بسم الله الرحمن الرحيم
ما بين شرف المهنة والتحديات..
التقينا بعدد لا بأس به ممن يشغلن وظائف بالقطاع الطبي أو سبق أن عملن به فكان أن تحدثت كل واحدة منهن بكل صعوبة واجهتها أو ما زالت تواجهها، والتي تحد من إنجازاتها واستمرارها بهذا المجال الهام.. بداية كان لنا لقاء منيرة محمد طبيبة عامة في إحدى المستشفيات الحكومية بالرياض تحدثت معنا عن معاناتها وفي عينيها تساؤلات كثيرة، حيث قالت: مع أن نظرة المجتمع للمرأة العامة بالقطاع الطبي بشكل عام، والطبية بشكل خاص في تحسن واضح إلا أن فرص الزواج منها لا تزال قليلة مقارنة بالموظفات الأخريات في المجالات الأخرى ((وتضيف)) دائماً أوجه لنفسي تساؤلات كثيرة عن سبب عزوف بعض الرجال أو بالأصح أغلبهم عن الزواج من الطبيبة!!
فأنا مثلاً بلغت سن الأربعين ولم يتقدم لي أحدى سوى نادراً ولم يكتب الله لي النصيب!!
وتشاركها زميلتها نهى عبد الله طبيبة العيون حيث تقول: على الرغم من أننا في القرن الواحد والعشرين إلا أننا نرى أعداداً لا بأس من المعارضين لالتحاق المرأة السعودية بالطب، فمثلاً أنا ما زلت أذوق الأمرين من نظرة أقاربي لي بأنني فتاة متمردة لا تستحق الاحترام!! وأضافت قائلة: ومن المشاكل كذلك التي تعانيها الطبيبة بشكل عام ساعات الدوام الطويلة، وكثرة المناوبات.. وتتفق معها طبيبة الأسنان نادية محمد حيث تقول: بالفعل والله إن ساعات الدوام طويلة جداً جداً، والمناوبات كثيرة أيضاً وذلك يؤثر على أسرتي وأبنائي وتلبية احتياجاتهم
وتضيف.. لو كان هناك مراعاة وتقدير لطبيعة المرأة وظروفها، وأنها أم وزوجة لما عشنا الأمرين ما بين حبنا لمهنتنا، وما بين القيام بواجباتنا الأسرية.
كما التقينا بالممرضة التي رمزت لاسمها بـ (ن. ل). فتحدثت لنا قائلة: الزواج ومهنة التمريض خيارين يرى مجتمعي أنه يجب علي اختيار أحدهما، وليس من حقي الجمع بينهما!! هذا ما ابتدأت به حديثها معنا وأضافت: لا أعلم لماذا كثير من الناس ينظرون للممرضة السعودية نظرة ازدراء، ويعممون حكمهم بأن كل ممرضة، أو بالأصح كل من تعمل بالمستشفيات فتاة منحلة أخلاقياً، ولا تحافظ على حجابها، فأنا مثلاً ولله الحمد محافظة على حجابي وأحاول قدر استطاعتي أن لا أختلط بالرجال كثيراً، وأختصر أكثر تعاملي مع النساء اللاتي من المؤكد يفضلن الممرضة على الممرض.
أغيثونا من داء الاختلاط
لا يغفل عاقل عن الآثار السلبية الناتجة من الاختلاط.. ((إنّه داء عضال أغيثونا)) هذا ما ابتدأت به سارة السعد حديثها وهي موظفة سابقة في إحدى المستشفيات بالرياض.
وأضافت: لولا ما كنت أعاني من الاختلاط بالرجال لما تركت وظيفتي رغم حاجتي لها، فقد واجهت عدة مضايقات سواء من الموظفين، أو من المرضى هداهم الله لذا فضلت ترك العمل خوفاً على نفسي من الفتنة.
أما منى العتيبي مترجمة في إحدى المستشفيات بالرياض فتقول: هناك عدة مشاكل تواجهها المرأة العاملة بالقطاع الطبي بشكل عام وأواجهها أنا بشكل خاص وهي:
- طول فترة الدوام فتسع ساعات طويلة جداً بحيث لا يبقى وقت للعلاقات الأسرية أو حتى التواصل مع عائلتي إلا بشكل قليل.
- الاختلاط وإن قل.
- النظرة السلبية من المجتمع للمرأة العاملة في مجال مختلط.
- انعدام الأمان الوظيفي ((بالنسبة لي خوفاً من انتهاء العقد)).
- نظام الشركات التي تهضم حق الموظفة من حيث التقاعد، الإجازات ساعات العمل.
- المواصلات وما أدراك ما المواصلات.
- كما التقينا بهدى ناصر كانت طالبة في كلية الطب ثم تركتها.. سألناها عن سبب عدم مواصلتها رغم شغفها منذ صغرها بالالتحاق بالطب حيث قالت: كنت أحلم منذ صغري بأن أكون طبية أطفال ولتفوقي الدراسي وحصولي على نسبة عالية أهليتي للالتحاق بكلية الطب، ولتحمسي الشديد لم أعير اهتماماً بأنني سأختلط بالرجال كثيراً سوءاً أثناء دراستي أو حتى بعد التخرج والالتحاق بالعمل، لكن عند ما وصلت لمرحلة التطبيق العملي وبدأت أخالط الرجال، بدأ ينتابني شيء من الخوف خاصة عند ما أرى بعض زميلاتي يتسابقن ليحزن على إعجاب زملائنا الطلبة والأساتذة، فخفت على نفسي من أن أتبع هواي وأتنازل عن حجابي، لذا قررت وبكل حزم أن أقطع طريق مواصلتي للتخصص الذي أحبه محتسبة الأجر عند الله وألتحق بتخصص آخر، وها أنا الآن أدرس بجامعة الإمام..
وللـرجال رأي
وعن سبب عزوف بعض الرجال من الزواج بالطبيبة أو من يعملن بالقطاع الطبي قال فهد القحطاني:
هناك سببين برأيي أديا إلى عزوف بعض الرجال من الزواج بالطبيبة وهما: تعالي بعض الطبيبات على بعض المتقدمين لهن خاصة إذا كانوا أقل منهن من ناحية المستوى التعليمي والوظيفي، فأنا مثلاً تقدمت لواحدة من قريباتي تعمل طبيبة ورفضتني لأن شاهدتي ثانوية!!
والسبب الآخر يرجع لأوقات الدوام وطول ساعات العمل.
ويوافقه الرأي خالد ناصر حيث قال: أرى أن ساعات الدوام بالنسبة للطبيبة طويلة جداً مقارنة بالموظفات اللاتي يعملن في قطاعات أخرى، لذا يفضل بعض الرجال اختيار من كانت ساعات عملها مناسبة، حيث تستطيع أن توفق بين عملها وبيتها.
أما تركي إبراهيم فيقول: في رأيي أن السبب يرجع إلى خوف الرجل من الشعور بالدونية وعدم الإمساك بزمام الأمور، وخشيته كذلك من تعاليها عليه خاصة عند ما يرزق بأبناء سيجد صعوبة من إنهاء العلاقة خوفاً عليهم من التشتت، فيضطر إلى التنازل عن موقعه داخل المنزل من أجل استمرار الحياة.
ويقول عبد العزيز عبد الله.. رغم قناعتي بالدور الهام الذي تقوم به كل طبيبة وممرضة إلا أنني لا أفضل الارتباط بمن تعمل بالقطاع الطبي وعن السبب قال:
لأن غيرتي لا تسمح لي بأن أرى زوجتي تخالط الرجال.. وأضاف: لا أعلم لماذا لا تخصص وزارة الصحة مستشفيات خاصة بالرجال وأخرى خاصة للنساء. ؟ مع أن دولتنا تسعى جاهدة لتوفير سبل الراحة لمواطنيها.
نظرة المجتمع ومدى تغيرها
في السابق كان المجتمع ينظر لكل من تعمل بالقطاع الطبي نظرة دونية قاصرة، مهما كانت مكانتها لكونها تعمل في مكان مختلط مع الرجال، أو لعدم ثقتهم بإمكانيات المرأة.. ترى هل ما زالت تلك النظرة موجودة في عصرنا.. عصر العولمة أم أنها زالت؟
سؤال طرحناه على الدكتور سليمان الغديان - الأخصائي النفسي حيث أجاب قائلاً: في تصوري أن نظرة المجتمع تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ينظر إلى المرأة العاملة في المستشفيات نظرة تقدير واحترام لأنها اتجهت إلى هذا المجال لخدمة دينها، ووطنها، عن طريق مساعدة وعلاج بنات وطنها، والاستغناء عن الأجنبيات، وهذه النظرة برأيي تمثل شريحة كبيرة من المجتمع.
أما القسم الثاني: فينظرون للمرأة العاملة بالقطاع الطبي نظرة سلبية وهم قلة من أفراد المجتمع.
كما طرحانا تساؤلنا على الأستاذة هدى بخاري الأخصائية الاجتماعية وأجابت قائلة:
أصبح هناك تفهماً ووعياً أكثر من المجتمع على مختلف شرائحه بطبيعة دور المرأة التي تعمل في المجال الطبي، فلم يعد ينُظر لمن تعمل في هذا المجال نظرة دونية كما في السابق، وذلك لأن المرأة أصحبت تحقق نتائج مبهرة، وأثبتت كفاءتها، وحسن أدائها، مع عدم التفريق بكونها امرأة والقيم الاجتماعية السائدة في المجتمع، مما أدى إلى ثقة الأسرة والمجتمع بالمرأة العامة في المجال الطبي.
وتحدثت معنا الدكتور بدرية الدبل أستاذ مشارك واستشارية في طب الأسرة والمجتمع قائلة:
أعتقد أن هناك تغير واضح في نظرة المجتمع للمرأة العاملة بالقطاع الطبي، ففي السابق كان عدد الطبيبات السعوديات في المجتمع قليلاً ولم يألف المجتمع خروج المرأة للعمل في هذا القاطع، ولكن في الوقت الحاضر ازداد أعداد الطبيبات، على جانب أنهن أثبتن جدارتهن في معظم التخصصات، بل البعض منهن قد تميزن في مجال تخصصهن، ليس على مستوى المملكة فقط بل قد تعدى حدود الوطن.
ساعات الدوام
لأن طول ساعات الدوام من أبرز المشاكل التي تواجهها كل امرأة تعمل بالقطاع الطبي. وهي مشكلة تحد من قدراتها على التواصل مع مجتمعها، والتوفيق بين متطلبات عملها وأسرتها.. ناقشنا الآثار النفسية والاجتماعية، والحلول التي يمكن طرحها لمعالجة هذه المشكلة مع نخبة من المتخصصين في هذا المجال..
فابتدأنا الحديث مع الدكتور الغديان عن آثار طوال ساعات الدوام النفسية على المرأة العاملة بالقطاع الطبي فتحدث إلينا قائلاً:
إن من أكثر الآثار النفسية شيوعاً لدى المرأة في المجال الصحي.
القلق والاكتئاب والوساوس، والسبب الرئيسي لهذه الاضطرابات يعود على عدم قدرة المرأة على إيجاد التوازن بين احتياجاتها ومتطلباتها الخاصة والأسرية وبين متطلبات العمل.
ومع استمرار هذه الآثار النفسية على المرأة تظهر آثارها على الجسد، وذلك على شكل اضطرابات سيكوسماتيه، مثل الصداع النفسي، القولون العصبي، قرحة المعدة.
التأثير الاجتماعي فيضيف الدكتور سليمان قائلاً:
إن أبرز أثر من آثار طول ساعات الدوام يظهر في انعزال المرأة العاملة في القطاع الصحي عن المجتمع، ويتضح ذلك في قلة علاقتها بأقاربها مما يجعلها تفقد تواصل الآخرين معها بسبب انعزالها عنهم.
وتضيف الأستاذة هدى حول طول فترات الدوام لمن تعمل بالقطاع الطبي قائلة:
إن الأنظمة واللوائح المشرعة للعمل عند ما وضعت لم يكن يتجاوز عدد العاملات أصابع اليد واليوم العدد كبير جداًº لذا لا بد أن يعاد النظر في كثير من الأنظمة المشرعة لعمل المرأة ليس على مستوى الدوام وعدد ساعاته فقط، بل في نوحي أخرى كساعات الرضاعة والالتزامات الأسرية، وما يناط بها من دور في تربية الأبناء.
وتضيف أيضاً.. إن تعد الفرص الوظيفية قليلة، وتكاد تكون محصورة في مجال التعليم وهو الغالب والمجال الطبي الذي يتطلب نوعاً من الخصوصية من حيث عدد الساعات، أو المناوبات حتى يتسنى لمن يعملن التوفيق بين متطلبات عملهن ومتطلبات أسرهن.
وتوافقها الدكتور نهى طبيبة العيون قائلة: إن الحل للحد من مشكلة طول ساعات الدوام يتمثل في زيادة عدد العاملات بالقطاع الطبي، ومن ثم التقليل من ساعات الدوام والمناوبات، فبدل من أن تكون 9 ساعات تكون 6 ساعات.
وتضيف: فلو تم زيادة عدد العاملات سواء من طبيبات، أو ممرضات، أو إداريات، لن يؤثر ذلك في تكديس عدد كبير من المراجعين والمرضى عند ما يقلل من ساعات الدوام.
وكم أتمنى من المسئولين مراعاة طبيعة المرأة، واحتياجاتها، وظروفها والوقوف على كل مشكلة تحد من عطائها وراحتها.
داء خطير بين أروقة المستشفيات
ولأن الاختلاط هو أكبر داء في عالم الطب كان معه وقفات...
ابتداء برأي الشرع ومروراً بآثاره، وانتهاءً بحلول لعلاجه.
وعن رأي الشرع قال الشيخ الدكتور يوسف الأحمد:
هناك أدلة واضحة في القرآن والسنة تدل على حرمة الاختلاط منها:
قوله - تعالى -: (( وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ, ذَلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ )) ((والأحزاب: 53)).
ومن السنة حديث عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو.. قال: الحمو الموت)) متفق عليه.
وما يحدث في المستشفيات من اختلاط، مخالفة صريحة لتحذير النبي – صلى الله عليه وسلم -.
وحديث عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) وحديث ابن عمر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-) لو تركنا هذا الباب للنساء)) قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.
كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن دخول الرجال على النساء، وفي المسجد لا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال، ولا تؤذن لهم ولا تقيم.
وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - صفوف الرجال في الأمام وصفوف النساء في الخلف، ونظم الخروج من المسجد، يخرج النساء أولاً بعد السلام مباشرة قبل قيام الإمام، وما كان الناس يقومون حتى يقوم النبي – صلى الله عليه وسلم- ، بل كان النساء ينصرفن فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف الرسول عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم.
ولما حصل الاختلاط مرة في الطريق نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -وبين كيف يكون الحال إذا تقابل رجال ونساء في الطريق، وأن النساء يكون لهن حافات الطريق، وخصص - عليه الصلاة والسلام - باباً للنساء في المسجد.
وأضاف.. ولنلاحظ أن هذا كان في الإتيان للمساجد، وفي زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، والنساء في غاية الحشمة والحجاب، وهذه بعضاً من الأدلة الظاهرة على حرمة الاختلاط لمن تجرد في ابتغاء الحق، وللأسف أصحاب الهوى لا ينفعهم شيء.
سلبيات لا يغفل عنها إلا مكابر
وعن الآثار السلبية للاختلاط قال: الدكتور سليمان الغديان...
إن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميدان العمل له آثاراً سلبية كبيرة سواء كان ذلك على الشخص ذاته، أو العمل لا يغفل عنا إلا مكابر أو جاهل، ومن أهم هذه السلبيات هي مشكلة التحرش الجنسي، ويظهر التحرش من خلال ثلاث صور:
1- تحرش لفظي: حيث يستخدم عبارات غير لائقة لها دلالات جنسية.
2- تحرش فعلي: نتيجة للاحتكاك المباشر بين الجنسين الرجل والمرأة في ميدان العمل.
3- الاغتصاب: وهو وقوع الفعل الجنسي.
وأضاف.. إن مشكلة التحرش الجنسي من أهم المشاكل التي تواجه المؤسسات التي يتم فيها الاختلاط، وهناك دراسات ليست من المجتمع الإسلامي بل من المجتمع الغربي كذلك تؤكد خطورة الاختلاط الذي ينبع منه مشكلة التحرش الجنسي، حيث تشير الدراسات الأمريكية إلى أن التحرش الجنسي هي المشكلة الأساسية للعاملين في مجال التمريض التي تتعرض له الممرضات من الأطباء 88.5%، زملاء العمل 83 % المرضى 75%، والزوار 73%.
ويوافقه بذلك الشيخ الأحمد حيث قال: هناك عدة آثار سلبية نتجت عن الاختلاط أهمها التحرش الجنسي بالطبيبات والعاملات والمريضات، وقد أخبرني بذلك عدد من الاستشاريين والإداريين في مستشفيات مختلفة.
وقد سمعت منهم قصصاً يشيب لها الرأس ويتفطر لها قلب المؤمن.
وأضاف.. إن المجتمعات الغربية تئن بسبب كثرة حمل السفاح وكثرة الإجهاض والأرقام والدراسات لمعدل الاغتصاب والتحرش في الغرب لا تنقطع الصحف والمجلات عن ذكرها، وكل ذلك بسبب الاختلاط.
ويضيف: ومن آثار الاختلاط كذلك الوقوع في التبرج من بعض النساء، وعدم التزامها بالحجاب الساتر فالمرأة ضعيفة يستشرفها الشيطان إذا خرجت بين الرجال كما أخبر بذلك النبي r.
الحلول.. وأمنيات التطبيق
وحول ما إذا كان هناك إمكانية القضاء على الاختلاط أو حتى التقليل من مخاطره قال الشيخ الدكتور يوسف:
هناك حلول أطرحها على المتفائلين بتغيير الوضع في المستشفيات وهي أن يكون التصحيح على مرحلتين:
المرحلة الأولى: على المدى القريب.
المرحلة الثانية: على المدى البعيد.
أما المدى البعيد فهو ما نادى به سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومن قبله سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، كذلك، وهو إيجاد مستشفى خاص بالنساء وآخر بالرجال ويبدأ ذلك من دراسة الطب فيكون هناك كلية خاصة للنساء وأخرى للرجال، ومستشفى تعليمي للنساء وآخر للرجال.
أما عن الحل الذي يكون على المدى القريب فيكون بأمور:
أولاً: وجود القناعة الشرعية بحرمة الاختلاط بالأدلة الشرعية، وتكرار الوعي فيه بين العاملين في الميدان الطبي وغيرهم.
ثانياً: أن يقوم ببيان ذلك للأطباء وطلاب الطب فلا بد أن يسمع طالب الطب من أستاذه الصالح عن حرمة الاختلاط، وأن هذا الواقع لا بد من إصلاحه، وهذه أفضل طريقة لتخلص طلاب الطب من عقدة الانهزامية في طرح القضايا الشرعية، نظرياً أو عملياً كموضوع منع الاختلاط، وحفظ العورات.
ثالثاً: التدرج في منع الاختلاط:
إن الأطباء يحتاجون أن يتدرجوا مع أنفسهم في منع الاختلاط لطول ما نشأوا عليه، لذا من الأفضل على الأطباء الأخيار أن يضعوا تخطيطاً متدرجاً حتى يتقبله الكثير من الأطباء والعاملين بشكل عام بالقطاع الطبي
وعن كيفية التدرج في منع الاختلاط قال الأحمد:
هناك أمور يسهل منع الاختلاط فيها فعلى سبيل المثال الدروس النظرية التي يقدمها أساتذة الطب للطالبات، واجتماعات الأقسام اليومية أو الدورية أو المحاضرات الطبية، تكون من خلال شبكة ولا أعلم ما المانع أن تكون من وراء حجاب كما أمر الله - تعالى -!!
و من الأمور اليسيرة كذلك التي يسهل منع الاختلاط بها:
قسم العمليات فلو يتم تخصيص غرف للمريضات، وأخرى للرجال، والغرف الخاصة بالنساء لا يدخلها إلا نساء من طبيبات وفنيات وممرضات وما دعت إليه الضرورة من الرجال.
ومن التدرج أيضاً إلزام الطبيبات والفنيات والممرضات المسلمات وغير المسلمات بلباس ساتر وموحد في لونه وصفته، وأن يكون التزامها بذلك في تقويمها الإداري أو الدراسي إن كانت طالبة.
وهذا كله كما بينت على سبيل التدرج وليس هو الأمر المنشور.
رابعاً: السعي في إنشاء كليات طب النساء والولادة كما هو الحال في كليات طب الأسنان، وقد طبق في اليابان هذا النظام حيث بلغت كليات طب النساء والولادة سبعة عشر كلية ولا يدخلها إلا الطالبات فقط.
خامساً: الانتفاع بفتاوى أهل العلم ونشرها بين طلاب الطب والعاملين في المستشفيات.
سادساً: الانتفاع بالتعاميم الإدارية الصادرة من وزارة الصحة والكليات الطبية وهي كثيرة ولله الحمد وعلى رأسها تعميم رئيس مجلس الوزراء وفقه الله رقم 759/8 في 5/10/1420 هـ المتضمن اعتماد منع الاختلاط بين النساء والرجال في الإدارات الحكومية، أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة، أو الشركات، أو المهن ونحوها، ومحاسبة المخالف كرامة للأمة وإبعاداً لها عن أسباب الفتن والشرور كما في نص التعميم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد