بسم الله الرحمن الرحيم
التلازم بين ظاهر المسلم وباطنه أمر جاءت به الشريعة، ولكنه خف عند بعض المسلمين بل عند بعض خاصتهم، فمن أسباب ذلك:
غفلة المسلمين عن ما خلقوا له وانشغالهم بمتاع الدنيا الزائل مما شغل عليهم تفكيرهم فتجد أن همَّ الأغلب من الناس كيف يعيش سعيداً في هذه الحياة ويحسب أن السعادة تكون بتوفر المأكل الهنيء، والمسكن الرحب الفسيح، والمركب الفخم المريح، والملبس الأنيق، وسائر المتع الزائلة، والكماليات التي تأخذ عليه وقته، ويقضي بها جل حياته.
ومن الأسباب أيضاً -: ضعف العلاقة مع الله بمداومة ذكره - عز وجل - فالذكر غذاء القلوب، وبدونه تكون الروح خواء.
ومنها ضعف جانب الإخلاص، وقلة نوافل العبادات من صيام وصلاة وصدقة وتلاوة لكتاب الله وغيرها - مع الغفلة عن الهدف من إيجاد العباد وهو عبادة الله.
ولو اتقى الله حق تقواه، وتذكر الموت والقبر والجنة والنار، وما أعده الله لأوليائه من كرامة، وما أعده لأعدائه من عذاب ونكال، وتذكر مآل المنافقين والوعيد الشديد - ما خالف ظاهره باطنه ولما وقع في هذا التناقض.
والمطلوب من المسلم أن يوازن بين أمور الدين والدنيا والآخرة فلا يطغى جانب على جانبº ليعيش سعيداً في دنياه بإيمانه بالله، ويفوز يوم يلقى ربه جزاء إيمانه بالغيب وخوفه من ربه وتقواه.
أسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا الثبات على دينه، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا.
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد