وللحقيقة فقط ( 5 )


بسم الله الرحمن الرحيم

ومن سنن الله في إهلاك هذه الدولة..

رابعا: الظلم.

لا يختلف اثنان على الحجم الهائل للظلم الذي أوقعته أمريكا على الدول والشعوب والأفراد، فهي إضافة إلى الظلم الذي تمارسه من خلال تدخلاتها وضغوطها السياسية فإنها تضيف إلى ذلك استعمال قواها العسكرية.

إن ذكر مسلسل الظلم الأمريكي للبشرية يمتد عبر قرون وذلك منذ إنشائها، ولعلي أقف على ذكر شيء بسيط من ظلمها للشعوب والدول والأفراد عبر التسلسل الزمني.

1) أولا: الهنود الحمر التدمير أسهل من التنصير وأقصد بهم السكان الأصليين، فقد اتخذت معهم هذه الدولة عدة وسائل منها:

أولا: في عام 1664 م صدر كتاب بعنوان [العملاق] للكاتب [يورد جاك] جاء فيه \" إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم، فهم همج برابرة عراة وهذا يجعل تمدينهم صعبا، إن النصر عليهم أسهل، أما تمدينهم فسوف يأخذ وقتا طويلا، وأما الإبادة فستختصر هذا الوقت ووسائل تحقيق الانتصار عليهم كثيرة: بالقوة، بالمفاجأة، بالتجويع، بحروق المحاصيل، بتدمير القوارب والبيوت، بتمزيق شباك الصيد، وفي المرحلة الأخيرة: المطاردة بالجياد السريعة والكلاب المدربة التي تخيفهم لأنها تنهش أجسادهم العارية \"

ثانيا: في عام 1730م، أصدرت الجمعية التشريعية (البرلمان) لمن يسمون أنفسهم [بالبروتستانت الأطهار] أصدرت تشريعا يقنن عملية الإبادة لمن تبقّى من الهنود بتقدير مكافأة مقدارها 40 جنيها مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر و40 جنيها مقابل أسر واحد منهم، وبعد 15سنة ارتفعت المكافأة لتصل إلى 100 جنيها، وبعد 20 سنة أصدرت قرارات منها: فروة رأس ذكر عمره 12 سنة فما فوق يساوي: 100 جنيه، أسير من الرجال يساوي 105 جنيه، أسيرة من النساء أو طفل يساوي: 55 جنيها، فروة رأس امرأة أو طفل يساوي: 50 جنيها.

ثالثا: في عام 1763م، أمر القائد الأمريكي البريطاني الأصل (جفري آهرست) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري في أماكن تجمعات الهنود الحمر، لنقل مرض الجدري إليهم بهدف نشر المرض بينهم، مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت مئات الآلاف منهم، وبعد عقود قليلة انتهى موت السكان الأصليين في القارة الأمريكية إلى ما يشبه الفناء بعد الإبادة المنظمة لهم على أيدي المبشرين بالمحبة والسلام للبشرية جمعا.

 

2) ثانيا: بالرغم من أن الحرب العالمية الثانية أفقدت العالم ما لا يقل عن خمسين مليونا من البشر فإن خسارة الأمريكيين وحدهم خمسة آلاف جندي فقط، بعد الهجمات اليابانية بطائرات [الكاميكازا] على ميناء [هاربر] الأمريكي عام 1945 م، مما أفقدت الأمريكيين عقولهم، فلأول مرة يخسر الشعب الأمريكي هذا الكم الهائل من الدماء في معركة واحدة، فكان لا بد أن يكون الرد حقدا يصب على رؤوس اليابانيين المدنيين منهم قبل العسكريين، فمقابل موت خمسة آلاف جندي أمريكي أمر القائد الجنرال (جورج مارشال) رئيس الأركان الأمريكي آنذاك بتنفيذ عمليات قصف تدمير واسعة النطاق للمدن اليابانية الكثيفة السكان، فتم إطلاق (334) طائرة أمريكية لإلقاء القانبل الحارقة لتدمير ما مساحته 16 ميلا مربعا، وقتل في ساعات قليلة 100 ألف شخص، وتشرد مليونين من السكان اليابانيين، في عمليات جحيم شملت طوكيو العاصمة و64 مدينة يابانية أخرى، ثم ختم ذلك المشهد الدموي بمشهد آخر أكثر دموية لم يكن للبشرية به عهد قبل مجيء العهد الأمريكي فقد أقدم الأمريكيون في استعمال أسلحة الدمار الشامل، وقد كانوا أسبق البشر لاستعماله عندما أسقطوا قنبلتين نوويتين فوق مدينتي [هيروشيما وناجازاكي] حصدت في أقل من دقيقية ما يقارب 160 ألف ياباني من المدنيين والعسكريين.

 

3) ثالثا: بعد انتهاء الحرب الثانية وقعت أزمة بين أمريكا وكوريا الشمالية بسبب خوف الأمريكيين من انتشار النفوذ السوفييتي في جنوب شرق آسيا، فتدخل الأمريكيون في تلك الأزمة وعزلوا الحكومة الشعبية في كوريا وأوغروا البلاد في حروب طاحنة أشاعت نارا ودمارا وخربا يقول الكاتب [ناعوم تشومسكي] واصفا نتائج تلك الحرب \" أشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها 100 ألف قتيل، وفي إقليم واحد صغير سقط ما يقارب 30 ألف إلى 40 ألف قتيل \".

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply