غفلنا فلم يغفل الدهر عنا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\"غفلنا فلم يغفل الدهر عنا, فلم نتعظ بغيرنا حتى اتعظ غيرنا بنا, فقد أدركت السعادة من تنبه , و أدركت الشقاوة من غفل, و كفى بالتجربة واعظا\".

كلمات قالها شيخ أعرابي قد بلغ من عمره ما بلغ.. ربما لم يتعلم ما تعلمناه نحن اليوم في مدارسنا و جامعاتنا.. لكنه أبصر وسمع و تعلم.. عركته الأيام و أضنته السنون حتى انتزعت من لسانه تلك الدرر.. أصبح حكيما في كلمته بفعل تجربته و خبرته.

 

أما أنا و أنتم.. فما زلنا في مقتل العمر.. قد تعتقد أخي أنه خطأ مطبعي و لكنني أكررها عليك دون الباء.. في مقتل العمر.

 

نعم انه المقتل لكل من أدركه ثم خرج منه بأسوء مما دخله. لقد كنت أعرف أناسا صالحين و هم كثر.. لكنهم مع الوقت أبوا إلا أن يرافقوا أصحاب السوء فانجرفوا في التيار الفاسد بعيدين عن أهلهم و مجتمعهم و أخلاقهم و.. دينهم للأسف الشديد.

 

أخي الكريم.. لا تكن منهم بل ابتعد عن أصحاب السوء و لا ترافقهم فأنت إنسان سوي قد جعل الله لك عقلا ميزك به عن جميع الخلائق. فكر فيه.. كيف استطاع أن يرتقي بالإنسان من مراتب الجهل و الظلمات و عصر الإنسان البدائي و العصر الحجري إلى العصور الوسطى إلى عصور النهضة وبداية الاكتشافات.. إلى عصر الكمبيوتر و التكنولوجيا و الصواريخ.

 

كلمة السر في كل هذا هو العلم و تحريك الدماغ.. تعلم..تعلم ثم اعمل بما تعلمته تجده النور الذي يضيء لك حياتك.. و العلم بابه كبير و طريقه واسع أقل ما تجده به من لذة هو النجاح وأعظمه أنه طريقك إلى الجنة.

 

حضرت قبل أيام فيلم \"اللمبي\" ومع أن مزاجي كان حاضرا لأضحك وبقوة, لكنني لم اضحك سوى القليل وتركت الباقي لمن حضروه معي. وأنا أنظر إليهم و هم غارقين في الضحك وليته كان مضحكاً فعلاً لعذرتهم. ثم خطر لي خاطر. بماذا أستفيد من هذا الفيلم؟

 

ووجدت أن الفائدة هي أن أحمد الله الذي ميزني بعقل أسف و ندم لدخوله مثل هذه السخافات. ثم حمدت ربي _مع احترامي للجميع _ أنني لست خفيفا كي أضحك على تفاهات.

وحمدت الله أن عندي عقل درس و مازال يدرس كي يرتقي إلى أعلى الدرجات في العلم حتى يرفعني به الله يوم الحساب و يجعله سبيلاً إلى جناته.

و جزاكم الله خيرا .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply