه يتيقن و يؤمن بالقاعدة الربانية {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

3- ثم يتحول إلى ميادين العمل و يحول كل ما انعم الله عليه إلى حركة في الواقع ويتعاون مع الآخرين وتضحية بكل استعداد - لذا تراه يتصدق بماله و يفعل الخير بكل طاقاته و يحرص على هداية الناس بكل معلومات و يمشي مع الناس في حاجاتهم لأنه يعلم (لان يمشي أحدكم مع أخيه لقضاء حاجته خير له أن يعتكف في مسجدي هذا شهراً) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا و بهذه الصفات الثلاث و على هذه الأساسيات الثلاث بإذن الله- تعالى -يؤدي حق النعمة عليه و يقع في دائرة البركة الدائمة {لئن شكرتم لأزيدنكم}. 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply