هل تريد معرفة صورة الجنِّ ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي خلق الجن والإنس لعبادته، وأرسل إليهم الرسول ـ محمد - صلى الله عليه وسلم - ـ بدينه وشريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فلا شك أن أغلب الناس يتمنون معرفة صورة الجن، كيف خلقوا؟ وما صورتهم؟ وما شكل أبدانهم؟ وكيف يتحركون؟ ويتكلمون؟ وغير ذلك مما هو مجهول عند الناس، لأن الجن يبصروننا من حيث لا نراهم، وأكبر دليل على حرص الناس على تلك المعرفة، وجودك في هذا المكان، وقراءتك لهذا العنوان!

ولا بأس عليك، فهذا قاسم مشترك بين الكثير من الناس، وإليك ما وعدتك به، مما وقع مع أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أحد الجن، فقد رآه بعينه، وتكلم معه بلسانه، وثمة فائدة مهمة في الحديث لن أخبرك بها الآن، فأنت في شوق للقصة، ولن أحول بينك وبينها..فها هي:

فعن ابن أُبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ أن أباه أخبره: أنه كانَ لهم جَرينٌ ـ وهو موضع تجفيف التمر وغيره ـ فيه تمر، وكان مما يتعاهده، فيجده ينقصُ، فحَرَسهُ ذات ليليةº فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم، قال: فسلّمتُ، فردَّ السلام، فقلت: ما أنت، جنّ أم إنس؟! قال: جن، فقلت: ناولني يدَكَº فإذا يدُ كلبٍ, وشعرُ كلبٍ,، فقلت: هكذا خلق الجن؟ فقال: لقد علمت الجنّ أنَّهُ ما فيهم من هو أشدٌّ مني، فقلتُ: ما يحملك على ما صنعت؟ فقال: بلغني أنَّك تحبٌّ الصدقة، فأحببتُ أن أُصيبَ من طعامك، قلت: ما الذي يُحرِزنا منكم؟ فقال: هذه الآيةُº آيةُ الكرسي، قال: فتركته، وغدا أبي إلى رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ فأخبره! فقال رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم -: \" صدق الخبيث \" (السلسلة الصحيحة (3245) وصحيح موارد الظمآن (2/169) (1440).)

وفي رواية، قال له: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: [الله لا إله إلا هو الحي القيوم] من قالها حين يُمسيº أُجير منا حتى يُصبحَ، ومن قالها حين يُصبحُ أُجيرَ منا حتى يُمسي. (رواه النسائي والطبراني بسند صحيح)

ولا يخفاك ـ رزقك الله هداك ـ أن الجن يتصورون في أشكال مختلفة وصور متباينة كصورة الكلاب أو القطط السوداء أو الحيات والعقارب أو غيرها من الهيئات الغريبة التي لا يمكننا رؤيتها على حقيقتها، وليس ذلك ـ في الحقيقة ـ ما يهمنا من هذه القضية، وإنما المهم الذي لا بُدَّ أن نخرج به منهاº تلك الثمرة العظيمة لتلك الآية الكريمة من كتاب الله - تعالى -، وهي آية الكرسي [رقم من سورة البقرة] فإنها أعظم آية في كتاب الله، فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت: يا رسول الله! فأيّما أُنزل عليك أعظم؟ قال: \" آية الكرسي \". (رواه مسلم في صحيحه. )

وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في قصته مع الشيطان الذي تفلت ثلاث ليال على مال الصدقة، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"... إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، من أوَّلها حتى تختم الآية [الله لا إله إلا هو الحي القيوم]، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربُك الشيطان حتى تُصبح \" (رواه البخاري في صحيحه وغيره كأبي خزيمة) .

ومن قرأ بآية الكرسي دبر الصلوات المفروضة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، فلا يفوت عليك هذا الفضل، واستعذ بالله من شياطين الجن والإنس، فإن بعض شياطين الإنس أعظم فتنة من شياطين الجن، فإلى الله المفزع، وفيه المطمع، أن يجيرنا منهم جميعاً، ومن توهيمهم ووسوستهم وتلبيسهم وتدليسهم وسوئهم، والله على كل شيء قدير!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply