تحفة الأولياء في فضل الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
يقول الله سبحانه وتعالى: ( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم )( غافر : 60) .
لذلك كان في الدعاء إظهار المخلوق فقره وعجزه واعترافه بذله وتقصيره، فكان من المتقربين إلى الله بأفضل العبادات، ولذا كانت دعوة المؤمن مستجابة إذا تحقق فيها شروط الدعاء( طرق كسب الثواب )
قال الإمام ابن قيم الجوزية: (الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلام المؤمن)( الجواب الكافي ابن القيم الجوزية )
لذلك قال الرسول r: \"أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام\" ( صحيح الجامع الألباني ص60) .
قال :
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
( ديوان الإمام الشافعي ص17 )
(مراتب الدعاء مع البلاء ثلاثة)
1 ـ أحدها يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
2 ـ أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً.
3 ـ أن يتقاوما ويمنع كل واحد صاحبه، ولذلك ثبت أن النبي r قال: \"دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له\"( صحيح الجامع الألباني رقم /1/339.3).
( أوقات قبول الدعاء وهي ستة )
قال الإمام ابن قيم الجوزية: إذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي:
1 ـ الثلث الأخير من الليل.
2 ـ وعند الأذان.
3 ـ وبين الأذان والإقامة.
4 ـ وأدبار الصلوات المكتوبة.
5 ـ عند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضي الصلاة.
6 ـ وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، فإذا صادف خشوعاً في القلب وانكساراً بين يدي الرب وذلاً وتضرعاً ورقة، واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمده والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على النبي r، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً( الجاوب الكايف ص31).
أخي المسلم: عليك بسلاح الدعاء ورفع أكف الضراعة إلى الله، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ارفعوا هذه الأيد قبل أن تُغل بالأغلال ( طرق كسب الثواب ) ، ولنحذر من التعدي في الدعاء، كما قال النبي r: \"لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسال فيها عطاء فيستجاب لكم\" ( صحيح الجامع رقم 7267) .
وفي الختام: قيل لأعرابي: أتحسن أن تدعو ربك، قال: نعم، ثم قال: اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك ( شذرات القلم ص159 )
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد