أخاف أن يطر حنى ولايبالى!!

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه أسطر لهم ما قاله ابن القيم رحمه الله قبل 700عام حيث قال: هناك كثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه ، فضيعوا أمره ونهيه ونسوا أنه شديد العقاب ،وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين. وقال: أيضا من اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند !! لذا قال معروف : رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق ، وقال بعض العلماء :من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة نحو هذا ، وقيل للحسن وهو من التابعين أراك طويل البكاء فقال أخاف من الله أن يطرحني في النار ولا يبالى ،وكان يقول إن قوما ألهتهم أماني المغفرة من الله حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة ،،وقال أبن القيم هناك من أهل المعاصي من يقول أني أحسن الظن بربي وهذا كذب ،لأنه لو أحسن الظن بربه لأحسن العمل ،،وسأل رجل الحسن فقال يا أبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟! فقال الحسن والله لأن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك الأمن يوم القيامة خير من أن تصحب أقواما يؤمنونك في الدنيا حتى تلحق المخاوف يوم القيامة،،،،وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك،فقلنا يا رسول الله ، أمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال:نعم ،إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء )رواه أحمد بسند صحيح . وقال أبو ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إني أرى ما لا ترون واسمع مالا تسمعون ,ثم قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات (الطرقات) تجأرون إلى الله عز وجل )) قال أبو ذر والله لوددت أنى شجرة تعضد . وقال تعالى (( نبي عبادي أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) وقال ابن القيم وربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا وأنه لا يغير ما به ويظن أن ذلك من محبة الله له فنقول له ما قاله رسول الله ( إذا رأيت الله عز وجل يعطى العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ،فإنما هو استدراج )) حديث حسن وفي الختام ينبغي لنا جميعا التوبة والحذر من مكر الله فإنه لا يا من مكر الله إلا القوم الكافرون