والله ما ربيتك إلا لمثل هذا


بسم الله الرحمن الرحيم 

ذكرت لي إحدى الأخوات هذه القصة العجيبة:

حيث ذكرت أنها هي التي وقفت على فصولها حيث تقول:

قمت في يوم من الأيام بإلقاء محاضرة في مجمع نسائي وكان موضوع هذه المحاضرة عن تربية الأبناء، لي ولد شاب حرصت على تربيته التربية الصالحة واجتهدت في ذالك، و والله الذي لا إله إلا هو لم أفكر في يوم من الأيام أن أربيه ليخدمني في الذهاب والمجيء، وإن كنت أفرح له بذالك حملا له على البر ليؤجر على ذالك، وإنما كنت أربيه لأمة الإسلام ليخدمها في أي مكان، ولو كلف ذالك روحه التي أحبها أشد ما يكون الحبيب، شب على ذالك بحمد الله - تعالى -، ولكن صوارف الزمن وفتن الشهوات تقلب الأولاد بين عشية وضحاها، رفعت سماعة الهاتف في يوم من الأيام كما تقول هذه المرأة، وإذا به يتحدث مع فتاة، إلهي، كم تمنيت أن الأرض قد ابتلعتني قبل أن أقف هذا الموقف، فناديت ربي بقلب مكلوم، وقلتُ: إلهي لم أربه لذالك فأقر عيني بصلاحه، ثم ذهبت إليه فورا وقلت له وقد سبقتني دمعتي: يا ولدي ما ربيتك لهذه وإنما والله ربيتك للحور العين، ويعلم الله ما في قلبي من الحرقة وأنا أحدثه بذالك، حتى اطمئن قلبي ثقة بالله على عدم عودته إلى ذالك مرة أخرى، اتصلت الفتاة مرة أخرى، نهرها ثم أغلق السماعة، وأطرق برأسه، أحسست بعدها بتعلق ابني بالمسجد والقرآن، حتى دخل علي في يوم من الأيام، و والله إنني أعتبر هذا اليوم من أسعد أيامي، فقال: يا أمي أريد الجهاد، فقلت: الله أكبر أي بني، والله ما ربيتك إلا لمثل هذا، ثم قالت: قد تستغربين من قصتي مع ولدي أخية، وقد تظنين أني لا أحبه، و والله لا أصف محبتي له إلا كما قال أبو كلاب لعمر لما قال له عمر وقد غاب عنه ابنه: يا أبى كلاب، ما أحب الأشياء إليك اليوم؟؟ قال ما أحب اليوم شيئاً ما أفرح بخير ولا يسوئني شر، فقال عمر: يا أبا كلاب ما أحب الأشياء إليك اليوم: قال: بلى كلاب ابني أحب أنه عندي فأشمه وأضمه ضمة قبل أن أموت، بكى عمر وقال: ستبلغ ما تحب إن شاء الله - تعالى -، والله يا أخية أنني أحبه حباً جما، ولكن الإسلام عندي أحب منه، دفعته إلى أرض الجهاد، وما زال فيها، و والله يا أخية، إنني أحب أن أشمه وأضمه ضمة، ولكن بعد أن أموت وألقاه في الجنة بإذن الله،، إنني يا أخية مع حبي له، لا أعرف بماذا أكافئ من يبشرني باستشهاده، إي والله، هذا هو ما أأمل، والده شفقة عليه قطع عنه المصروف الذي كان يرسله إليه طمعاً في رجوعه، فتأملتُ ذهباً عندي، وقلت لها يا نفس: أدركِ الجهاد بالمال على أقل الأحوال، قمت ببيع ذهبي، وكان كثيراً، وأنا أقوم بين الفينة والأخرى بإرسال ما يسد حاجته،

ثم قالت وهي ذاهبة: هذا صنيعي مع ولدي البكر، وأنا أعد إخوانه البقية لهذا الموقف، وأسأل الله أن يعوضني خيرا.

 

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply