هلا فكرنا في غربته ووحشته و ظلمته ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تجربه عايشتها

هزت وجداني فلقد عانقت الموت لحظه

أبحرت لبضع ثاوني أو دقائق أو ربما ساعات شعرت بأنها أيام و شهور و أعوام في عالم الموت الرهيب في عالم الوحدة و الوحشة و الغربة.

كثيرة هي الأفكار التي طافت بذهني وقتها و سقيمة كانت اللحظات و باردة كانت الأجواء من حولي.

فكرت في تلك الثواني التي مرت بي في ظلمه القبر في ضيقه و وحشته في وحدتي فيه بلا أنيس في جليس سيكون معي فيه هل هو جليس سوء أم جليس خير في سؤال الملكين هل سأجيب أم سأخيب في كون القبر قطعه من الجنان أو حفره من حفر النيران فأيهما سأجد في قبري.

فكرت في بيتي الذي تركته و عائلتي التي ستنساني سريعا و تكمل مسيره الحياة بدوني

في أصدقاء و أحباء غبت عنهم و اشتقت لهم كثيرا من الآن

في منصب و عمل و كرسي تركته لغيري ليسعد أو يشقي به

في مال جمعته لن استمتع و لا انتفع به

في أولاد أحبهم لن أضمهم لصدري بعد اليوم و لا أري ابتسامتهم و حزنهم و فرحهم

وأيام و أوقات مرت هكذا بلا فائدة

في مواسم للخير ضيعتها و حياه مرت كبضع دقائق لم استغلها

في موقف كان يجب أن افعل الصواب و لم افعل

في مريض لم أزوره و مبتلي لم أدعي له و أعينه

في أولاد علمتهم العلوم كلها و لم أعلمهم كيف يعبدون الله حق العبادة

في جلسات غيبه و نميمة لم يذكر الله فيها

في نظر ربما أطلقته علي ما حرم الله علي

 

فكرت في حقوق ضيعتها و أموال لم استغلها في الخير

في أسري و قتلي و مساكين و مسلمين لم أمد لهم يد العون

و يتيم لم أمسح على رأسه و أكفله من مالي

في شيوخ و نساء و رجال و أطفال عذبوا فماذا فعلت لهم

في مسلم في ضيق و كرب لم أفرج عنه

في أناس أساؤا للدين و هاجموه لم أقف لهم بالمرصاد

في نساء من أهل بيتي تركتهم بلا حجاب و لا حياء

في أولاد تركت لهم المال بلا حكمه و لا دين

في خلوه حرمها الله تهاونت فيها

و أموال أكلتها من حقوق البشر

و شهادة كذبت فيها و أشياء زورت و غششت بها

 

فكرت في كل شيء كان يجب أن أفعله و لم أفعله

و كل شيء فعلته ما صح أن أقوم به

في كل يوم و ساعة و دقيقه و ثانيه من حياتي

كيف قضيتها و كيف ضيعتها أو استغللتها

مر شريط حياتي كاملا أمام عيناي في ثواني ثقيلة

ثم أفقت و الحمد لله أني أفقت

كي أتوب و أرجع نادما متذللا لله

سائلا منه أن يعطيني فرصه أخرى

آه على حياه عشقناها و تعلقنا بها

أنستنا حقيقة الكون و حقيقتنا

لا نريد أن نكون إلا مخلدين فيها

رغم المصاعب و الأمراض و الكوارث و المشاكل!!

فعلي ماذا تعلقنا بها؟؟ أوهام زائفة سعادة وقتية نشوة كذابة

تعلقنا بها كما لو كانت شابه جميله و ما هي في الحقيقة إلا عجوز قبيحة عقيمة

تعلقنا بها كما لو كانت ماسة متالقة و ما هي في الحقيقة إلا قطعه صخره باهته اللون لا قيمه لها

فهل عميت أعيننا عن رؤيتها علي حقيقتها

أخواني هلا تخيلنا أننا سنكون يوما في قبرنا؟

و سنوقف يوما أمام ربنا؟

فهلا عايشنا التجربة في خيالنا

و أعدنا الحسابات في كل شيء

و في هذا فليعتبر المعتبرون .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply