بسم الله الرحمن الرحيم
إليك أختي الحبيبة... إليك أيتها الغالية كلمات من القلب إلى القلب
علها تجد مكانا.... وسعة.... تلامس هذا القلب العطوف الحنون
أخيتي..
العمر قصير والأوقات محدودة والأنفاس معدودة
قال الله - تعالى -((كل نفس ذائقة الموت))
وقال - سبحانه وتعالى - ((إنك ميت وإنهم ميتون))
أختي الحبيبة هلا تذكرت حالك وأنت على فراش الموت كيف سيكون حالك.... ؟؟؟!!!
هل تأملت هذه اللحظة الأخير ة من عمرك... لا شك بأن أيامك الضائعة ستذكرينها في تلك اللحظة... !!!
ستتمنين بأن يطال في عمرك ولو ساعة أو دقيقة لتعملي صالحا... !! لتسبحي تسبيحة... !! لتصلي ركعة!!
ولكن هيهات.............. هيهات
((حتى إذا جاء أحدكم الموت قال رب ارجعون)) لماذا...!!
لماذا تريدين العودة؟!
((لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون))
((مرت جنازة فسأل أحد السلف صاحبه ماذا كنت تتمنى لو كنت مكانه؟؟ قال أتمنى أن أرجع إلى الدنيا واصلي ركعتين فقال له أنت في الأمنية فاعمل))
فلنتقي الله في أنفسنا ولنعمل صالحا فهذا ذخرنا وزادنا ليوم تشخص فيه الأبصار...
أيتها الغالية الموت شديد وسكراته أشد... هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو خير البشر يعالج سكرات الموت ويقول بأبي هو وأمي (إن للموت لسكرات)
وفي هذه اللحظات يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت
أما العاصي المعرض عن الله.... الله أعلم بحاله
بلى نستطيع الآن أن نقولها مئة مرة.. ومئتين... وأكثر ((لا إله إلا الله))
ولكن عند النزع لا ندري ما نقول ... !!! إذاً هنا الامتحان هنا تثبيت الله للعبد
غاليتي تذكري الموت وكربته.... والقبر ووحشته.... والموقف وغمته فوالله لو تذكرنا الموت في كل لحظة... ما طاب لنا العيش... لا والله
اسمعي أخيتي قصة شاب - كان من العابثين - يحكى عنه أنه حصل له حادث مروع في طريق مكة إلى جدة. قال الراوي الذي حضر المشهد: فلما رأينا منظر السيارة ومشهدها الخارجي، قلت أنا ومن معي من الإخوة: ننزل، فننظر ما حال هذا الإنسان وكيف أصبح، فلما اقتربنا من الرجل وجدناه في النزع الأخير من حياته، ووجدنا مسجل السيارة مفتوحا على أغان غربية باطلة، يقول: فأغلقنا المسجل، ثم نظرنا إلى الرجل وما يعانيه من سكرات الموت، فقلنا: هذه فرصة لعل الله - عز وجل - أن يجعل على أيدينا فلاح هذا الرجل في دنياه وآخرته، فأخذنا نقول له: يا هذا، قل: لا اله إلا الله. أتدري – أخي - بماذا تكلم في آخر رمق في حياته؟!!
ليته ما نطق، لقد قال كلمة رهيبة عظيمة!، لقد سب دين الله رب العالمين، نعوذ بالله من الشقاء والخذلان وسوء الخاتمة.
وهذه قصة رجل يقرأ القرآن يسير بسيارته سيراً عادياً، وتعطلت سيـــــارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة. ترجّل من سيارته لإصـلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة. جاءت سيارة مسرعة وارتطمـــــــــت بـــه من الخلف.. سقط مصاباً إصابات بالغة.
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق: حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر.. متديّن يبدو ذلك من مظهره. عندما حملناه سمعناه يهمهم.. ولعجلتنا لم نميز ما يقـــــــول، ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا.. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ, ندي.. سبحان الله لا تقول هــــــــــذا مصاب.. الدم قد غطى ثيابه.. وتكسرت عظامه.. بل هـــــو على ما يبدو على مشارف الموت. استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ, جميل.. يرتل القــــــــرآن.. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة. أحسست أن رعشة ســـرت في جسدي وبين أضلعي. فجأة سكت ذلك الصوت.. التفــــت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأســه قفزت إلي الخلف.. لمست يده.. قلبه.. أنفاسه. لا شيء فارق الحياة. نظرت إليه طويلاً.. سقطت دمعة من عيني.. أخفيتــــها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطــــــــــلق زمــيلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر. وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجــل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهـم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه. اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنــــــــزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتـــب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيـــــــارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين.. وحتى حلوى الأطفــال لا ينساها ليفرحهم بها.. وكان يرد على من يثنيه عن الســــــــفر ويذكر له طول الطريق.. إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها.. من الغد غص المسجد بالمصلين.. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة.. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلــــى المقبرة.. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة.. استقبل أول أيام الآخرة.. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا *
نسال الله - تعالى -حسن الختام
إنهما ميتتان .... ولكن شتان ما بينهما !
أختي الحبيبة هذه كلمات محبة لك مشفقة عليك تريد لك سعادة الدارين..
فهلا وقفت مع نفسك وقفة محاسبة ورجعت إلى الله منيبة تائبة عابدة
إلى كل مذنب إلى كل عاص ((وكلنا مذنبون خطاءون)) باب التوبة مفتوح فلتشمري ولتجتهدي فما هي إلا أيام
وستلقين ربك ويسألك عن عمرك ومالك ووقتك وعملك.. أما إلى جنة أو إلى نار فأي الطريقين تختارين.... ؟
اللهم أصلح شباب المسلمين ونسائهم.. اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم يا عزيز يا جبار
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد