بسم الله الرحمن الرحيم
خرجت من بيتها إلى السوق كالعادة، بنقابها الواسع، وعباءتها المزركشة التي وضعتها على الكتف، وقدميها المكشوفتين، وقد قصدت سوقاً ممتلئاً بالشباب لتمارس هوايتها المفضلة في الاستعراض ولفت الأنظار! فهي تطرب كثيراً للكلمات الرقيقة التي تسمعها من هنا وهناك من تلك الذئاب البشرية، كما صرّحت بذلك لزميلاتها.. لكنها في هذه المرة تلقت صفعة حارة، ودرساً قاسياً لن تنساه طوال حياتها.. ففي أحد الممرات الضيقة في السوق قام أحدهم بمد رجله أمامها لتسقط على وجهها … وتكون أضحوكةَ ذلك اليوم.. وبالفعل، ضحك الجميع وقهقهوا.. أما هي، فقد نهضت من كبوتها وهي تنفض الغبار عن عباءتها المزركشة، وقالت لذلك الشاب السفيه بحنق: أترضى أن يُفعل مثل هذا بأختك؟.. سؤال وجيه.. لكن جواب الشاب كان أوجه منه، قال لها باحتقار: إن أختي لا تلبس مثل لباسك الفاتن، بل لا تغشى ـ أصلاً ـ مثل هذه الأماكن.. فلم تحر الفتاة جواباً، وخرجت من السوق وهي تجر أذيال الخيبة..
إن هذه الحادثة تحمل أوضح الدلالات على نظرة الشباب ـ مهما بلغوا من السفه ـ إلى الفتاة المتبرجة التي تتعمد إظهار مفاتنها، ولفت الأنظار إليها..إنهم وإن أعجبوا بمنظرها الظاهر، وشكلها الباهر، إلا أنهم في قرارة أنفسهم يحتقرونها، ولا يكنون لها أي احترام أو تقدير، بل قد يجترئون عليها، ويتعمدون إيذاءها كما في هذه الحادثة، لتكون حديث مجالسهم، وفاكهة أنسهم، وكلما كانت المرأة أكثر تستراً وبعداً عن مواطن الريبة والفتنة، كان احترام الناس لها أشد، وتقديرهم لها أكثر، فهل تعي ذلك كل امرأة مسلمة؟.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد