بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أختي الفاضلة.
ماذا لو جاءك الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ; يطرق بيتك طالباً أن تستضيفه و أن يكون رفيقك طوال فترة إقامته عندك...وذهلت من المفاجأة السارة وأدخلته مبتهجاً مسروراً إلى داخل بيتك وشاهد محتويات البيت ورأى غرفتك الخاصة وما علا فيها وما شملته من كتب ومجلات وأشرطة ومحتويات... بكل صدق هل تراه يفرح ويبتهج بما شاهد ورأى من فرد من أفراد أمته... أما أنك ستحرج وتحاول أن تخفي الشيء الكثير حتى لا تسبب الضيق والانزعاج والحزن على قلب خير البرية من أرسله الله رحمة لنا وللعالمين... وتحمل وكابد وجاهد وعانى الكثير و الكثير من أجل أن يدلنا على الخير العميم... ويجعلنا خير أمة أخرجت للناس...
ماذا إن كان رفيقك في تنقلاتك وذهابك وإيابك فاطلع على أسلوب معيشتك وما هي اهتماماتك في الحياة وكيف تقضي يومك من الفجر الصادق إلى أن تأوي إلى فراشك فعلم كيف تعامل والديك وأخوتك وأخواتك ومعارفك وجيرانك وماذا تشاهد من قنوات فضائية وما هي المواقع التي تحرص على متابعتها والإطلاع عليها في شبكة المعلومات \" الإنترنت\" وما ينطق به لسانك وما تتبعه في نظرك وبصرك... وما نصيب دينك في يومك من وقت واهتمام!!
ماذا لو سألك ماذا فعلت عندما استهزئ بي عبر صحف صليبية... هل انتصرت لي.. هال انزعجت هل بادرت لتعبر عن حبك لي أم أني لا أستحق أن تغضب وتثور في وجه من استهزئ بمكانتي وقدري... ººº
ماذا لو سألك ماذا فعلت لنصرة دينك والعمل للخير ونشر دينك الذي ضحى لأجله الصحابة والتابعين ليقدمونه لك على طبق من ذهب فماذا فعلت أنت لأجل دينك،،،،
أخي العزيز... أختي الكريمة
إذا حدث لك ولي هذا... فماذا سنفعل أكيد أننا سنعيد ترتيب الكثير من الأمور وسنجاهد أن نكون لطفأ مهذبين و أن نحرق أشياء كثيرة ينبغي أن لا يراها أو يسمعها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وسنحذف من بريدنا الإلكتروني \"الإيميل \" العديد من الرسائل و النشرات الشهرية التي تصلنا من مواقع تغضب الله ورسوله، وتساهم في ضعف الأمة وستنقلب حياتي وحياتكم رأساً على عقب إلى ما يرضيه عنا حبيبنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ; سنصدق في القول ونخلص في العمل ونراعي الله ورسوله في كل ما نقول ونعمل وسنعمل مقياس في اهتماماتنا هل ستعجبه منا وهل تدخلنا في الرضا أم تجعلنا في دائرة الغضب والسخط... وهل هذا التصرف سيسر الرسول وهذه القناة التي أتابع برامجها أكيد ستغضبه... إلى غيرها من الأمور!!
فما رأيكم أحبائي و أخواتي... أن نجعل الله ورسوله في حياتنا وفي كل لحظة منها وعند أي موقف فنقول مع أنفسنا لو حدث هذا الموقف لرسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ; ماذا سيفعل؟ وكيف تتصرف؟... وبناء عليه نفعل مثل فعل الرسول و ننتهج نهجه و أن خلونا مع أنفسنا وجاءت خواطر السوء و دسائس إبليس وجنوده من الأنس و الجن عندها نستحي أن نقع الذنب لأننا في تلك اللحظة وفي كل حين علمنا أو تناسينا في حضرة المولى العزيز بعلمه... فهل ينطبق علينا قوله - تعالى - : (يَستَخفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُم) سورة النساء 108 فالله معنا في كل نبضة من قلبنا وفي كل حين (وَهُوَ مَعَكُم أَينَ مَا كُنتُم وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة الحديد 4 والملائكة الكتبة يسجلون ويحصون... والعرض يوم القيامة كتاب مرقوم عندها سيكون وزن من استباح حرمت الله وعمل المعاصي واتبع الشهوات وأجرم في حق نفسه وهو يظن أنه يكرمهم ويمتعها وزنه لاشى عند الله : (قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَهُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِم وَلِقَائِهِ فَحَبِطَت أَعمَالُهُم فَلَا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَزنًا) سورة الكهف 103: 105... ماذا سيقول هؤلاء عندما يكون هناك مشهد عظيم رصده ربنا بالتفصيل في سورة الكهف. فتعالوا نطلع على المشهد الرهيب الشديد: (وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظلِمُ رَبٌّكَ أَحَدً) سورة الكهف 49.
أخي... أختي... اجعل النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - نصب عينيك وضعه دائما عن يمينك في سيرك وتصرفاتك وعامل الناس كما كان يعامل... واطلع على كتب السيرة وانهل منها... وجاهد نفسك لتسير على خطه وخلقه ومطبق لسنته في أقواله و أفعاله عاملاً بمنهجه و اقرأ القرآن الكريم و كأنه أنزل عليك فأعمل بما فيه لأن رسولنا كأن قرآن يمشي على الأرض... وكان خلقه القرآن الكريم... فهيا بناء ننهل من النبع الصافي القرآن والسنة... ونضع النبي على يميننا مرافق لنا في حياتنا ومقياس لأي تصرف نود أن نعمله... ومع إيماننا العميق والكبير أن الله بعلمه ورحمته يحيط بنا... ستتغير أحوالنا... وستنظر للحياة بنظرة جديدة لا تنسينا أحداثها أننا نزرع فيها ما سنحصدها في الآخرة... وإن كل تعب يهون مادام الهدف سام والحفيظ لا تأخذه سنة ولا نوم... والرفيق هو محمد - عليه أفضل الصلاة و السلام -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد