بسم الله الرحمن الرحيم
رحلن..... إلى أرض لا يعبد فيها إلا الله..في سن الفتنة والإغراء هن.. الشهرة والثراء يحاصرهن.. وعرش البطولة شاغر، ينتظر جلوسهن.. والجمع في ترصد وترقب في انتظارهن: لقد تأخرن.. لقد طال تأخرهن.. لم يبق من الوقت شيء.. متى نصورهن؟.. دب اليأس، وبدا الضجر، وحل القلق، وكثر الهمس: لم تأخرن؟!.. لم لا يأتين؟.. أين هن؟!. هذه الفرصة الكبرى، وهذا هو الحظ العظيم، وفي مثله يكون تنافسهن.. – يا سيدي!..أرح قلبك واقطع الأمل، لقد أبين إليك السفر، وطلبن مدينة غير التي تسكن، من هذا العمل كانت توبتهن.. طرقن باب التقي، فأرشدهن: أن يرحلن من أرضك، فهي أرض سوء، يعبد فيها الشيطان، إلى أرض لا يعبد فيها إلا الله... وبذلك أوصاهن.. فاليوم لا يردن إلا الله.. تلك إرادتهن.. - أرض الشيطان؟؟؟.. أيقال هذا عن الفن؟!.. الفن رسالة سامية.. الفن ثقافة عالمية، الفن روعة وجمال.. إنها مؤامرة من شقي، يبتغي الدمار والتطرف والإرهاب.. لم يتبن؟.. ومم؟.. وماذا صنعن؟.. وما جرمنّه؟.. - يا سيدي! إنها توبة من الإغراء، توبة من الأيام النحسة النجسة، هل حقا لا تشعر بما به يشعرن؟!!.. أم تتعامى؟.. أم تخادع؟.. أم تبتغي دسّ رأسك الصغير،!
وجسدك الكبير بادٍ, لكل عين؟!!.. الكل يعرف دخيلة الفن، إن ما فيه يراه السادة المشاهدون في الأفلام وأخواتها، مما يكون بين البطل والبطلة، إنهم يرون ما يكون في غرف النوم، وتحت الفرش، مما لا يكون إلا بين الأزواج، يرونه جهرة.. فهذا حال أهل الفن ((أصحاب الرسالة السامية!!)) في العلن، فهل سيتقون ربهم في السر؟!........ بهت الدعيّ…وعرّت الاعترافات واقع الفن.. -- الممثلة بائسة.. الإغراء لا حدود له.. وعلى قدر التميع والتغنج والجمال.. فالحظوة والشهرة والمال.. كل بائع بضاعته غيره، إلا الممثلة بضاعتها نفسها: جسدها.. تبيعه للأنظار، والثمن على قدر المساحة العارية.. هي مرغوبة حظية، لكن بين سن المراهقة إلى اكتمال الأنوثة.. ثم تذهب الحظوة، لتفوز بها صاعدة: صغيرة السن، بديعة الحسن، رشيقة القوام.. لتكون حسرة على ممثلة، كانت قديرة، بطلة جديرة.. وتمضي الأيام، لتصبح الصاعدة، بعد سن اليأس قاعدة..وينصرف عنها النظر إلى صاعدة ثانية، ذات المواهب الآنفة. أما اللاتي بلغن التقاعد، فلا ضير بأي واد هلكن.. أو حتى انتحرن.. وهكذا.. دواليك، دواليك.. تدور العجلة.. عجلة الفن ذات ((الرسالة السامية!!))..!
- حققوا: المال، والشهرة، وكذا المتعة.. من أجسادهن... والممثلات هن الضحايا.. اسألوهن.. وسيلة المتعة هن.. وسيلة الإغراء هن.. وسيلة جذب المشاهد لزيادة المكاسب هن.. الممثلات تفطن، وفهمن المراد بهن.. أردن مفارقة أرض الفن..بعضهن.. لكنهن ضعفن، فلم يصبرن، ولم يجدن العون.. لم يكن بعزيمة تنفذ إلى النور بهن.. فآثرن البقاء على مضض.. أن يجدن فرجا ومخرجا أملهن.. لكن بعضهن عزمن، وقررن الرحيل، ومفارقة أرض الشيطان، إلى أرض الرحمن.. وهذا ما أزعجهم.. يخشون على متعهم.. يخشون على بضاعتهم.. يخشون على سوقهم وتجارتهم أن تبور.. وهي بوار.. فلا تعجب أن يقولوا ما يقولوا، إن لهم أملا في الشيطان أن يعيدهن إلى المستنقع تارة أخرى.. - هم أيضا ضحايا أنفسهم.. والشيطان.. ليست الممثلة وحدها الضحية، لكنها أكثر مأساة.. إنهم يئنون من ألم النفس، وضيق الصدر.. يضحكون وقلوبهم تبكي.. يمرحون ونفوسهم تختنق.. إنهم يقرون بهذا في لحظات صدق مع أنفسهم ومع الآخرين.. دمروا المرأة، فدمروا أنفسهم.. لعبوا بها، وما عرفوا أنهم يلعبون بمصيرهم: أليست هي السكن والمودة والرحمة، فكيف وقد حطموا السكن، وقتلوا المودة، ومنعوا الرحمة؟!.. لن يجدوا إلا المر والعلقم.. أي انتهاك لكرامة المرأة، هو تدمير لاستقرار الرجل.. ولا يظلم ربك أحدا.. --
لفتة أخيرة: إلى التي تمنت أن تغني وتمثل وتتحرر من السكن والرحمة: لعل في توبة هذه الثلة من الممثلات، بعد هذه الشهرة العريضة: كفّ وزجر لأمانيك.. فتأملي مليا..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد