محبطات الأعمال ( 4 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

- من صور الظلم.

- الحسد

- المؤمن الكامل

- من أقوال السلف

- الغيبة

- ثناء الناس لا يحبط العمل

 

من صور الظلم:

1- أكل مال اليتيم ظلماً: قال - تعالى -: \"إِنَّ الَّذِينَ يَأكُلُونَ أَموَالَ اليَتَامَى ظُلمًا إِنَّمَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم نَارًا وَسَيَصلَونَ سَعِيرًا\" [النساء: 10].

 

2- المماطلة بحق عليه مع قدرته على الوفاء: عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطل الغني ظلم (1).

3- ظلم المرأة حقها من صداقها ونفقتها وكسوتها.

عن ابن مسعود قال: \" يؤخذ بيد العبيد أ والأمة يوم القيامة فينادي به على رؤوس الخلائق هذا فلان ابن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه. فال: فتفرح المرأة أن يكون لها حق على أبيها أ وأخيها أ وزوجها ثم قرأ: \" فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون \".

وقال - تعالى -: \"يَومَ يَفِرٌّ المَرءُ مِن أَخِيه\"ِ [عبس: 34]. قال القرطبي - رحمه الله -: \" أي يهرب، أي تجيء الصاخة في هذا اليوم الذي يهرب فيه من أخيه، وأمه وأبيه. قيل: إنما يفر حذراً من مطالبتهم إياه، لما بينهم من التبعات\".

4- أن يستأجر أجيراً أ وإنساناً في عمل ولا يعطيه أجرته: عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: الله ثلاثة أنا خصمهم في القيامة ومن كنت خصمه اخصمه رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يوفه أجره(2).

5- الركون إلى الظلمة ومداهنتهم: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: \"سيكون من بعدي أمراء يغشاهم غواش من الناس فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء وه ومني بريء ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأنا منه وه ومني(3).

قال سعيد بن المسيب - رحمه الله -: \" لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لئلا تُحبط أعمالكم الصالحة \".

قال أحد الشعراء:

توق دعا المظلوم إن دعـاءه*** ليرفع فوق السحب ثم يجاب

توق دعا من ليس بين دعائه*** وبين إلـه العالمين حجاب

 

ثامناً: الحسد:

قال - تعالى -: \"أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ\" [النساء: 54].

الحسد: تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أ ودنيا.

والحسد: مركوز في طباع البشر، وه وأن الإنسان يكره أن يتفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل \"(4).

أقسام الحسد:

قال النووي: \" الحسد قسمان: حقيقي ومجازي.

أما الحقيقي: \" تمني زوال النعمة عن صاحبها، وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة.

قال ابن رجب - رحمه الله -: \" وهو شرهما وأخبثهما، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه، وهو ذنب إبليس حيث حسد آدم - عليه السلام - لما رآه قد فاق على الملائكة، بأن خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه في جواره، فما زال يسعى في إخراجه من حتى أُخرج منها\"(5).

أما المجازي: فه والغبطة، وه وأن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن كانت طاعة فهي مستحبة\"(6).

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلمها\" متفق عليه.

قال السعدي - رحمه الله -: \" وأعظم من يغبط: من كان عنده مال قد حصل له من حِلَّه، ثم سُلّط ووفق على إنفاقه في الحق، في الحقوق الواجبة والمستحبةº فإن هذا من أعظم البرهان على الإيمان، ومن أعظم أنواع الإحسان.

ومن كان عنده علم وحكمة علمه الله إياها، فوفق لبذلها في التعليم والحكم بين الناس. فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء.

الأول: ينفع الخلق بماله، ويدفع حاجاتهم، وينفق في المشاريع الخيرية، فتقوم ويتسلسل نفعها، ويعظم وقعها.

والثاني: ينفع الناس بعلمه، وينشر بينهم الدين والعلم الذي يهتدي به العباد في جميع أمورهم: من عبادات ومعاملات وغيرها.

ثم بعد هذين الاثنين: تكون الغبطة على الخير، بحسب حاله ودرجاته عند الله. ولهذا أمر الله - تعالى -بالفرح والاستبشار بحصول هذا الخير، وإنه لا يوفق لذلك إلا أهل الحظوظ العظيمة العالية. قال - تعالى -: \"قُل بِفَضلِ اللّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُوا هُ وخَيرٌ مِّمَّا يَجمَعُونَ\" [يونس: 58]، وقال: \"وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُ وحَظٍّ, عَظِيمٍ,\"[فصلت: 34-35].

وقد يكون من تمنى شيئاً من هذه الخيرات، له مثل أجر الفاعل إذا صدقت نيته، وصمم عن عزيمته أن لو قدر على ذلك العمل، لَعَمِلَ مثله، كما ثبت بذلك الحديث. وخصوصاً إذا شرع وسعى بعض السعي\"(7).

 

المؤمن الكامل:

قال ابن رجب - رحمه الله -: \"إذا وجد من نفسه الحسد، سعى في إزالته وفي الإحسان إلى المحسود بإسداء الإحسان إليه، والدعاء له، ونشر فضائله، وفي إزالة ما وُجِدَ في نفسه من الحسد حتى يبدله بمحبة أن يكون أخوه المسلم خير منه وأفضل، وهذا من أعلى درجات الإيمان، وصاحبه هو المؤمن الكامل الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه\"(8).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وقيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد(9).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \" إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال: العشب \"(10).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" سيصيب أمتي داء الأمم قالوا: يا نبي الله، وما داءُ الأمم؟ قال \" الأشر، والبَطَر، والتكاثر، والتنافس في الدنيا، والتباغض، والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج \"(11).

من أقوال السلف:

قال عبد الله بن مسعود: لا تُعَادوا نعم الله. قيل له: ومن يُعَادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.

يقول الله - تعالى - في بعض الكتب: الحسود عدو نعمتي مُتسخِط لقضائي غير راض بقسمتي.

ومن الشعر قال منصور الفقيه:

ألا قل لمن ظل لي حـاسداً *** أتدري على مـن أسأت الأدب

أسأت على الله في حكمــه *** إذا أنت لم ترض لـي ما وهب

 

ويقال: الحسد أول ذنب عُصِيَ الله به في السماء، وأول ذنب ُعصِيَ به في الأرض; فأما في السماء فحسد إبليس لآدم، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.

ولأبي العتاهية في الناس:

فيا رب إن الناس لا ينصفونني *** فكيف ولو أنصفتهم ظلموني

وإن كان لي شيء تصدوا لأخذه *** وإن شئت أبغي شيئهم منعوني

وإن نالهم بذلي فلا شكر عندهم *** وإن أنا لم أبذل لهم شتمونـي

وإن طرقتني نكبة فكهوا بهــا *** وإن صحبتني نعمة حسدونـي

سأمنع قلبي أن يحن إليهمــ و*** وأحجب عنهم ناظري وجفوني

وقيل: إذا سرك أن تسلم من الحاسد فغم عليه أمرك.

ولرجل من قريش:

حسدوا النعمة لما ظهرت *** فرمــوها بأباطيـل الكلم

وإذا ما الله أسدى نعمـة *** لم يضرها قول أعداء النعم

 

ولقد أحسن من قال:

اصبر على حسد الحسود *** فإن صبرك قاتلـــه

فالنار تأكل بعضهـــا *** إن لم تجـد مـا تأكله

 

وقال الشاعر:

إن الغراب وكان يمشي مشية *** فيما مضى من سالف الأحوال

حسد القطاة فرام يمشي مشيها *** فأصابه ضرب من التعقــال

 

تاسعاً: الغيبة:

تعريف الغيبة: عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته(12).

الغيبة مُضِّيعة للحسنات:

قال جعفر بن محمد: \" إذ بلغك عن أخيك ما يسوؤك، فلا تغتم، فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عُجِّلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنةً لم تعملها \"(13).

وقال عبد الرحمن بن مهدي: \" لولا أنَّي أكره أن يُعصى الله، لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا اغتابني! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها؟ ! \" (14).

من لم يغتب أحد قط:

قال أبو عاصم: \" منذ عقلت أن الغيبة حرام، ما اغتبت أحدا قط \"(15).

وقال البخاري: \" ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها\"(16).

علاج الغيبة:

قال عبد الله بن وهب: \"نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركتُ الغيبة \"(17).

ثناء الناس لا يحبط العمل:

عن أبي ذر. قال: قيل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم -: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال \" تلك عاجل بشرى المؤمن\"(18).

قال النووي: \" قال العلماء: معناه: هذه البشرى المعجلة له بالخير وهي دليل على رضاء الله - تعالى -عنه ومحبته له فيحببه إلى الخلق، ثم يوضع له القبول في الأرض، هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرُض منه لحمدهم وإلا فالتعرُض مذموم\".

وقال الشيخ السعدي - رحمه الله - في كتابه بهجة قلوب الأبرار: \" أخبر - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرىº فإن الله وعد أولياءه وهم المؤمنون المتقون بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة.

و\"البشارة\" الخبر أوالأمر السار الذي يَعرف به العبد حسن عاقبته، وأنه من أهل السعادة، وأن عمله مقبول.

أما في الآخرة فهي البشارة برضى الله وثوابه، والنجاة من غضبه وعقابه، عند الموت، وفي القبر، وعند القيام إلى البعث يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة، كم تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وهي معروفة.

وأما البشارة في الدنيا التي يعجلها الله للمؤمنينº نموذجاً وتعجيلاً لفضله، وتعرفاً لهم بذلك، وتنشيطاً لهم على الأعمال فأعمها توفيقه لهم للخير، وعصمته لهم من الشر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: \"أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة\".

فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له، مسهلة عليه، ويجد نفسه محفوظاً بحفظ الله من الأعمال التي تضره، كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبة أمرهº فإن الله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين. وإذا ابتدأ عبد بالإحسان أتمه. فأعظم منة وإحسان يمن به عليه إحسانه الديني. فيُسرّ المؤمن بذلك أكمل سرور: سرور بمنة الله عليه بأعمال الخير، وتيسيرهاº لأن أعظم علامات الإيمان محبة الخير، والرغبة فيه، والسرور بفعله. وسرور ثان بطمعه الشديد في إتمام الله نعمته عليه، ودوام فضله.

ومن ذلك ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: إذا عمل العبد عملاً من أعمال الخير وخصوصاً الآثار الصالحة والمشاريع الخيرية العامة النفع، وترتب على ذلك محبة الناس له، وثناؤهم عليه، ودعاؤهم له - كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة، التي جعل الله فيها خيراً وبركة.

ومن البشرى في الحياة الدنيا، محبة المؤمنين للعبد: لقوله - تعالى -: \"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمَنُ وُدًّا\" [مريم: 96] أي محبة منه لهم، وتحبيباً لهم في قلوب العباد.

ومن ذلك الثناء الحسنº فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له. والمؤمنون شهداء الله في أرضه.

ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن، أو تُرى لهº فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات.

ومن البشرى أن يقدر الله على العبد تقديراً يحبه أو يكرهه. ويجعل ذلك التقدير وسيلة إلى إصلاح دينه، وسلامته من الشر\".

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - \" قال رجل: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: له أجران: أجر السر وأجر العلانية\"(19).

وقد فسر بعض أهل العلم هذا الحديث: \" إذا اطلع عليه فأعجبه\":

إنما معناه: أن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"أنتم شهداء الله في الأرض\" فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا.

فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير ويُكّرم ويُعظّم على ذلك فهذا رياء.

وقال بعض أهل العلم: إذا اطلع عليه فأعجبه رجاء أن يُعمل بعمله، فتكون له مثل أجورهم، فهذا له مذهب أيضاً.

 

----------------------------------------

(1) صحيح البخاري، الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (ج1/18)، رقم 2270.

(2) صحيح بن حبان، (ج1/189)، رقم 7339.

(3) صحيح ابن حبان، البر والإحسان (ج1/419)، رقم 286.

(4) جامع العلوم والحكم، (ج2/260).

(5) جامع العلوم والحكم، (ج2/262).

(6) صحيح مسلم بشرح النووي.

(7) بهجة قلوب الأبرار، السعدي، (ص123).

(8) المرجع السابق.

(9) صحيح ابن حبان، (ج1/383)، رقم الحديث (4606).

(10) رواه أب وداود، رقم(4903).

(11) رواه الحاكم، (ج4/168). صححه الحاكم ووافقه الذهبي.

(12) صحيح مسلم، باب: تحريم الغيبة، (ج1 /100)، رقم(89).

(13) نزهة الفضلاء، (ج2/648).

(14) نزهة الفضلاء، (ج2/817).

(15) نزهة الفضلاء، (ج2/836).

(16) نزهة الفضلاء، (ج3/1016).

(17) نزهة الفضلاء، (ج2/819).

(18) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى ولا تضره، (2642).

(19) سنن الترمذي، بواب الزهد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رقم (2491). هذا حديث غريب.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply