بسم الله الرحمن الرحيم
عليك أن تتذكر أبداً في كل ما تقول وتفعل أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو: قرة عينك، وشاغل قلبك، والمتربع في بؤرة شعورك، فتبقى أبداً بين يديه كأنك تنظر إليه وهو يتحرك حركته في الحياة..
على حد قول القائل:
في ضميري دائماً صوت النبي *** آمراً : جاهد وكابد واتعبِ
صائحاً : غالب وطالــــب وأدأبِ *** صارخاً : كن أبداً حراً أبي
تذكر هذا دائماً..
وإلا فماذا يغني عني وعنك مجرد دعوى محبته -صلى الله عليه وسلم-.. ونحن نخالف هديه، ونعرض عن تعاليمه، ونلتزم سلوكيات غير سلوكياته..؟!
وشيء آخر أرجو أن تتنبه له:
يقول الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني، يحببكم الله… ) الآية
ليس الشأن أن تزعم أنك تحب الله سبحانه..
ولكن الشأن كل الشأن: أن يحبك هو - جل جلاله -..
ولن يحبك إلا إذا قررت أن تجعل حياة محمد - صغيرها وكبيرها نصب عينيك على الدوام تتأسى به في كل شئونك، وحيثما تكون.. قبل أن تتصرف أي تصرف، سل نفسك: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل في مثل هذا الموقف؟! ماذا كان يقول؟ كيف يلقى الناس؟ كيف يواجه سلوكياتهم التي لا تليق؟
بل سل نفسك:
ماذا كان يشغل فكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
حول ماذا كان يتكلم في مجالسه، ومع أصحابه، ومع الناس؟؟
ما المحور الذي يدور عليه اهتمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
وهكذا… أشغل فكرك في هذا ونحوه دائماً..
واجهد جهدك أن تمضي في الطريق في عزم وبهمة..
ثم أبشر بكل خير.. بخيري الدنيا والآخرة..
فقد انفتح لك الطريق إلى الفردوس.. فهنيئاً
المهم.. والأهم:
لا تدع الطريق يضيع من بين قدميك وقد انكشف لك..!
فاستعن بالله ولا تعجز..
واعلم أن رحلة الألف ميل تبدأ بالعزم على خطوات قليلة..!
نعم .. هذا هو السؤال:
هل نحن جميعاً نحب الله ورسوله حباً صادقاً ؟؟
أما بالدعاوى فنعم..!!
وهل على الكلام جمارك وضرائب!!؟
أسهل ما في الحياة الكلام..!
ولقد ادعى اليهود محبة الله، وأنهم أحباؤه، وأنهم لن يدخلوا النار إلا أياماً معدودة، وأنهم شعب الله المختار، وأنهم… وأنهم .. وأنهم الخ
فهل سلم لهم القرآن بذلك؟؟ بل فضحهم..
كمال المحبة وروعة ثمراتها تظهر في دائرتين:
أولاهما:
المبادرة إلى الطاعات في أول أوقاتها، شوقاً إلى الله ورغبة في مزيد من القرب منه، وسعياً لتحصيل مرضاته..
والدائرة الثانية:
النفور والابتعاد عن كل ما يسخط الله ويغضبه، حتى لو كان شيئاً صغيراً حقيراً في العيون..
تعصي الإلهَ وأنت تزعمُ حبه *** هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبــك صادقاً لأطعته *** إن المحبَ لمن يحـــبُ مطيــعُ
نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يرزقنا حبه وحب من يجبه، وحب كل عمل يقربنا إلى حبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد