هموم وغموم .. أيها تعتريك ( 6 )


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ومن الهموم التي تشغل المسلم:

رابعا: هم البريء بسبب التهمة الباطلة، وقد نالت زوجة رسولنا الكريم عائشة - رضي الله عنها - من هذا الهم نصيبا وافرا فعندما رماها المنافقون في غزوة المريسيع بما رموها به من الفاحشة، وكانت مريضة علمت بالخبر من إحدى نساء بيتها فازداد مرضها، وركبها الهم، قَالَت فَقُلتُ سُبحَانَ اللَّهِ أَوَلَقَد تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا قَالَت فَبَكَيتُ تِلكَ اللَّيلَةَ حَتَّى أَصبَحتُ لا يَرقَأُ لِي دَمعٌ وَلا أَكتَحِلُ بِنَومٍ, حَتَّى أَصبَحتُ أَبكِي.. ثم قَالَت: فَبَكَيتُ يَومِي ذَلِكَ لا يَرقَأُ لِي دَمعٌ وَلا أَكتَحِلُ بِنَومٍ, قَالَت فَأَصبَحَ أَبَوَايَ عِندِي وَقَد بَكَيتُ لَيلَتَينِ وَيَومًا لا أَكتَحِلُ بِنَومٍ, وَلا يَرقَأُ لِي دَمعٌ يَظُنَّانِ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي قَالَت فَبَينَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِندِي وَأَنَا أَبكِي فَاستَأذَنَت عَلَيَّ امرَأَةٌ مِنَ الأَنصَارِ فَأَذِنتُ لَهَا فَجَلَسَت تَبكِي مَعِي قَالَت فَبَينَا نَحنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ قَالَت وَلَم يَجلِس عِندِي مُنذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبلَهَا وَقَد لَبِثَ شَهرًا لا يُوحَى إِلَيهِ فِي شَأنِي قَالَت فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَد بَلَغَنِي عَنكِ كَذَا وَكَذَا فَإِن كُنتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِن كُنتِ أَلمَمتِ بِذَنبٍ, فَاستَغفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيهِ فَإِنَّ العَبدَ إِذَا اعتَرَفَ بِذَنبِهِ ثُمَّ تَابَ إِلَى اللَّهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيهِ قَالَت فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمعِي حَتَّى مَا أُحِسٌّ مِنهُ قَطرَةً فَقُلتُ لأَبِي أَجِب رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا قَالَ قَالَ وَاللَّهِ مَا أَدرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلتُ لأُمِّي أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَت مَا أَدرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَت فَقُلتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقرَأُ كَثِيرًا مِنَ القُرآنِ إِنِّي وَاللَّهِ لَقَد عَلِمتُ لَقَد سَمِعتُم هَذَا الحَدِيثَ حَتَّى استَقَرَّ فِي أَنفُسِكُم وَصَدَّقتُم بِهِ فَلَئِن قُلتُ لَكُم إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنِ اعتَرَفتُ لَكُم بِأَمرٍ, وَاللَّهُ يَعلَمُ أَنِّي مِنهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لَكُم مَثَلاً إِلا قَولَ أَبِي يُوسُفَ قَالَ \"فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُستَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ \" قَالَت ثُمَّ تَحَوَّلتُ فَاضطَجَعتُ عَلَى فِرَاشِي قَالَت وَأَنَا حِينَئِذٍ, أَعلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي وَلَكِن وَاللَّهِ مَا كُنتُ أَظُنٌّ أَنَّ اللَّهَ مُنزِلٌ فِي شَأنِي وَحيًا يُتلَى وَلَشَأنِي فِي نَفسِي كَانَ أَحقَرَ مِن أَن يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمرٍ, يُتلَى وَلَكِن كُنتُ أَرجُو أَن يَرَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّومِ رُؤيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا قَالَت فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا خَرَجَ أَحَدٌ مِن أَهلِ البَيتِ حَتَّى أُنزِلَ عَلَيهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنهُ مِثلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ وَهُوَ فِي يَومٍ, شَاتٍ, مِن ثِقَلِ القَولِ الَّذِي يُنزَلُ عَلَيهِ قَالَت فَلَمَّا سُرِّيَ عَن رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُرِّيَ عَنهُ وَهُوَ يَضحَكُ فَكَانَت أَوَّلُ كَلِمَةٍ, تَكَلَّمَ بِهَا يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ - عز وجل - فَقَد بَرَّأَكِ فَقَالَت أُمِّي قُومِي إِلَيهِ قَالَت فَقُلتُ لا وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيهِ وَلا أَحمَدُ إِلا اللَّهَ - عز وجل - فَأَنزَلَ اللَّهُ - عز وجل - \"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم لا تَحسِبُوهُ\" العَشرَ الآيـَاتِ كُلَّهَا\" [رواه البخاري الفتح رقم 2661] وكذلك قصة المرأة التي اتٌّهمت ظلماً وروت قصتها عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَت: أَسلَمَتِ امرَأَةٌ سَودَاءُ لِبَعضِ العَرَبِ وَكَانَ لَهَا حِفشٌ فِي المَسجِدِ قَالَت فَكَانَت تَأتِينَا فَتَحَدَّثُ عِندَنَا فَإِذَا فَرَغَت مِن حَدِيثِهَا قَالَت وَيَومُ الوِشَاحِ مِن تَعَاجِيبِ رَبِّنَا أَلا إِنَّهُ مِن بَلدَةِ الكُفرِ أَنجَانِي فَلَمَّا أَكثَرَت قَالَت لَهَا عَائِشَةُ وَمَا يَومُ الوِشَاحِ قَالَت خَرَجَت جُوَيرِيَةٌ لِبَعضِ أَهلِي وَعَلَيهَا وِشَاحٌ مِن أَدَمٍ, فَسَقَطَ مِنهَا فَانحَطَّت عَلَيهِ الحُدَيَّا وَهِيَ تَحسِبُهُ لَحمًا فَأَخَذَتهُ فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَ مِن أَمرِي أَنَّهُم طَلَبُوا فِي قُبُلِي فَبَينَاهُم حَولِي وَأَنَا فِي كَربِي إِذ أَقبَلَتِ الحُدَيَّا حَتَّى وَازَت بِرُءُوسِنَا ثُمَّ أَلقَتهُ فَأَخَذُوهُ فَقُلتُ لَهُم هَذَا الَّذِي اتَّهَمتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنهُ بَرِيئَةٌ [رواه البخاري الفتح 3835}.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply