بسم الله الرحمن الرحيم
أنا متزوجة من أربع سنوات تقريباً وزوجي لا يلقي لي بالاً فهو مع أصدقائه دائماً، أعلم والحمد لله أنها رفقة طيبة ولكن لدي حقوق عليه. وأحياناً لا أراه...فهو يرجع وينام وأنا أظل وحيدة دون أن يطلع حتى علي، وعلماً بأن لدي طفل منه عمره 3 سنوات واحتاج إليه ليساعدني في تربيته فلا أجده... وأحياناً أفتقده وأتمنى لو أنه معي لكني لا أجده، لقد تعبت من هذا الوضع الممل، ولا أعرف ما الحل، أنا لست أنانية ولكن الوضع تعدى المعقول وقد ناقشت الأمر معه مراراً دون جدوى وناقشته مع والده وكذلك دون جدوى أيضاً... لطالما حاولت إقناعه أني بحاجته ولم يقتنع، لقد سئمت... وأحياناً عندما يفيض الكيل منه أخاصمه فيضربني وينهال علي ضرباً فهذه مشكلة في حد ذاتها، علم أبي بذلك وحذره أنه سوف يرغمني على تركه حفظاً لكرامتي واعتذر.. وعاود الكرة مرة أخرى بضربي وتدخل والده واعتذر مرة أخرى، وعاود الكرة. ولا فائدة من كل ما فعلته لاستمرار حياتنا... كنت أضحي بأمور كثيرة من أجله فقد حولت من انتظام لانتساب في الجامعة لأهتم به وبولده علماً أني كنت طالبة مجتهدة وأحب العلم... لقد اخترته بكامل إرادتي عندما خطبني وترك لي والدي الخيار في ذلك، فهو قريبنا من بعيد، وكان والدي مقتنعاً به تماماً ولا أعلم ما الذي حصل له، فقد تغير كثيراً، كان حنوناً وطيباً في أول زواجنا والآن سار يضربني ويتحدث معي بغلظة وجفاء،، وكأنه ندم على زواجه بي وكأني أرغمته أن يأتي لخطبتي، ما زلت ولا زلت أناضل لاستمرار حبي الضعيف... ساعدوني قبل أن أنهار تماماً،،،،، والسلام ختام.
الإجابة:
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيراً على حرصك على الحفاظ على بيتك وأدام الله عليك النعمة بظلال الزوجية اللهم آمين،
من الواضح أن مشكلتك من النوع المعتاد وأقول ذلك ليس تهويناً من شأنها فلا بد أنها تنغص عليك سعادتك لكن الغرض من ذلك أن تتيقني أن حلها في الإمكان بإذن الله - تعالى -.
القاعدة المستنبطة من واقع الحياة تقول: ((ما لا يمكنك أن تتغلبي به فعليك اللعب به)) وأنت هنا كزوجة هدفك الأساس أن تغلبي وتكسبي زوجك لصفك وتتمكني من ضمان حقك في وقت أطول يقضيه بجوارك.
ومع اعتبار القواعد العامة أن الرجل من حقه أن يخرج مع أصحابه وأن يكون له الحق في وقت خاص به يخلو فيه بنفسه إلا أن هذا لا ينفي أن للزوجة وكذا للأولاد حقوقاً هم أيضاً، ولكن العلاقة الزوجية لا يصح أن يكون التعامل فيها مبنياً على حقي وحقك ففي حقيقة الأمر سيرضخ الطرفان لتنفيذ الحقوق في البداية إلا أنهما في النهاية سينتهي بهما الحال إلى الصورة التي ذكرتيها عندما تتناقشان.
إذن فالحل بيدك أنت يا أختاه لا بيد غيركº أن تقفي مع زوجك على جانبه من النهر لا ضده على الجانب الآخر من النهر خذي بيده ليعبر معك ولا تقفي في الضفة الأخرى تطالبينه بالعبور.
ولكي نضع كلامنا في صورة عملية، تعالي مثلاً نقترح عليه أن يستقبل أصدقاءه في البيت فمن الواضح أن لهم مكانة خاصة ومتميزة عنده، وتفنني في ألوان الطعام التي تقدمينها أو مستوى الخدمة الذي يحصلون عليه فيكون ذلك سبباً لمدحك منهم ومدحه على حسن اختياره للزوجة وبالتالي نرفع من قيمتك النسبية كزوجة عنده.
هذا مثال فقط ولديك متسع من الأمثلة والوقت والاختيارات المبنية على كونك أعلم بحال بيتك وزوجك والقاعدة التي تحكم اختياراتك أمران:
(1) كوني معه على نفس ضفة النهر لا الضفة المقابلة.
(2) ارفعي من قيمتك النسبية كزوجة.
وهناك أمر لافت للانتباه من خلال حديثك أختاه أحب أن أوجهك إليهº وهو الانشغال بدراستك قليلاً حتى يخفف ذلك من حالة الملل الشديدة التي تعيشينها وهو بالتأكيد يساهم في رفع قيمتك النسبية عند زوجك.
هذه إشارات أختنا الفاضلة لتعينك على تثبيت دعائم زواجك الكريم وتقوي الروابط فيما بينكما مع رجاء موافاتنا بالتفاعلات الجديدة حتى نكون لك نعم العون على تحقيق مرادك بإذن الله.
يسر الله - تعالى -لك أمرك وجزاك عن زوجك وولدك خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد