ضحايا بلا دماء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صيحة من \"يسري صابر فنجر \" إلى إخوانه الشباب الغارقين في الملذات والمغريات.

 

ضحيتي ليست ككل الضحايا، وأسيري ليس ككل الأسرى، وأسلحة الدمار الشامل ليست ككل الأسلحة، وجيوشي فنانين وفنانات، ممثلين وممثلات، ليست لي بيوت دعارة فالإعلام في كل بيت، وليس لي مصنع أسلحة فالقنوات الإباحية على كل سطح، وليس لدي مواد كيماوية فالمواقع الجنسية في كل جهاز، وتأثيري فظيع، ونتائجي مائة بالمائة، فكم من شاب دمر وقته في مطالعتي، وكم من شيخ دمر عمره أمامي، وكم من امرأة دمرت مستقبلها ووقعت تحت تأثيري، وكم من أسرة هدمت، وكم من المحارم انتهكت، وكم من أسير لشهوته قضاها في الحرام بأسلوبي.

مجالات حبهم سائدة، وأعلامهم على البيوت مرتفعة، استباحوا حصوننا من الداخل فهدموها، وعلى المعاصي أقاموها، وعلى (الإباحية) أسسوها.

مواقع إباحية دش، فيديو، ديسكو، معاكسات، تفحيط، مباريات، هَمّ بعض شبابنا …

سفور، مزيد من الحريات، الجري وراء الموضة، الخروج للأسواق، القصص والحكايات الغرامية، هَمّ بعض نسائنا...

ثم يأتي شاب ويشتكي من ماضيه الفظيع، وفتاة من مستقبلها المدمر، فحال بينهم وبين استقامة حاضرهم، ويأتي شاب أو فتاة ويقول: لا أستطيع ترك النظر إلى المواقع الإباحية والقنوات الفضائية وكلما تركتها عدت إليها!!! ولا أستطيع ترك العادة السيئة!!! بل وأصبحت قضية مطروحة على الملأ تصوير العلاقة بين الرجل وزوجته، أو رؤيتهما (الزوج والزوجة) للأفلام الإباحية أليس هذا عفن مطروح؟!!!

إنها سهام إبليس وأذنابه من أعداء الدين، سهام متعددة، ومتطورة، وتأثيرها ممتد، وثمرتها مستقبلية وقد تعتمد على أشياء هي في نظر البعض تافهة أو ليس تحتها طائل (نظرة) لكنها مسمومة التأثير.

فأين الدعاة والعلماء من تعدد وتطوير آساليب الدعوة لتكون خط الدفاع الأول عن المجتمع المسلم، فتكون ممتدة التأثير حتى ولو كانت ثمرتها مستقبلية، ولا نهمش أي وسيلة دعوية فقد تكون نافعة ورادعة ولنخاطب النفس والروح والجسد.

وأنت يا من ابتليت بشئٍ, من هذه المعاصي كبيرة كانت أو صغيرة  وكلنا ذاك العاصي  ألا تفك الأسر وتخرج إلى حرية الطاعة، وتجاهد نفسك وتصبر وتصابر وترابط مع أهل الطاعة والصدق والخشية لله  - عز وجل -  وتجدد عهدك مع الله بتوبة نصوح قال  - تعالى - : \"يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبٌّكُم أَن يُكَفِّرَ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيُدخِلَكُم جَنَّاتٍ, تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ يَومَ لا يُخزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُم يَسعَى بَينَ أَيدِيهِم وَبِأَيمَانِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتمِم لَنَا نُورَنَا وَاغفِر لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, قَدِيرٌ\" [التحريم: 8] وقال  - سبحانه - : \"قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَو آبَائِهِنَّ أَو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنَائِهِنَّ أَو أَبنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخوَانِهِنَّ أَو بَنِي إِخوَانِهِنَّ أَو بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَو نِسَائِهِنَّ أَو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيرِ أُولِي الأِربَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفلِ الَّذِينَ لَم يَظهَرُوا عَلَى عَورَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيٌّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ\" [النور: 30، 31] ولاحظ معي في هاتين الآيتين أنهما سدت جميع مداخل كشف العورات أخذاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج ثم ختمتا ب \"ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُون\" وب\" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيٌّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ\" وقال - جل شأنه - \"قُل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذٌّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53) فخالف أهل الشهوات فربك يريد أن يتوب عليك قال  - سبحانه -  \"وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيكُم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيلاً عَظِيماً\" [النساء: 27] واترك دواعي النفس والهوى \"أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلمٍ, وَخَتَمَ عَلَى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهدِيهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ\" [الجاثية: 23] واخرج من ذل الشهوة وظلمة المعصية إلى عز التقوى ونور الطاعة، واعلم أنك في جهاد حتى يأتيك الأجل وأنت في عبادة ربك ومولاك \"وَاعبُد رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ\" [الحجر: 99] نسأل الله الصدق في القول، والإخلاص في العمل اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان آمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply