قيام أبي الصهباء صلة بن أشيم العدوي


بسم الله الرحمن الرحيم

 

أحد العباد الأتقياء والزهاد العلماء.

هو درة من درر التابعين وعابد صادق من الصالحين، ملأ ليله بالصلاة ونهاره بالجهاد حتى لقي ربه غاز في سبيل الله وهو يقاتل الترك في سجستان

ويروى أنه لما أهديت إليه زوجته معاذة العدوية، أدخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيت العروس، وكان بيتا مطيبا، فقام صلة يصلي وقامت زرجته تصلي معه، فلم يزالا يصليان حتى برق الصبح

لم يدع صلة بن أشيم صلاته ولا عبادته حتى في هذه الليلة التي كثيرا ما يغفل فيها الغفلون.

وهذه هي شهادة زوجته عليه، تقول عنه زوجته معاذة العدوية العابدة العالمة: كان أبو الصهباء يصلى حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلا زاحفاً

هذه لذته في الطاعة فكيف اجتنابه للمعصية؟!

هذا العابد التقى لما حضر قتال الترك بسجستان قال لابنه وكان معه: ارجع إلى أمك، فقال يا أبة، تريد الخير لنفسك وتأمرني بالرجوع؟ فتقدم بين يديه، فقاتل حتى قتل، ثم قاتل صلة حتى قتل - رحمه الله -، فاجتمعت النساء عند معاذة فقالت لهم: مرحباً إن كنتن جئتن لتهنئنني وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.

رحم الله أهل هذا البيت الصالح ورضي عنهم

طوبى لقلوب ملأتها خشيتك، واستولت عليها محبتك، فمحبتك مانعة لها من كل لذة غير مناجاتك، والاجتهاد في خدمتك، وخشيتك قاطعة لها عن كل معصية خوفاً لحلول سخطك ووقوع غضبك

بكى الباكون للرحمن ليــلاً وباتوا دمعهم لا يسأمونا

بقاع الأرض من شوق إليهم  تحنٌّ متى عليها يسجدونا

ما أحوج الأمة اليوم لهؤلاء الصالحين الذين يعرفون الله - تعالى - ويعرفون طريق النجاة في زمان الفتن، نسأل الله العفو والعافية وحسن الختام، ورحم الله صلة بن أشيم وأحسن إليه. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply