كيف تعيش ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تيأس..! فاليأس كفر بنعمة الله..ولا تغضب.. ! فالغضب وأد لفضائل النفس.. ولا تحقد.. ! فالحقد تشويه لجمال الحياة.. ولا تحزن.. ! فالحزن إتلاف لأعصاب الجسم والروح.. ولا تك أنانياً.. ! فالدنيا أجمل فضائل الإنسان..

 افتح قلبك لأجمل ما في الحياة من مباهج.. وأغمض عينيك عن أقبح ما فيها من مساوئº تكن سعيداً في الأرض وفي السماء.. ! فمن أطاع ربه، وبر والديه، ووصل رحمه، وأعان إخوانه وأكرم صحبه، ونفع سائر الناس وُهِبت له العَظَمة.. !

 الحياة هي الفرصة الوحيدة للتزود بالعمل النافعº فليس فيها متسع للّهو والعبث.. فلا تُخدع بتهافت الجماهير على الباطل! فإذا استطعت أن تهدي واحداً فقد أنقصت من عدد الهالكين.. ! وضياع الحق بثلاث \"شهوة الجاه والشهرة، وشهوة المال والمنفعة، وشهوة اللذة والمتعة\".

ومن لم يكن لديه دين يردعه عن الكذب، فلن يَقُلِ الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى.. ! ومن سَمَت نفسه عن مطامع الدنيا وشهواتها، وجد الحق حُلواً عذب المذاق من حيث يجده غيره مراً.. ! وتذكَّر أن أكثر المشاكل والخصومات بين الناس إنما هي من صنع أهوائهم وأطماعهمº فوراء كل خصومه شيطان يضحك.. ! ولذلك عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثراً جميلاً.. وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وكمستغنٍ, يُحسن إليهم، وكمسؤول يدافع عنهم، وكطبيب يشفق عليهم..

 تسامح في حق نفسك، وتشدَّد في حق أمتكº تكُ عند الله عبداً كريماً.. وفي المجتمع مواطناً مستقيماً.. فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.. ومن توكل على الله، وبذل الأسباب قادته إرادة الله إلى كل خير، وأبعدته عن كل أذى.. ومن الخير لك أن تلوذ بالقضاء والقدر كلما أعيتك الحيلة في الخلاص مما تكره، فحركات الأفلاك لا توقفها زفرات المحزونين.. !

ثمرة الإيمان، العمل.. وثمرة الحب، الخضوع.. وثمرة الأخوة، التراحم.. وثمرة الإخلاص، الاستقامة.. وثمرة الزهد، الكرم.. وثمرة اليقين، التسليم.. ومن جدَّ في بذل المعروف، كوفئ بمحبة الله والناس له.. ومن جدَّ في معالي الأمور، كوفئ بالخلود الأخروي.. ومن جدَّ في خدمة الناس كوفئ بالزعامة.. !