بسم الله الرحمن الرحيم
قال ذلك زين القرآن محمد بن واسع: الذنب على الذنب يميت القلب.
ولهذا لما قيل لسعيد بن المسبب: إن عبد الملك بن مروان قال: قد صرت لا أفرح بالحسنة أعملها، ولا أحزن على السيئة أرتكبها. قال: الآن موت قلبه.
وليست هذه علامة موت القلب الوحيدة، بل إن هناك علامات أخرى منها:
• الفرح بالذنب والمجاهرة به.
• البشاشة للقاء أهل المعاصي.
• الانقباض لرؤية أهل الطاعة.
• الإصرار على الذنب دون التعجيل بالتوبة.
• عدم الحزن على فوات الطاعة.
• عدم إنكار المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب.
أخي العاصي ... ما زلت أناديك وأقول:
ونبه فؤادك من نومه *** فإن الموفق من ينتبه
وإن كنت لم أنتبه بالذي وعظت به فانتبه أنت به يسير الذنب يقتل!!!
قال ابن الجوزي: لا تحتقر يسير الذنب، فإن العشب الضعيف يفتل منه الحبل القوي فيختنق به الجمل السمين.
هوان حق الله على العبد:
لأن الذنب يجرئ العبد على حدود الله، فيألف قلبه العصيان وانتهاك محارم الله، خاصة إذا انمحت من ذاكرته مترادفات كلمة (توبة).
ولذلك لما نظر أنس بن مالك إلى جيل التابعين قال: إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات.
وإنما كانت كذلك، في أعينهم- لأن إيمانهم جلى الغشاوة عن بصيرتهم فعلموا قدر الله وعظمته، فانطلق أحدهم ينصحك: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
بل كان حذيفة بن اليمان يقول: إن الكلمة كان الرجل في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحسب بها من المنافقين، أسمعها اليوم في المجلس الواحد أربع مرات.
منافق أنت أم مؤمن؟!
قال عبدالله بن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال له هكذا، فطار.
هذا هو ميزان ابن مسعود الذي أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بإتباعه، وقال: ما حدثكم به ابن مسعود فصدقوه. [صحيح].
ونحن نصدق ما أمرنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصدقه ونسألك: كيف ترى ذنبك؟ هل تراه في أصل جبل يوشك أن يقع عليك؟ أم تراه كذباب تهشه من على أنفك؟.
واجه نفسك، فإليك أوجه الخطاب، وأشير بإصبع العتاب.
أخي العاصي.. أنت الذي بيدك أن تنجو أو تهلك، كلما عظم الذنب في قلبك صغر عند الله.. وكلما هان عليك عظم عند الله، فعظم الله في قلبك يعظم عليك ذنبك لتثبت بذلك أنك مؤمن، وإلا.. كتبت اسمك بنفسك في سجل المنافقين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد