بسم الله الرحمن الرحيم
علاقتك بالله هي التي تعطيك القوة العظيمة، والطاقة الهائلة في الحياة هذا ما يجب أن تعرفه أيها الإنسان المسلم الذي تحمل بين جنبيك كنوز إيمانك برب العالمين، وهذا ما يجب أن تضعه نصب عينيك وأنت ترى هذه الفتن العظام التي تشتعل نيرانها في عالمنا المعاصر، وهذا ما يجب أن تجعله ميداناً لعملك الصالح في هذه الحياة، وسعيك الراشد فيها.
إن العلاقة بالله - عز وجل - طاعة وإذعاناً، وعبادة ويقيناً، وابتهالاً ودعاء، هي التي تكوِّن الإنسان المسلم القوي، الفاعل، المحسن، الشجاع الذي لا يرضى بالدنيَّة، ولا يتأثَّر بالأهواء الشيطانية، ولا ينحدر إلى خنادق العنصرية والعصبية، الإنسان المسلم الذي لا يلطِّخ يده بحقوق الأبرياء ودمائهم، ولا يدنس لسانه باغتيابهم وشتمهم والإساءة إليهم.
علاقتك بالله هي التي تجعلك إنساناً راقياً روحاً وبدناً، عقلاً وشعوراً، تجعلك إنساناً بصيراً بالأمور، عارفاً بأبعادها، مدركاً لمراميها، لأن العلاقة بالله تنير البصيرة، وتفتح نوافذ الفكر السليم، والعقل السديد، وتعصم نفس صاحبها من الانسياق وراء الشبهات المظلمة، والشهوات المعتمة.
أما ما يدَّعيه بعض الذين شرقوا بأفكارهم وغرَّبوا، وأسهبوا في الترويج للباطل وأطنبوا، فهو من نتائج ضعف العلاقة الصحيحة السديدة بالله - عز وجل -، ذلك لأن من يرى أن سبب الفتن، والإرهاب إنما هو التدين، والالتزام بأهداب الشرع، وما يتعلق بذلك من الكتب والخطب والبرامج والمواعظ والأشرطة إنما دفعه إلى هذه الرؤية وهمه، وشبهة مسيطرة على عقله، وغفلة عن الحق الواضح تحول بينه وبين الرأي السديد، والحكم الرشيد.
العلاقة الوثيقة بالله شأن الصالحين المصلحين، الذين يعدلون في أحكامهم، ويتزنون في طرح آرائهم، ولا يستسلمون لأوهام أهل الباطل وتضليلهم وإرجافهم، وينظرون إلى الأشياء بالمنظار الصحيح الذي يرون به الحق حقاً، والباطل باطلاً، مهما أرجف المرجفون، وضلل المضللون.
العلاقة الوثيقة بالله تمنحك - أيها الإنسان المسلم - اطمئناناً في القلب، وصفاء في الرؤية، وحكمة وصواباً، وعدلاً في الأحكام التي تطلقها انطلاقاً من أمر الدين الإسلامي بالعدل في كل الحالات.
العلاقة الوثيقة بالله نور يضيء الطريق، وغصن وارف يظلل السائرين في هجيرة الأوهام، وقيظ الانحراف، وهي التي تجعل الإنسان على صلة بربه عبادة ودعاء، والدعاء هو العبادة كما ورد في الحديث.
الدعاء الذي ينقل الإنسان من أوحال الحياة الدنيا اللاهية إلى قمم الحق والخير والهدى، والنجاة في الدنيا والآخرة.
كن على علاقة وثيقة لا تنقطع بربك تكن من الراشدين.
ولا تكن كالريشة في مهب الريح ترمي بها أنى شاءت وهي لا تشعر.
في الحديث: سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج.
تسقط كل علاقات الدنيا الزائفة، وتبقى العلاقة بالله الأوثق والأبقى.
إشارة:
نلوذ بمن أرانا الحق حقاً *** ومَن بظِلال رحمته احتوانا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد