أرجوك لا تنظر إلى عورتي

بسم الله الرحمن الرحيم

ها هو أحدهم..

أخوتي رأيته في أحد الممرات في المستشفى..

بعد (27) سنة..

كما متعك الجبار اليوم يتحرك منك الآن (360) مفصل متى ما أردت أن ترسل اليد أو تقبضها لا تعصيك..

أعطاها الله (27) سنة ما تعصيه أطرافه..

هو بنفسه يقول: أنا أدبني الجبار.. ويا ليته يعيد لي ما سلب مني والله لا أعصيه..

وأنا أقول في نفسي {آلآنَ}..

كيف رأيته يا ترى بعد القوة!!..

والله لقد رأيته قد انطوى في أحد ممرات المستشفى على العربية..

أول ما رآني استبشر.. فرح..

لأنه ما يستطيع يروح مثلي ومثلك ويناظر الناس..

فيفرح إذا رأى إنسان مرَّ من عنده..

أفضل نزهة له في ممر المستشفى..

فأول ما رآني قال لي بالحرف الواحد: الله يعافيك دقيقة..

فلما أتيت عنده قال: أطلب منك خدمة الله يعافيك.. الله يجزاك عني خيرº تكفى بس تدفعني إلى باب الحمام أعزكم الله..

المشوار ما أخذ مني سبع خطوات..

فلما وصلنا عند البابº وإذا به يرفع الأعين ينظر بحياء..

يحس إني صاحب أفضال عليه..

وإذ بالعيون تلمع قال: جعلك الله في جنات النعيمº والله ما قصرت، وأنا أدري تعبتكº بس أرجوك لو تدخلني إلى داخل الحمام أعزكم الله..

فلما أدخلتهº وإذا بالرأس طأطأ، والدموع تذرفº لعله كان يتذكر يوم كان يمشي ما يحتاج أحد يدفعه، ولا لأحد فضل عليهºوما كان يشكر الله - عز وجل -..

فجلس يدعو بحرارة، ثم قال: آخر طلبº والله لن أطلبك غيره، أرجوكº لو ترفعني على الكرسي وتنزع ملابسيº ولكن أرجوك لا تنظر إلى عورتي..

انظر إلى هذا المشوار..

كم أقضيه أنا وأنت في اليوم..

خمس مرات.. أربع مرات.. أقل.. أكثر..

من يفتح لك الباب!!..

من يدفعك إلى هناك!!..

من أغلق الباب!!..

من نزع ملابسك!!..

من نظفك!!..

هل في يوم من الأيام أسألك بالله وأسألكِ أختي بالله في يوم من الأيام هل تذكر أنت أنك بعدما خرجت، بعد هذه النعمº ما رآك أحدº عند الباب وأنت خارج استشعرت هذه النعم التي حُرم منها ملاييـن..

ثم ارتفعت بقلبك إلى المنَّان، وقلت: اللهم لك الحمد على أن فضلتني على كثير من العالمين.. تذكر في يوم!!