بسم الله الرحمن الرحيم
(ويل للعرب من شر قد اقترب):
كما أعم بالتعزية جميع أفراد مجتمعنا لأنهم لم يبذلوا فببالغ الحزن والأسى نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى مجتمعنا فيما نزل به من فرح الأعداء وشماتة الحساد وغيظ الأصدقاء..وأخص بالتعزية كل من شارك بقليل أو كثير في سقوط ابننا المضلل المشارك في برنامج (ستار أكاديمي) وخسارته المخجلة التي يسمونها فوزا كذبا وبهتان.
إنكار ذلك المنكر الشنيع والجرم الفظيع قدر استطاعتهم ولا مده ولا نصيفة وكأن الإسلام لا يهمهم وكأن حدود الله ومحارمه لا تعنيهم وكأن إفساد مجتمعهم وبناتهم وأولادهم بشكل صريح قبيح ومنظم ومكشوف أخبار درجات الحرارة بل كأنه عين ما يتمنونه وينتظرونه بفارغ الصبر ويستقبلون أهله استقبال الفاتحين..
كما أحذرهم جميعا مذكرا لكل واحد منهم بقدر موقعه ومسؤوليته أن الله يغار وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم الله عليه، بل الله أشد غيرة من كل أحد وأنه: {.. لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} [الأعراف: 99]. {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار (28)} [إبراهيم: 28]
وأنه - جل وعلا - قد أرانا من آياته - كما وعد - آية عظيمة مخيفة مفزعة قدرها أكثر من مئتي ألف قتيل، ونصف مليون مفقود، وخمسة ملايين مشرد، ومليارات الدولارات، وإحدى عشرة دولة متضررة من إندونيسيا إلى الصومال كل ذلك في زمن قياسي جدا لا يتجاوز نصف ساعة بل لا يبلغه وأقول لكل واحد منهم بلغة المشفق الباكي الحزين: {يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} [غافر: 29].
{يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب (30) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد (31) ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد (32) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد} [غافر: 30 - 33]
وأقول لهم أنتم العرب فتذكروا قول نبيكم- صلى الله عليه وسلم - -إن كنتم به مؤمنين وله طائعين -: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلق بأصبعه الإبهام والسبابة قالت زينب بنت جحش أم المؤمنين - رضي الله عنها -: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: (نعم إذا كثر الخبث).
وهل حال أكثر خبثا من أن ننفق أموالنا وأوقاتنا ونسخر طاقاتنا وقدراتنا ليكون واحد من أبنائنا هو المتقدم في أقبح البرامج وأشنعها خبثا وفسادا وإفسادا وفي الوقت نفسه يجمع الفتات لحلقات القرآن بالريال والريالين وفينا من يصيح بأعلى صوته لإغلاقها والتحذير منها ومن أهلها.. أنحن بهذا أقرب إلى نصر الله وتأييده وزيادة نعمه علينا؟!
أم نحن به أقرب إلى مقت الله وغضبه وزوال نعمه وحلول نقمه؟!
أجيبوني بالله عليكم؟! ثم أي جريمة أعظم من هذه الجريمة، والله - تعالى- يقول: { ألم نهلك الأولين (16) ثم نتبعهم الآخرين (17) كذلك نفعل بالمجرمين} [المرسلات: 16 - 18] ومن كذب وعاند وقال كاذبا هذا ليس إجراما ولسنا مجرمين أو كذب أنه سيقع ذلك بالمجرمين قلنا له أكمل الآيات: {ويل يومئذ للمكذبين} [المرسلات: 19].
إخواني وأحبابي جميع أفراد مجتمعي الحبيب: أقسم لكم بالذي أمدكم بما تعلمون أن هذا وما إليه أخطر على أمننا واستقرارنا ووحدتنا وتلاحمنا من كل شيء وأتحدى كل من له عقل ودين أن يكذبني مهما كان مجاملا أو جبانا أو نفعيا ومن كذب فليباهل عند الحجر الأسود والذي أمنكم واستقراركم بيده إن هذا وما إليه أخطر عليكم من كل شيء ولنتذكر: (من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني).
{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون (65)} [الأنعام: 65]، أما أنت يا هشام فالغضب عليك كغضب الزوجات إذا راعها زوجها بضرة فهي تغضب على ضرتها ولا تغضب على زوجها الفاعل الحقيقي بل تزداد له حبا وبه تعلقا والرجال لا تغضب غضب الزوجات على ضراتهن وأنت أحق بالشفقة منك بالغضب لأنك آلة للجريمة فقط لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فغيرك أولى منك بالمقت والنكير على ما تستحق من مقت ونكير.. ونحن والله نخاف عليك وعلى غيرك وعلى أنفسنا من سنن الله - تعالى -، فإنه لا تبديل لها ولا تحويل، ولا نرى حالنا هذه معك إلا مقدمات تلك السنن.
حمى الله بلادنا من كل شر، ودرأ عنها كل سوء، وأيقظنا من وسن الغفلة، وبصرنا بالطريق القويم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد